شوف تشوف

الرئيسيةصحةن- النسوة

كل ما تجب معرفته عن الانحرافات الجنسية وطرق التعامل معها

إعداد: مونية الدلحي
تعرف الرغبة أو الغريزة الجنسية بأنها أقوى غريزة لدى الإنسان، وتؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية وحتى الفكرية والجسدية، ويزيد نشاطها في مرحلة المراهقة والشباب، وكلما تقدم الإنسان في العمر قلت رغبته الجنسية، وذلك راجع بالأساس لمجموعة من العوامل، أهمها تغير الهرمونات والعامل النفسي.
تعرف الانحرافات الجنسية بأنها ممارسات أو سلوكيات غير طبيعية تتعلق بالجنس، وهي اضطراب يمكن أن يمتد من سلوك شبه طبيعي إلى سلوك قد يؤذي الشخص الذي يقوم به أو قد يؤذي شريكه في العمل أو المجتمع ككل.

إن السلوك الجنسي المنحرف هو سلوك يفرضه المجتمع ويصل إلى حد المعاقبة عليه من قبل القانون، ويمكن أن يعتبر، في الكثير من الحالات، جريمة جنسية. ويضم الانحراف الجنسي مجموعة من الأنواع التي تتحكم في بروزها عدة عوامل.

الأسباب الرئيسية للانحرافات الجنسية
توصلت الأبحاث التي أنجزت في الموضوع إلى أن أسباب الانحرافات الجنسية متشابكة ومتنوعة، ولكن تم تلخيصها في بعض الأسباب الرئيسية، وعلى رأسها أنه:
قد تحدث الاضطرابات الجنسية نتيجة لوجود خلل بيولوجي، كوجود خلل في الجهاز العصبي الذاتي أو، أيضا، خلل في الجهاز التناسلي أو وجود مشاكل في إفرازات بعض غدد الجسم، كما قد يكون السبب هو تأخر البلوغ، أو حدوث نقص في الخصائص الجنسية الثانوية، أو المشاكل والاضطرابات التي ترافق مرحلة البلوغ عند بعض المراهقين، من قبيل وجود نقص في بعض المعلومات أو الإصابة بالقلق، أو انعدام التربية الجنسية، أو الحرمان الجنسي أي الكبت الذي قد يعاني منه البعض، والذي يحدث نتيجة تأخر الزواج أو بسبب الانفصال.
قد يكون السبب أيضا وجود اضطرابات وراثية، كما قد يكون السبب الاصابة ببعض المشاكل العضوية التي قد تصيب البعض، إما الإصابة بأمراض عقلية أو بعض الأمراض المعدية، ناهيك عن بعض المشاكل الصحية التي تمنع الاتصال المباشر بين الرجل والمرأة، على غرار العاهات المستديمة أو التشوهات وغيرها، التي تحول بين المريض والقيام بعلاقة جنسية طبيعية.
ومن بين الأسباب المهمة التي تؤدي إلى الوقوع في الانحرافات الجنسية، العامل النفسي، بحيث يجد بعض الأشخاص أنفسهم يعيشون صراعا نفسيا قويا بين غرائزهم والدوافع، وبين القيم الاجتماعية والرغبات الجنسية الشاذة، والرغبة الجنسية وموانع هذه العلاقة، بالإضافة إلى بعض المشكل النفسية الجنسية الأخرى، مثل الإصابة بالإحباط النفسي والخوف من الجنس، وحدوث خبرات سيئة وبعض العادات غير الصحيحة، وفقدان السعادة والفرح في الحياة، ما يجعل البعض يلجؤون إلى الجنس كطريقة متبعة من أجل الحصول على اللذة.
وقد يكون السبب أيضا البيئة التي يعيش فيها الشخص وتأثيرها عليه، كالتنشئة التي تلقاها في البيت وحتى بالخارج، والصحبة السيئة، وتأثير الآخرين عليه، والظروف الاقتصادية الصعبة، أو توفر المثيرات الجنسية، وغيرها من الأسباب الأخرى.
يعرف المحللون النفسيون المنحرفين الجنسين بأنهم أشخاص لم يستطيعوا أو فشلوا في إتمام نمو الرغبة الجنسية نحو الجنس الآخر، واختاروا طريقة أخرى ليتأقلموا مع الوضع. فضلا عن أن الخوف عند بعض المراهقين في التشبه مع الأب بالنسبة للذكور، يجعلهم يميلون للأم والتشبه بها، والشيء نفسه بالنسبة للإناث.

