شوف تشوف

الرئيسيةصحة نفسيةن- النسوة

كل ما تجب معرفته عن اضطراب الفقدان المعقد

هكذا تتم معالجة متلازمة الحزن الشديد

 

مقالات ذات صلة

 

يعد اضطراب الفقدان المعقد حالة طبية يكون فيها الحزن عميقا إلى درجة تستحيل معها العودة إلى الحياة الطبيعية، أي أن المعاناة تزداد حدتها، مما يضر بإمكانيات الدخول في مرحلة الحداد الطبيعية أو بلوغ نهايته. سوف نقربكم أكثر في عدد هذا الأسبوع من «دليل الصحة النفسية» من اضطراب الفقدان المعقد أو ما يعرف بمتلازمة الحزن الشديد

الأخبار

متلازمة الحزن الشديد.. الأثر البالغ للحداد

متلازمة الحزن الشديد أو ما يعرف باستمرار اضطراب الفقدان المعقد، هي مشاعر الحزن الناتجة عن خسارة شخص مقرب، وعادة ما تكون تلك المشاعر عميقة ولا تتحسن بمرور الوقت. وفي حالة الحزن الشديد تستمر تلك المشاعر لمدة طويلة، وتكون شديدة لدرجة لا تسمح بالقدرة على ممارسة الأنشطة الحياتية بصورة طبيعية.

وتختلف طرق ووقت التعامل مع تجربة الحزن من شخص لآخر، وتتضمن: تقبل واقع الخسارة؛ السماح بالشعور بالألم الناتج عن تلك الخسارة، بدء مرحلة جديدة لا تشمل الشخص المتوفى، الدخول في علاقات جديدة.

واختلاف طرق التعامل مع مشاعر الحزن شيء طبيعي، لكن في حالة عدم القدرة على خوض مراحل التعامل مع الحزن لأكثر من سنة بعد وفاة الشخص المقرب، فقد يكون الشخص مصابا بمتلازمة الحزن الشديد. في حالة الإصابة، يجب الخضوع للعلاج، حيث يمكن أن يساعد في تخطى مشاعر الحزن وتقبل الخسارة والعيش في سلام.

أعراض متلازمة الحزن الشديد

خلال الأشهر الأولى من فقدان شخص مقرب، تتشابه أعراض الحزن الطبيعي مع أعراض متلازمة الحزن الشديد، ولكن سرعان ما تبدأ أعراض الحزن الطبيعي في الاختفاء مع مرور الوقت، في حين أن أعراض متلازمة الحزن الشديد تزداد سوءا. وتشبه متلازمة الحزن الشديد الدخول في حالة مستمرة وشديدة من الحداد التي تمنع من الشفاء أو التعامل مع المشاعر.

وقد تتضمن أعراض متلازمة الحزن الشديد:

-ألم وأسف شديدان تجاه خسارة شخص مقرب؛

-التركيز الشديد على ذكريات الشخص المتوفى؛

-اشتياق دائم وقوي للشخص المتوفى؛

-صعوبة في تقبل الوفاة؛

-خمول وانفصال عن الواقع؛

-الشعور بالمرارة تجاه فقدان الشخص المقرب؛

-الشعور بعدم أهمية الحياة؛ فقدان الثقة في الاَخرين؛

-عدم القدرة على الاستمتاع بالحياة، والتفكير في الذكريات الإيجابية التي حدثت مع الشخص المتوفى.

وتثبت الإصابة بمتلازمة الحزن الشديد في حالة:

-عدم القدرة على الاستمرار في ممارسة الأنشطة الطبيعية؛

-الاستمرار في العزلة والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية؛

-الشعور بالاكتئاب، والحزن الشديدين أو بالذنب؛

-الشعور بالمسؤولية لعدم منع حدوث الوفاة؛

-الشعور بعدم أهمية الحياة بدون وجود الشخص المقرب.

 متى نستشير الطبيب؟

يصبح من الضروري استشارة الطبيب أو زيارة طبيب نفسي في حالة الشعور بحزن عميق، أو مواجهة مشاكل في القيام بالأنشطة الحياتية بعد مرور أكثر من عام على وفاة الشخص المقرب.

عوامل خطر متلازمة الحزن الشديد 

تحدث متلازمة الحزن الشديد بصورة أكبر عند النساء ومع تقدم العمر، وتتضمن عوامل الخطر التي قد تزيد من نسبة حدوث متلازمة الحزن الشديد ما يلى: حدوث وفاة مفاجئة لشخص مقرب نتيجة حادث سيارة أو انتحار؛ وفاة طفل؛ وجود علاقة وثيقة مع الشخص المتوفى؛ العزلة الاجتماعية أو عدم وجود أي دعم من أفراد العائلة والأصدقاء. وجود تاريخ من الإصابة بالاكتئاب، نوبات قلق أو اضطراب ما بعد الصدمة؛ وجود صدمات حدثت أثناء الطفولة مثل العنف الجسدي أو الإهمال؛ وجود مشاكل كبيرة  كالأزمات المادية.

مضاعفات متلازمة الحزن الشديد

يمكن أن تؤثر متلازمة الحزن الشديد على الشخص جسديا، عقليا واجتماعيا، وبدون العلاج المناسب، يمكن أن تتضمن مضاعفات متلازمة الحزن الشديد الاكتئاب؛ أفكار أو سلوكيات انتحارية؛ التوتر؛ اضطرابات شديدة في النوم؛ زيادة خطر الإصابة بأمراض جسدية مثل، أمراض القلب، ومرض السرطان أو ارتفاع ضغط الدم؛ صعوبات مستمرة في التكيف مع الحياة الطبيعية، والعلاقات أو تكوين علاقات في العمل؛ تعاطي المخدرات أو الكحوليات.

