منذ أن كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تنقيط المدن المرشحة لاستضافة مونديال 2030، المنظم بشراكة بين المغرب والبرتغال ثم إسبانيا، وتبين أن مدينة طنجة حصلت على تنقيط ضعيف لا يتجاوز 2.2/5، محتلة الصف الأخير وراء جميع المدن المستضيفة لهذا الحدث الرياضي الكوني، أمسك القائمون على الشأن المحلي لعاصمة البوغاز برؤوسهم واستغربوا لهذه النقطة الموجبة للسقوط.
أبناء طنجة، اليوم، حائرون يفكرون يتساءلون في جنون، عن رسوب مدينتهم، عن سر النقطة المستفزة التي حولت عاصمة البوغاز إلى تلميذ مهدد بالسقوط في امتحان الكفاءة الكروية.
انشغل الرياضيون والسياسيون ونشطاء المجتمع المدني بنقاش التنقيط الضعيف لمدينتهم، منهم من طالب بإعادة الامتحان ومنهم من تساءل عن معايير التقييم ومنهم من اعتبر التنقيط ضربة موجعة للقائمين على الشأن العام، في مدينة كانت يوما مرشحة فوق العادة لاحتضان «إيكسبو 2012».
حين طالبوا بمراجعة ورقة التقييم، ظهرت الاختلالات على مستوى النقل والمواصلات وضعف البنيات التحتية، في مدينة كنا نعتبرها بمثابة التلميذ النجيب الذي لا تزعجه الاختبارات الشفوية ولا مداهمات المراقبة المستمرة.
غضب الطنجاويون من النقطة المذلة، وصبوا شحنات القلق على المنتخبين وسلطات المدينة الذين ساهموا في إضعاف موقف طنجة بين المدن المرشحة لاحتضان نهائيات كأس العالم. ومنهم من طالب بمحاسبة القائمين على برنامج «طنجة الكبرى» ومحاكمة من باع وهم المدينة الذكية للطنجاويين.
الامتحان التجريبي لطنجة وغيرها من المدن المرشحة لاحتضان تظاهرات عالمية، هو فصل الصيف، ففيه يصبح العثور على غرفة في الفندق أو شقة للإيجار جحيما، وفيه تختل موازين السير والجولان وتحطم خدمات المطاعم والمواد الغذائية رقما قياسيا مسابقة الجشع.
هناك دورة استدراكية قد تصلح ما أفسده الجشع وتعيد لمدينة طنجة مكانتها كبوابة للمملكة، وتعيد ترتيب المشهد السياسي في مدينة يصر رؤساء فريق اتحاد طنجة على أن يجمعوا بين تدبير فريق وتدبير شأن مدينة.
يذكر أهل طنجة عبد السلام الأربعين رئيس اتحاد طنجة الذي أسس لمفهوم «رئيس الشكارة»، وكيف حول الفريق إلى جسر عبور نحو قبة البرلمان ورئاسة المجموعة الحضرية لطنجة، دون أن يغير خطته التي جعلته يعتمد على «شكارته» في شراء اللاعبين وشراء أصوات الناخبين حتى لقب بـ«مول العلف».
عندما كانت غيمة القلق تجثم على أنفاسنا من هول التنقيط ورعبه، انتخب عبد الحميد أبرشان، عن حزب الاتحاد الدستوري، رئيسا لمقاطعة طنجة المدينة، خلفا للرئيس السابق محمد الشرقاوي عن حزب الحركة الشعبية، الذي تم عزله بقرار من المحكمة الإدارية. أبرشان كان رئيسا سابقا لاتحاد طنجة يخلف الشرقاوي الذي كان بدوره رئيسا لهذا الفريق، وكان المرشح الثاني هو عادل الدفوف الذي ترأس في فترة سابقة الفريق ذاته.
رؤساء اتحاد طنجة يتناوبون على تدبير شأن مدينة تحتاج لدروس دعم في الحكامة، ولرئيس قادر على الفصل بين تدبير فريق للكرة وتدبير شأن مدينة قالت عنها تقارير مندوبية التخطيط «إنها تتوسع عبر الهوامش».
أثناء تنصيبه رئيسا لمقاطعة طنجة المدينة، قال أبرشان إن تقييم «الفيفا» يكفي للاستدلال على حجم النقائص التي تعرفها المدينة، ووعد برفع التنقيط والنجاح في الاختبار الموحد.
حين سقطت طنجة في امتحان «إكسبو 2012»، قال عضو في لجنة التفتيش إن المدينة لا تتوفر على مراحيض عمومية، وهي المادة التي رسبت فيها عاصمة البوغاز.
وحين سقطت الدار البيضاء في امتحان مونديال 2010، قال مفتش بلجيكي الجنسية إن سبب الرسوب يرجع لعدم احترام مستعملي الطريق لقانون السير، وعدم اهتمامهم بالإشارات الضوئية، مضيفا أن قانون السير هو فهرس أخلاق الشعوب.