السلوكات الطبيعية والانحرافية في الجنس
تتعدد أنواع الانحرافات والسلوكات الجنسية المنحرفة، ومنها ما هو معروف ويتم تعريفه لدى العامة بأنه انحراف جنسي، ومنه ما يعتبره البعض أمرا جد طبيعي، وذلك حسب البيئة التي ينحدر منها الشخص. ومن بين أهم الانحرافات الجنسية التي قد يراها البعض أمرا طبيعيا جدا بينما يراها البعض سلوكا انحرافيا:
الجنس الفموي، أي الحصول على المتعة الجنسية باستعمال الفم وملامسته للأعضاء التناسلية، بحيث قد يراه البعض أمرا طبيعيا بينما يعتبره البعض سلوكا منحرفا.
الممارسة الشرجية قد يراها البعض أمرا طبيعيا وممكنا بينما يراها الآخرون سلوكا انحرافيا، بالخصوص في الدول العربية أو الدول المسلمة التي يرفض أغلب سكانها الممارسة الشرجية بل تعتبر محرمة في الإسلام، بينما تعتبر أمرا طبيعيا في الدول الأوربية والغربية، كما أن الممارسة الشرجية عادة هي التي تجمع شخصين من الجنس نفسه، خصوصا الذكور.
بالإمكان أن يشعر البعض باللذة الجنسية من خلال شم رائحة كريهة أو شم رائحة الأعضاء الجنسية للآخرين، وهو سلوك قد يقرف منه الكثيرون. فيما هناك أشخاص يتلذذون بكتابة الكلمات النابية على الجدران أو كلمات ذات طابع جنسي، وأيضا منهم من يتلذذ بكتابة القصص الجنسية أو قراءتها أو رسم تعبيرات جنسية أو صور جنسية وغيرها.
فيما السلوكيات الجنسية المنحرفة التي لا يوافق عليها أي إنسان طبيعي فهي كثيرة وتختلف باختلاف الانحراف الجنسي الذي يعاني منه الشخص، بحيث إن هذه الانحرافات الجنسية عادة ما لا تكون متعلقة بالشخص المعني بالأمر بل قد تكون مؤذية حتى للأشخاص الآخرين.
إذ تعتبر السادية الجنسية نوعا من أنواع الانحرافات الجنسية، وفيها يقوم الشخص المعني بالأمر بالتلذذ في إنزال التعذيب برفيقه في العملية الجنسية، بحيث يتلذذ بضربه أو إسالة دمه وأحيانا قد يصل الأمر إلى القتل، وهو سلوك يتميز به عادة الرجال أكثر من النساء.
بينما هناك انحراف جنسي عكس السادي، وهو الماسوشية، بحيث يتلذذ الشخص بتعذيب شريكه له، ويرغب بشدة في تلقي الضرب والإهانة في العملية الجنسية، وكلما كان التعذيب قويا شعر أكثر بالمتعة الجنسية، وهو سلوك تتميز به النساء أكثر من الرجال.
ويوجد نوع آخر وهو الاحتكاك الجنسي، بحيث يشعر الشخص باللذة والمتعة الجنسية باحتكاكه مع الجنس الآخر في الأماكن العامة والمزدحمة، وهو سلوك ينتشر بين الشعوب المكبوتة.
عادة ما يتميز المصابون بالضعف الجنسي أو الذين وصلوا لعمر الشيخوخة ولم يعودوا قادرين على الممارسة الجنسية، بالسيكوبوفيليا، وهي الحصول على المتعة الجنسية عن طريق مشاهدة العملية الجنسية، إما بصورة مباشرة أن يحضر الشخص للقاء جنسي يكون فيه هو الطرف الثالث أو من خلف الأبواب.
ويتميز ضعاف الجنس، كذلك، بإصابتهم بما يسمى “الاستعراض الجنسي”، أي يقومون باستعراض أجهزتهم التناسلية والحصول على اللذة من ذلك، وقد يحدث الأمر إما في أماكن عامة بعيدا عن الأنظار أو في أماكن مغلقة.
وهناك نوع آخر وهو النرجسية، بحيث يشعر الشخص بالإثارة بالنظر إلى نفسه في المرآة، إذ يكون معجبا بشكل مبالغ فيه بجسمه وبأعضائه التناسلية، لدرجة يبدأ بمغازلة نفسه.

