طنجة: محمد أبطاش
يعيش كورنيش طنجة على وقع إهمال غير مسبوق، مع العلم أنه يندرج ضمن المشروع الملكي لطنجة الكبرى، وظل تحت الصيانة الدقيقة لغاية السنتين الماضيتين، إلا أنه أخيرا باتت كل التجهيزات مهترئة ومعطلة، كما تم تسجيل أخيرا إحالة لصوص على غرفة الجنايات باستئنافية المدينة، على إثر سرقة الأبواب الحديدية من هذا الكورنيش بغرض إعادة بيعها في السوق السوداء، في ظل غياب حراسة خاصة وكاميرات للمراقبة والنظافة الدورية.
وتلقت السلطات المختصة، بسبب هذا الوضع، تقارير على أن الشاطئ البلدي الذي يعتبر واجهة المدينة، يمر بحالة ارتباك غير مسبوقة، بسبب عدد من المشاكل المتراكمة منذ عدة سنوات، والتي لم تعمل الجماعة على التخلص منها، وإيجاد الحلول التي من شأنها أن تولد الاطمئنان وتحدث انعطافا جديدا في تجربة هذا الشاطئ الذي يمر بحالة تدهور مستمر بسبب السياسة المعتمدة في تدبيره، والتي تتسم بغياب إرادة الإصلاح والعجز عن فرض النظام وضمان الأمن وتحسن الخدمات.
ومن ضمن العيوب التي وضعت ملايير برنامج طنجة الكبرى تحت المجهر، غياب الصيانة لتجهيزاته التي بدأت في التفكك والتلاشي، بسبب عدم إخضاع الرصيف لعملية الصباغة والتنظيف، كما تم رصد التلوث الناتج عن تدفق المياه العادمة عبر واد مغوغة الذي ما زال يستقبل مصبات الصرف الحي التي تفرز الروائح الكريهة التي تملأ الفضاءات المجاورة لهذا المصب. كما بات زوار الشاطئ معرضين للأخطار، من خلال ظهور الأسلاك الكهربائية بشكل مباشر، نتيجة تعرض الأعمدة للسرقة وكذلك الإهمال المستمر، رغم وجودها في أماكن حساسة. هذا، ومن المشاكل العويصة، ما هو مرتبط بالأبراج المعطلة، حيث تم إنجاز برجين على صعيد شاطئ «مالاباطا»، ولكن بدون رؤية ولا تصور واضح، وبعد انتهاء الأشغال ظلا معرضين للإهمال، مما حولهما إلى ملجأ للمنحرفين والمرشحين للهجرة السرية. وكانت النتيجة اقتلاع الأبواب ونهب التجهيزات الداخلية، وتحولهما إلى مطرح للنفايات والإفرازات الآدمية بسبب انعدام المراحيض، حيث كانت هذه النقطة محط جدل واسع رافق إحداث هذا الشاطئ. وأشارت بعض المصادر إلى أن غياب المراحيض بات يعد أم المشاكل بشاطئ طنجة، فرغم وجود مرافق معدة لذلك خارج المرائب تحت أرضية، والتي أعدت خصيصا لاستقبال عموم المواطنين، فإنها ظلت خارج الخدمة إلى حدود اللحظة، بعد مرور سنوات على إنجازها، ما جعل رواد الشاطئ يعانون من الصعوبات التي تضطرهم إلى قضاء حاجاتهم بكيفية عشوائية تعرضهم للإهانة، كما تتحول إلى مصدر للتلوث الذي يؤثر على سمعة الشاطئ والمدينة، ولا يمكن وصف حدود الضرر والتشوه الناتج عن هذا المشكل الذي عجز المسؤولون عن إيجاد حل له.