طاطا: محمد سليماني
قررت السلطات الإقليمية بمدينة طاطا، مضاعفة أعداد التلاميذ المستفيدين من التكوينات المجانية بمدينة أكادير من أجل تأهيلهم لولوج المعاهد والمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، وذلك بعد نجاح المبادرة في نسختها الأولى السنة المنصرمة. واستنادا إلى المعطيات، فإن 65 تلميذا من المتفوقين بالإقليم، والحاصلين على شهادة الباكالوريا سنة 2023، تمكنوا من ولوج عدد من المؤسسات والمعاهد والمدارس العليا بعدد من المدن، وذلك بعدما استفادوا من تكوينات مجانية بمدينة أكادير، في إطار مبادرة تكوين 100 تلميذ وتلميذة.
ويباشر عامل إقليم طاطا الاستعدادات لتكوين 200 تلميذ وتلميذة هذه السنة، إذ تم خلال اجتماع عقد مؤخرا للجنة الإقليمية للتنمية البشرية بطاطا، إخبار الجميع برفع عدد المستفيدين من الدعم المجاني، في إطار برنامج أطلق عليه “آفاق”، يهم توفير السكن والتنقل بمدينة أكادير للتلاميذ المستفيدين، على أساس تأهيليهم لاجتياز مباريات ولوج المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود.
وحسب المعلومات، فإن حظ أبناء إقليم طاطا من ولوج المعاهد العليا والمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، كان محدودا إلى شبه منعدم، بسبب غياب التأطير والمواكبة اللازمين للتلاميذ بعد حصولهم على شهادة الباكالوريا، إضافة إلى قلة إمكانيات الأسر، وعدم قدرتها على إرسال أبنائها إلى مدن الداخل للاستفادة من التكوينات المؤدى عنها استعدادا لولوج هذه المؤسسات والمعاهد، الأمر الذي دفع عمالة إقليم طاطا إلى فتح مبادرة تأهيل 100 تلميذ وتلميذ لولوج هذه المؤسسات العليا في مرحلة أولى.
وسيتم فتح عمليات التسجيل أمام التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا بالثانويات التأهيلية التابعة لنفوذ إقليم طاطا، والبالغ عددها 13 ثانوية تأهيلية، مباشرة بعد إجراء امتحانات الباكالوريا، على أساس انطلاق التكوينات والدعم المدرسي المكثف لفائدتهم وفق الأطر المرجعية الخاصة بمؤسسات التعليم العالي والمعاهد العليا ذات الاستقطاب المحدود.
يشار إلى أن التجربة خلال سنتها الأولى، مكنت 100 مستفيد من تكوينات وتأطير ودعم لولوج ثلاث مؤسسات عليا؛ وهي كليات الطب والصيدلة، ومؤسسات الهندسة، ثم المدارس الوطنية للتجارة والتسيير، كما عهد إلى الجمعية الإقليمية لدعم التمدرس بطاطا بالإشراف على عمليات التكوين والدعم لفائدة التلاميذ، إذ تحملت جميع مصاريف التكوين والتنقل والتغذية والإيواء بأكادير طيلة مدة التكوين المقررة، وذلك بدعم من اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتأتي هذه المبادرة التي استحسنها سكان بالإقليم، من أجل مساعدة التلاميذ وذويهم، وفتح تكوينات وتخصصات جديدة أمام أبناء وبنات الإقليم، ومساعدتهم على اختيار شعب جديدة تمكنهم من الولوج السريع لسوق الشغل، بعيدا عن التخصصات التقليدية. كما تهدف هذه المبادرة غير المسبوقة بالمنطقة، إلى تأهيل تلاميذ وتلميذات الإقليم وتمهيرهم على التنافس مع تلاميذ مناطق أخرى على المقاعد المفتوحة بمؤسسات الاستقطاب المحدود.
واستنادا إلى المعطيات، فإن مبادرة تكوين 100 تلميذ وتلميذة، جاءت بعدما تأكد أن غياب التأطير والتكوين والدعم اللازمين لفائدة الحاصلين الجدد على الباكالوريا بنفوذ إقليم طاطا، كان يشكل عائقا أمامهم في ولوج قطاعات الطب والهندسة ومدارس التجارة والتسيير وغيرها من المعاهد العليا، كما أن بعد المسافة ما بين الإقليم وباقي المدن التي توجد فيها مراكز للتكوين الدعم لفائدة المقبلين على ولوج المعاهد العليا، كان بدوره عائقا أمام تلاميذ طاطا، إضافة إلى عدم قدرة أغلب الأسر الفقيرة على توفير مصاريف مالية إضافية لإرسال أبنائهم إلى هذه المدن للتكوين والحصول على الدعم اللازم.