وهناك السحاق أو اللواط، وهو أكثر أنواع الانحرافات الجنسية شهرة، وهو ميل الشخص إلى نفس جنسه، كأن يميل الرجل إلى الرجال والمرأة إلى النساء، وأن يقوم بعلاقة جنسية كاملة معهم، ويتميز بعض من الرجال المخنثين بتغير في سلوكياتهم وفي حركاتهم للتشبه بالنساء بينما تتشبه المرأة بالرجال.
يميل بعض المصابين بالانحراف الجنسي إلى ممارسة الجنس على الأطفال أو القاصرين، وقد لا يمانعون في استخدام السادية عليهم، وهم في العادة أشخاص مصابون بفقدان الثقة في النفس، وعدم القدرة على ممارسة الجنس بشكل طبيعي بسبب بعض الضغوطات الاجتماعية.
وقد يميل بعض المنحرفين إلى ممارسة الجنس على المسنين، وهو نوع من أنواع البحث عن الحنان بسبب فقدانه من الأبوين، وعموما هذا النوع من الانحراف نادر الحدوث.
جماع الأموات هو أيضا نوع آخر من نوع الانحرافات الجنسية، إذ يميل الشخص إلى مجامعة الموتى بعد ساعات قليلة من الموت، أو قد يقوم الشخص بقتل ضحيته ومجامعتها بعد ذلك، وهو نوع خطير للغاية إذ قد يقوم الشخص بالقتل من أجل الجنس. فيما هناك آخرون يميلون إلى مجامعة الحيوانات، ويتلذذون بذلك.
وتدخل العادة السرية أيضا ضمن خانة الانحرافات الجنسية، ويقوم الشخص باستثارة نفسه باستخدام يديه أو باستخدام أداة أخرى والحصول على اللذة الجنسية بواسطة ذلك، وتنتشر هذه العادة أكثر في صفوف الأطفال والمراهقين، وقد ترافقهم حتى مرحلة البلوغ.
الفيتيشية، هي أيضا انحراف جنسي يقوم فيه الشخص بممارسة العلاقة الجنسية بأداة تعود لشخص ما، إما قريب له أو شخص مارس عليه العنف في الطفولة، كالحذاء والجوارب وغيرها من الأدوات التي قد تعود للشخص ويستخدمها كأداة للاستمناء.

وسائل العلاج
من المهم علاج الانحرافات الجنسية بكل أنواعها لأنها في معظم الحالات تدل على وجود مشاكل نفسية شديدة وعميقة، وقد تؤدي إلى الانحلال الخلقي والمجتمعي. وتجب معرفة أن هناك مختصين في المجال النفسي قادرين على مساعدة المريض على تخطي الحالة التي يعاني منها، بشرط أن يعترف بمرضه وأن يحاول تقبله وعلاجه، فالاعتراف بالمرض أهم خطوة لتلقي العلاج، ويقوم العلاج على تلقي العلاج النفسي، والإقناع والتوجيه والإرشاد، ويمكن أيضا استعمال العلاج الطبي باستخدام بعض العقاقير، وعلى أي فالعلاج يتعلق بشكل أساسي بحالة المريض بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى