كل ما تجب معرفته عن زيت CBD الذي سينزل قريبا بالأسواق المغربية

استطاع مركب «الكانابيديول» أن يثبت فعاليته في المجال الطبي، إذ أكدت عدة دراسات خصائصه المميزة لعلاج حالات مرضية عضوية ونفسية وعقلية كما أنه يتمتع بفوائد تجميلية عديدة، وسيشرع المغرب في بيعه بالأسواق قريبا.

 

سهيلة التاور

 

ما الكانابيديول «CBD»

الكانابيديول (CBD) واحد من مئات المركبات التي يتكون منها نبات القنب. ويشار إلى أن العنصر الرئيسي في نبات القنب هو مادة تتراهيدروكانبينول (المعروفة اختصارا بـ«THC»)، وهي «المؤثر العقلي» الذي يسبب الهلوسة ويؤدي إلى مشكلات صحية، لكن «سي بي دي» في «حالته النقية لا يبدو أنه يتسبب في أضرار»، وفق منظمة الصحة العالمية، التي ذكرت، أيضا، أنه ليس هناك ما يشير إلى أن تعاطيه يؤدي إلى الإدمان.

ومن الواجب التفريق بين زيت الكنابيديول «سي بي دي» وزيت القنب (cannabis oil)، إذ إن المسمى الأخير يشير بشكل عام إلى أي زيت مستخرج من نبات القنب أو الماريخوانا، والذي قد يحتوي على نسبة عالية من مادة «تي.إتش.سي»، ما يجعله محظورا في الكثير من البلدان.

 

الفوائد الصحية لزيت CBD

أثبتت الأبحاث أن زيت الكانابيديول يمتاز بعدد كبير من الفوائد الصحية، ومن الممكن أن يكون علاجا فعالا لعدد من الأمراض العضوية والعقلية والنفسية.

 

يقلل القلق والاكتئاب

أكدت دراسة أجريت عام 2019 في المجلة البرازيلية للطب النفسي أن هناك أكثر من 57 رجلاً قلت مستويات القلق لديهم بعد اختبارات نفسية كثيرة، وأدت الجرعات المنخفضة من زيت CBD الكانابيديول 10 ملليجرام إلى تحسن كبير لدى الأشخاص المصابين بأعراض القلق والاكتئاب، ولكن الجرعات العالية التي تصل إلى 100 مجم أو أكثر لم يكن لها أي تأثير تقريبًا، وذلك بسبب أن زيت CBD يعمل مثل الجزيئات المحيطة، لذلك عند الجرعات العالية يمكن أن يؤدي النشاط الزائد في موقع المستقبل إلى تأثير معاكس.

 

يعالج متلازمة الصرع

في بعض الحالات يمكن استخدام CBD لعلاج نوبات الصرع، ووافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على استخدام CBD تحت الاسم التجاري Epidiolex لعلاج النوبات الناتجة عن متلازمة «لينوكس غاستو» ومتلازمة «دريفت» وهما نوعان نادران من الصرع لدى المرضى الذين لا تقل أعمارهم عن سنتين.

وأكدت أكثر من ثلاث دراسات أن هناك أكثر من 516 مريضًا يعانون من متلازمة «لينوكس غاستو» ومتلازمة «دريفت» تلقوا دواء  Epidiolexوبعض منهم تناولوا علاجا وهميا مع أدوية أخرى موصوفة وقلل من تكرار نوبات المشاركين مقارنةً بالعلاج الوهمي.

 

يعالج الإدمان

يمكن لزيت CBD أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات التي تنجم عن تعاطي المخدرات، جاء ذلك بعد أبحاث ودراسات كثيرة تمت عام 2017 وقامت المراجعة بتحليل 14 دراسة منشورة، بحثت تسع دراسات في التأثيرات على الحيوانات وخمس دراسات نظرت في التأثيرات على البشر.

