من كان يعتقد أن قائمة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي خلفها انتشار فيروس “كورونا” المستجد قد انتهت، فما عليه إلا أعادة النظر في هذه الخلاصة، خصوصا مع عملية التحيين التي تطال هذه القائمة في كل وقت وحين.
من بين آخر الآثار التي يصر الفيروس التاجي على إضافتها إلى قائمته والتي تم الكشف عنها حديثا، تحمل هذه المرة تيمة البيئية، ذلك أن الأشهر التي عمر فيها الفيروس بين الناس ما اضطرهم إلى الاقبال على مجموعة من التدابير الوقائية والتي تأتي في مقدمتها الاستعمال الكبير للكمامات والقفازات.
وقد دقت صحيفة “علوم وتكنولوجيا البيئة” الأمريكية ناقوس الخطر، محذرة من مغبة التهاون في التعامل مع أزيد من 194 مليار كمامة وقفاز يتم استعمالها والتخلص منها شهريا في مختلف بقاع العالم، على أمل الوقاية من الإصابة بالفيروس.
ولأن جل وسائل الوقاية الشخصية التي يتم استعمالها مرة واحدة، يتم تصنيعها من مواد بلاستيكية بالأساس، منها: البولي بروبلين والبولي إيثيلين والفينيل، فإن سؤال مدى قدرة هذه المواد على التحلل سريعا في الطبيعة بدأ يطفو إلى السطح وبحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ذلك أن مؤسسة “وايست فري أوشنز”، المتخصصة في تجميع النفايات المتواجدة بالبحار والمحيطات والتي تقوم بإعادة تدويرها، ذكرت في دراسة لها أن الكمامات التي يتم استعمالها للحد من انتشار فيروس “كورونا” ومعها باقي مواد ووسائل الوقاية الشخصية، والتي عادة ما ينتهي بها المطاف في البحار والمحيطات، تحتاج ما معدله 450 عاما لتخضع إلى عملية تحلل كاملة
معطيات كانت كافية لخلق حالة استنفار وسط نشاط البيئة في عدد من العواصم العالمية، الذين ذروا من أن الاستمرار في الاقبال على استعمال الكمامات بنفس الوتيرة الحالية، سيجعل عددها في البحار والمحيطات أكبر من عدد قناديل البحر.
وفي الوقت الذي تخوف فيه هؤلاء النشطاء من أن عدم إمكانية إعادة تدوير وسائل الوقاية الشخصية من فيروس “كوفيد 19″، باعتبارها نفايات طبية، يعني إحالتها على أماكن جمع وحرق النفايات، ما يعني أن أبخرة وغازات سامة سترتفع إلى عنان السماء وتساهم في التغير المناخي بشكل سلبي، يحث دعاة الحفاظ على البيئة على استعمال كمامات قابلة لإعادة الاستخدام، وذلك للحيلولة دون تراكم عشرات الآلاف من الأطنان من النفايات البلاستيكية.