القنيطرة: المهدي الجواهري
شرع معمل تحويل عسل الشمندر السكري، الكائن بمنطقة المناصرة ضواحي القنيطرة، في عملية إنتاج الكحول الطبية التي ازداد عليها الطلب في ظل جائحة كورونا، نظرا للإقبال المتزايد على المواد السائلة المستعملة في التعقيم والتنظيف من فيروس كوفيد 19 الذي اجتاح العالم وخلف إزهاق الآلاف من الأرواح وعددا كبيرا من المصابين.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن جهات عليا أصدرت تعليمات لصيانة المعمل وإصلاحه للشروع في عملية إنتاج الكحول الطبية، بعدما توقف عن العمل بسبب نشوب حريق بالمعمل إثر انفجار بأحد الصهاريج خلف جرحى ومصابين. وزادت مصادر الجريدة أن الوحدة الإنتاجية المتواجدة بدوار أولاد اعطية بجماعة المناصرة بإقليم القنيطرة تقوم بتحويل عسل الشمندر وتخمير الكحول، الذي ينتج عدة أصناف من بينها «الإيناطول» و«الميطانول»، كما يصنع فيه «البانغو والموفيكوو الروم»، وهي أنواع جيدة من الكحول الطبية التي تستخرج من عصير الشمندر والقصب السكري الذي يتم جلبه من المعامل التي توجد بمنطقة الغرب الغنية بالإنتاج السكري، حيث يتم إنتاج حوالي 1100 لتر في الساعة ستغطي الإنتاج المحلي من السوائل الكحولية من أجل تزويد السوق الوطنية بهذه المادة الحيوية لاستعمالها في مجال التطبيب والتعقيم وغير ذلك، خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يعرفها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا.
وكشفت مصادر «الأخبار» أن الوحدة الصناعية انطلقت بها عملية الإنتاج حيث شوهدت العديد من صهاريج المواد الكحولية تخرج من المعمل في اتجاه السوق الداخلية، ومن المنتظر تصنيعها لدى الشركات المختصة في إنتاج مواد التعقيم لتزويد المستشفيات والمواطنين بها للوقاية من جائحة فيروس كورونا.
من جانبه، أكد بوعزة الخراطي، رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، في حديث إلى «الأخبار»، أن تحريك هذا المعمل، الذي كان متوقفا، هو مبادرة إيجابية وسيكون له دور هام لتوفير المواد الخام للشركات التي تهيئ مواد التعقيم والمستعملة لأغراض طيبية وغيرها، التي تكون تركيبتها محتاجة للكحول. وأضاف الخراطي أن هذا الخبر جيد وهو ما يبين أن على المغرب الاعتماد على اقتصاده الداخلي وقدراته لكونها هي ثروته الحقيقية لمواجهة مثل هذه الكوارث في ظل انتشار هذا الفيروس القاتل الذي خلف كوارث في الأرواح وتسبب في أزمة اقتصادية عالمية. وزاد المتحدث نفسه أنه أصبح من الواجب أن نتوفر في المستقبل على الإمكانيات لمواجهة مثل هذه الجائحة في ظل انتشار هذه «الأعداء المجهرية». وأضاف الخراطي أنه كما يوجد عندنا جيش لحماية الحدود لا بد من توفير جيش علمي لمواجهة مثل هذا العدو الوبائي الفتاك.
ودعا مهتمون بالبيئة في المنطقة الجهات الوصية لأخذ الحيطة والحذر من النفايات الصناعية التي تشكل خطورة على الفرشة المائية الموجودة تحت الرمال الحمراء، ما يؤدي إلى تلوث الفرشة وتصبح غير صالحة، سواء لاستخراج الماء الصالح للشرب أو لسقي المنتوجات الفلاحية. وأضاف المتحدثون أنفسهم أن الأحواض التي بنيت للتخفيف من الآثار السلبية على محيط الوحدة الصناعية لم تنجز على أسس تقنية وعلمية، وذلك في غياب فرشة سميكة تمتص التسربات تجاه الفرشة شبه السطحية والفرشة العميقة، وأنه كان من المفروض بناء حاجز ترابي ممزوج بمواد قابلة للاستقرار أثناء تهاطل الأمطار، حيث سبق أن خلفت خسائر للحقول الفلاحية المجاورة بعد تسرب مواد ملوثة، ما يستدعي معالجة هذه المياه المصنعة نظرا لما تحتويه من نفايات تضر بصحة كل الكائنات الحية، بما فيها البيئة والإنسان والحيوان، من خلال إنشاء محطة للمعالجة قبل تفريغها وتوجيهها للمنطقة.