وأفاد الباحثون بأن الدراسات أظهرت نتائج واعدة في علاج الأشخاص الذين يعانون من إدمان المواد الأفيونية أو الكوكايين أو المنبهات النفسية، وأثر كل نوع من أنواع الإدمان بشكل مختلف تمامًا، وعلى سبيل المثال لم يساعد زيت CBD بدون مادة THC في تقليل أعراض الانسحاب من استخدام المواد الأفيونية، ومن ناحية أخرى قام بتقليل سلوكيات البحث عن المخدرات لدى متعاطي الكوكايين والميثامفيتامين والعقاقير المماثلة الأخرى.

 

يقلل من ارتفاع ضغط الدم

يمكن لزيت الكانابيديول التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق تخفيف ارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص. وأكدت دراسة أجريت عام 2017 أن هناك حوالي تسعة رجال بصحة جيدة تناولوا 600 ملغ من  CBD الكانابيديول ومن نفس الجرعة دواء وهميا فكان له تأثير CBD نفسه على الرجال الذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم قبل وبعد الأشياء المجهدة مثل التمرين أو البرودة الشديدة.

أما عن السكتة الدماغية وحجمها، فكان حجم السكتة الدماغية لدى الرجال الذين تناولوا CBD أقل من ذلك في مجموعة الدواء الوهمي، ما يعني أن القلب كان يضخ بشكل أكثر كفاءة، فضلا عن أن الدراسات تشير إلى أن زيت CBD قد يكون علاجًا تكميليًا جيدًا للأشخاص الذين يتأثر ارتفاع ضغط الدم لديهم بالتوتر والقلق.

ولا تزال الأبحاث حول الفوائد الصحية المحتملة لزيت CBD مستمرة، لذا من المؤكد أنه سيتم اكتشاف استخدامات علاجية جديدة لهذا العلاج الطبيعي.

 

خصائص مميزة للبشرة والشعر

تتوفر مستحضرات العناية التجميليّة التي تحتوي على «الكانابيديول» على شكل جل أو كريم، أو مصل أو زيت. وهي تتمتع بمفعول منقّ ومطهّر، مرمم لبشرة اليدين والأظافر، منشّط ومرطّب لبشرة الوجه، مضاد للتجاعيد ومعزّز لمتانة الجلد، كما أنها قادرة على التخفيف من حدّة شوائب البشرة، بالإضافة إلى تعزيز حيويتها بشكل طبيعي في مواجهة الاعتداءات الخارجيّة من شمس، وغبار وتلوّث.

وفي حالة الكريمات والأمصال، يُنصح بتطبيق مقدار حبّة من البندق منها مرة أو مرتين يومياً على أن يتمّ تطبيق الكريمات من الجبين وصولاً إلى أسفل العنق. أما بالنسبة للزيوت فيّمكن استعمالها لتدليك البشرة.

يُساهم زيت «الكانابيديول» في العناية بفروة الرأس وبالشعر على السواء، وهو يُستخرج من نبات القنّب ويتمتع بخصائص معزّزة لنموّ الشعر بشكل صحّي، كما أنه غنيّ بالحوامض الأمينيّة، والحوامض الدهنيّة ومضادات الأكسدة.

ويعمل هذا الزيت على تغذية فروة الرأس ويُساهم في الحفاظ على صحة الشعر، فالحوامض الأمينيّة الموجودة فيه هي بروتينات تغذّي الجذور وتقوّيها مع تأمين الحماية لجريبات الشعر. أما الحوامض الدهنيّة الموجودة في تركيبته فتحمي الغلاف الخارجي للشعر الذي يتعرّض لاعتداءات العناصر الخارجيّة الملوّثة ومنها الغبار وبقايا مستحضرات التصفيف، التي تتسبب عادةً باختناق الشعر وتساقطه.

يساهم هذا الزيت أيضاً في تعزيز حيوية الشعر وترطيبه على مدار العام، كما أنه يتمتع بفعالية في علاج تساقط الشعر نظراً لغناه بالأوميغا 3 و6. وهو يساعد على تعزيز نموّ الشعر الجديد ويُشجّع فروة الرأس على إنتاج الكيراتين، ما يساعد على تقوية الشعر وحمايته من التقصّف.

