إنجاز: سميرة عثماني/ اكرام أوشن
كانت الفنانة اللبنانية مريام فارس، بدون منازع، نجمة اليوم الثالث في إطار فعاليات الدورة 15 لمهرجان «موازين»، حيث استطاع حفلها أن يستقطب إليه أكثر من 120 ألف متفرج.
وكما وعدت الفنانة الملقبة بـ«ملكة المسرح»، جاء حفلها مليئا بالمفاجآت، حيث كانت ذكية باختيار جعل إطلالتها على المسرح بأداء الأغنية الوطنية الأشهر في تاريخ المغرب «نداء الحسن»، قبل أن تؤدي «كوكتيلا» من أشهر أغانيها، اللبنانية والمصرية والخليجية، لتعود وتؤدي أغنيتها المغربية «تلاح» التي رافقتها خلالها على المسرح مجموعة «كناوية»، ثم أغنية «علاش يا غزالي» للفنان المغربي الراحل المعطي بلقاسم.
ونشرت الفنانة اللبنانية طاقة إيجابية لتؤكد على كلامها في الندوة الصحفية التي سبقت حفلها، أنها رسالتها التي تقوم على تقديم الفرحة ونسيان الصراعات والخلافات، رافضة الخوض في القضايا السياسية.
وفي ردها على سؤال لـ«الأخبار»، قالت ميريام إنها مستعدة لتقديم أعمال مغربية بما في ذلك اللهجة الأمازيغية، مذكرة بمشاركتها في مهرجان بمدينة الناظور، حين أدت أغنية «كع كع يا زبيدة»، التي غنتها في العديد من الإطلالات الإعلامية العربية، مضيفة أنها نجحت أيضا في أن توصل موسيقى «كناوة» إلى العالم من خلال أغنيتها «تلاح».
من جهتها، احتضنت منصة السوسي حفل الفنان الهايتي جين ويكليف، الذي التقى بالآلاف من المعجبين، خصوصا بعد غياب عشر سنوات، وكما وعد في الندوة الصحفية التي عقدها يوم السبت الماضي بفيلا الفنون بالرباط، جمعت سهرته كل ألوان الطيف، وأفسح المجال للفرقة المغربية الشابة «أوفر بويز»، المتخصصة في القرع على الطبول (سبق أن تأهلت إلى نهائي «آراب غوت تالنت» في موسمه الثالث على شاشة «إم بي سي»)، للمشاركة في الحفل.
يذكر أن الفنان الهايتي، صاحب المواقف الإنسانية والسياسية، والذي تعاون مع أساطير الموسيقى العالمية من حجم مايكل جاكسون وسانتنا ومايك جاكر وكيني روجرز، يقف للمرة الثانية على منصة مغربية، بعد أن أحيى حفلا في مهرجان الدار البيضاء عام 2005.
جمهور مسرح محمد الخامس بالرباط كان على موعد مع باقة من أفضل معزوفات المجموعة الفلسطينية «الثلاثي جبران»، المكونة من الإخوة سمير وعدنان ووسام. ولم تمر سهرة «الثلاثي جبران» دون أن ترفرف فيها روح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، إذ عزف الإخوة معزوفات على قصائد بصوت مسجل للشاعر الراحل الذي تعاملوا معه فنيا على مدى 13 سنة.
وأكد «ثلاثي جبران»، خلال الندوة الصحفية التي سبقت حفلهم، لـ«الأخبار»، حول عدم تبنيهم موهبة شعرية تحمل هموم القضية الفلسطينية ويحلقون بها كما حلق بها درويش، أن قرراهم التوقف عن التعامل مع أي شاعر بعد رحيل دوريش، نابع من شعور حسي وعميق بأن طنين الشاعر الكبير مازال حاضرا بقوة لديهم. وأكدوا، جوابا عن سؤال آخر عن مكانة الموسيقى الآلاتية ومجابهتها للموسيقى الغنائية لدى الجمهور العربي، أن حفلاتهم تكون «كاملة العدد»، وأن العيب في الإعلام العربي، متهمينه بتلميع «صورة النجوم».
هذا وأمتعت الأوركسترا الوطنية لباربيس المكونة من 11 عضوا من أصول مغاربية وأيضا من فرنسا، جمهور منصة بورقراق بأجمل أغانيها التي تغوص في إيقاعات شمال إفريقيا (الشعبي، الراي وكناوة)، لإضافتها إلى ألوان (الروك والريغي وسكا).
وصرحت المجموعة لـ«الأخبار» عن دور الموسيقى في محو الصورة النمطية التي تكرست بشكل كبير لدى الأوربيين بعد أحداث باريس وبروكسيل حول المهاجرين من أصول مغاربية، بأنهم طيلة عشرين سنة نشروا الفرح بين الناس وأن مجموعتهم من أصول مختلفة تقدم درسا في التعايش وتبعث رسالة ضد العنصرية والكراهية.