 

مصدر زيت الكانابيديول

يوجد زيت CBD في نبات القنب فقط، ولكن ليس نبات القنب الذي يصنع منه الماريخوانا على الرغم من أن القنب والماريخوانا يأتيان من النوع نفسه من النباتات ولكن يختلفان تماماً في التركيب الكيميائي، وذلك لأن كل نوع من النباتات يحتوي على ملفات تعريف مركبة كيميائية مختلفة، فإن زيوت CBD التي تأتي من كل مصنع لها أيضا ملفات تعريف مختلفة.

ومثال على ذلك تحتوي نباتات القنب على مستويات منخفضة جدًا من التتراهيدروكانابينول حتى تبدأ في الإزهار وعادةً بنسبة 035 في المئة أو أقل ويظهر تحديداً في أستراليا، لذلك بالنسبة للمصانع التي تريد تجنب مادة THC ويكون CBD المستخلص من القنب أفضل بنسبة أعلى يحتوي القنب أيضا على مجموعة مختلفة من المركبات ما يعني أن الفوائد العلاجية قد تختلف عن النباتات الأخرى.

تنتج نباتات القنب مجموعة أوسع من شبائه القنب والمركبات الأخرى مع التتراهيدروكانابينول الذي يستخرج منه CBD وكان على مزارعي القنب زراعة كميات هائلة من القنب لإنتاج زيت الكانابيديول، والآن يقوم مزارعو القنب بزراعة نباتات القنب PCR التي تسمح بمحاصيل أصغر تحتوي على غلات أعلى من  CBD.

منتج آمن.. بشروط

تحدثت بعض المواقع الطبية على الإنترنت عن ظهور بعض الآثار الجانبية لمادة «سي بي دي» لدى بعض من تناولوها، من بينها الدوار والإعياء وسرعة الانفعال.

ويقول الدكتور غرينسبون، بجامعة أوكسفورد البريطانية، إن استخدامها آمن بشكل عام، ولكن بشرط «الحصول عليها من مصدر موثوق به لضمان خلوها من الملوثات والتأكد من الجرعة التي يتم تناولها بالضبط، واستخدامها بجرعات خفيفة».

ويضيف أن تناول جرعات عالية «لا يتسبب في الإدمان أو الثمالة، لكن يجب أن ننتبه إلى احتمال تفاعله مع الأدوية الأخرى. كما أن تناول جرعات عالية منه قد يتسبب في رفع معدل الإنزيمات التي يفرزها الكبد».

ويصف الدكتور غرينسبون منتجات «سي بي دي» لبعض مرضاه الذين يعانون من حالات معينة، مثل القلق والتوتر والآلام المزمنة، ويقول إنه ينبغي «أن تكون لدى الأطباء معلومات كافية عن «سي بي دي» ونبات القنب، وكذلك مركبات القنب الطبيعية التي ينتجها المخ البشري، لكي يتأتى لهم إجراء حوارات ذكية ومفيدة مع مرضاهم».

ومع الانتعاش الكبير الذي طرأ على قطاع المكملات الغذائية الطبيعية والأعشاب الطبية في بلدان كثيرة حول العالم، كالولايات المتحدة والدول الأوروبية، خلال العقد الماضي، فضلا عن الارتفاع الكبير في مستويات التوتر والقلق والتعاسة التي يعاني منها البشر في مختلف أنحاء العالم (وفق العديد من الدراسات والاستطلاعات التي أجريت في الأعوام الأخيرة)، يبدو المستقبل مشرقا بالنسبة لمنتجات «سي بي دي» التي شهدت مبيعاتها ارتفاعا كبيرا بالفعل.

ولكن يتفق الكثير من العلماء والمختصين على أن هناك حاجة ماسة لإجراء المزيد من الدراسات للتأكد من فوائد تلك المادة وسلامتها، سيما مع استخدامها لفترات طويلة (وتأثير ذلك المحتمل على الكبد على سبيل المثال).

فضلا عن ذلك ثمة حاجة إلى قواعد وضوابط تنظم إنتاج وبيع المنتجات التي تحتوي على «سي بي دي» والتأكد من تضمين أغلفتها معلومات دقيقة بشأن كيفية استخدامها والحالات التي ينبغي ألا تستخدم فيها والحد الأدنى لعمر الشخص الذي يمكنه استخدامها، وغير ذلك من المحاذير والإرشادات.

 

الآثار الجانبية لزيت CBD

على الرغم من أن الكانابيديول جيدة بشكل عام واستعمالها يعتبر آمنا، إلا أنه قد يسبب ردود فعل سلبية لدى بعض الأشخاص.

وتشمل الآثار الجانبية التي لوحظت في الدراسات:

ـ الإسهال

ـ تغيرات في الشهية والوزن

ـ التعب.

ومن المعروف أيضًا أن الكانابيديول يتفاعل مع العديد من الأدوية. قبل البدء في استخدام زيتCBD ، ناقش الأمر مع طبيبك لضمان سلامتك وتجنب التفاعلات الضارة المحتملة. وهذا مهم بشكل خاص إذا كنت تتناول الأدوية أو المكملات التي تأتي مع «تحذير من الجريب فروت». يتداخل كل من الجريب فروت وCBD مع السيتوكرومات P450 (CYPs) ، وهي مجموعة من الإنزيمات المهمة لاستقلاب الدواء .

وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن مستخلصات القنب الغنية بـCBD لديها القدرة على التسبب في تسمم الكبد. ومع ذلك، تمت تغذية بعض الفئران في الدراسة بجرعات كبيرة للغاية من الخلاصة.

وعلى الرغم من أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه حول فعالية وسلامة هذا الزيت، إلا أن نتائج الدراسات الحديثة تشير إلى أن زيت CBD قد يوفر علاجًا طبيعيًا آمنًا وقويًا للعديد من المشكلات الصحية.

 

سوق الكانابيديول

توسعت سوق الكانابيديول إلى ما بعد الأدوية والزيوت، لتشمل اليوم منتجات تعد بتحسين الصحة، مثل المياه الممزوجة بالكانابيديول، ومستحضرات التجميل التي تحتوي على المادة وأغذية الحيوانات الأليفة التي تتضمنها.

وسجل إيبيديوليكس أيضاً 33 مليون دولار في المبيعات خلال الربع الأول من عام 2020، وهو دواء جديد يحتوي على الكانابيديول ويُستخدم لعلاج نوبات الصرع النادرة، وحاصل على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ويتوقع محللون في برايتفيلد أن تصل مبيعات الكانابيديول إلى حوالي 24 مليار دولار في عام 2023، حيث من المتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من هذه المبيعات (حوالي 16.2 مليار دولار) من متاجر التجزئة، تليها متاجر الأغذية الطبيعية وتلك الموجودة على الإنترنت بمبلغ 3 مليارات دولار و1.3 مليار دولار، على التوالي.

ويتطلع المغرب إلى البدء في تصنيع زيت CBD بعد أن وافق على تقنين زراعة القنب الهندي في إطار الاستخدامات المشروعة والمرخص لها لهذه النبتة.

وأشارت دراسة جدوى أعدتها وزارة الداخلية المغربية إلى أن تعدد مكاسب الاستعمال الطبي لنبتة «القنب الهندي» قد تصل إلى 110 آلاف درهم لكل هكتار من صافي الدخل السنوي من «القنب الهندي الطبي».

أما بالنسبة للاستعمالات الطبية والصيدلانية، فهي فرع صناعي متنام يمكن أن يدِرّ إيرادات سنوية من 4.2 إلى 6.3 مليارات، بحلول عام 2028؛ في حال تمكن المغرب من الوصول إلى حصة في السوق الأوروبية تتراوح بين 10 و15 في المئة.