الوقاية من متلازمة الحزن الشديد

-الاستشارة

الحصول على الاستشارة بعد وفاة الشخص المقرب من شأنه أن يجدي نفعا في حالة الأشخاص المصابين ببعض أعراض متلازمة الحزن الشديد.

-التحدث

التحدث عن مشاعر الحزن والبكاء يساعد في تخطى مرحلة الحداد، يجب الإيمان  بأن الألم الذي يتعرض له الشخص المصاب ما هو إلا حالة مؤقتة ستنتهى عندما يقرر الشخص عيش تلك المشاعر بطريقة صحية وتخطيها.

-المساندة

يمكن الحصول على المساندة من أفراد العائلة، الأصدقاء أو أي جمعيات تهتم بمشاكل الحزن وكيفية التعامل معها.

-طلب النصيحة

يمكن التحدث عن المشاعر التي يشعر بها الشخص بعض خسارة شخص مقرب وطلب النصيحة في كيفية تعلم مهارات صحية للتعامل مع مشاعر الحزن التي يشعر بها في الفترة الأولى بعد حالة الوفاة. ويمكن أن تساعد هذه الطريقة في تجنب الأفكار السلبية التي تسيطر على حياة المصاب وتمنعه من العودة إلى الحياة الطبيعية.

 

تشخيص متلازمة الحزن الشديد 

تختلف مرحلة الحداد من شخص لآخر، ومن الصعب تحديد متى يتحول الحزن الطبيعي إلى متلازمة الحزن الشديد، فلم يستطع خبراء الصحة العقلية في وضع أساسيات تخص المدة التي يحتاجها الفرد بعد خسارة شخص مقرب لتشخيص إصابته بمتلازمة الحزن الشديد. ويمكن التعامل مع حالة الحزن على أنها متلازمة الحزن الشديد عندما لا تتحسن أعراض مرحلة الحداد خلال عدة أشهر بعد وفاة الشخص المقرب. ولقد شخص بعض الأطباء النفسيين أن متلازمة الحزن الشديد تحدث في حالة استمرار الشعور بالألم بعد مرور سنة على حدوث الوفاة.

كما توجد العديد من التشابهات بين متلازمة الحزن الشديد والاكتئاب الحاد، ولكن توجد أيضا بعض الاختلافات. ففي بعض الحالات يمكن أن تحدث متلازمة الحزن الشديد والاكتئاب معا، لذلك من المهم الحصول على التشخيص الصحيح لمعرفة العلاج الصحيح، لذلك يخضع المريض لفحص طبي ونفسي شامل.

علاج متلازمة الحزن الشديد

يقوم الطبيب بمعاينة الأعراض والظروف المحيطة عند تحديد نوع العلاج المناسب للحالة.

-العلاج النفسي

في غالب الأحيان، يتم علاج متلازمة الحزن الشديد بطريقة علاج تعرف بعلاج الحزن الشديد، وهي مشابهة لتقنيات العلاج المستخدمة لعلاج الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، ولكن يتم استخدامها في معظم الحالات لمعالجة متلازمة الحزن الشديد. ويعطي هذا العلاج نتائج فعالة عندما يتم تطبيقه بشكل فردي أو في صورة علاج جماعي.

-الأدوية

لا توجد أبحاث كثيرة تشير إلى وجود أدوية نفسية يمكنها أن تعالج أعراض متلازمة الحزن الشديد، ولكن تناول مضادات الاكتئاب يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بالاكتئاب إلى جانب الحزن.

-التكيف والمساندة

على الرغم من أهمية الحصول على مساعدة من شخص مختص في ما يتعلق بمتلازمة الحزن الشديد، إلا أنه يوجد عدة طرق يمكنها أن تساعد في تعامل مع مشاعر الحزن. ومن ضمنها: المواظبة على مواعد العلاج مع الطبيب النفسي، وممارسة المهارات التي يتم اكتسابها خلال العلاج. ويمكن تناول بعض الأدوية حسب تعليمات الطبيب في حالة الضرورة؛ تعلم كيفية التحكم في التوتر بطريقة أكثر فعالية، فعدم التحكم في التوتر الناتج عن الحزن يمكن أن يؤدى إلى الاكتئاب، والإفراط في الأكل أو ممارسة سلوكيات غير صحية أخرى؛ الحصول على القسط الكافي من الراحة، وتناول الأطعمة الصحية، والاسترخاء وممارسة التمارين الرياضية، فالأنشطة الجسدية يمكن أن تساعد في التخفيف من التوتر، الاكتئاب والقلق، حتى لا يلجأ الشخص للكحوليات والمخدرات للتخفيف من نوبات القلق التي تصيبه؛ التواصل مع الأشخاص المقربين الذين يمكنهم تقديم المساندة أثناء التعرض لمشاعر الحزن؛ يمكن أن يعطي التخطيط المسبق للمناسبات والعطلات نتيجة سلبية ويثير مشاعر الحزن، لذلك يجب إيجاد طرق جديدة للاحتفال بطرق إيجابية يمكنها أن توفر بعض الراحة والأمل؛ تعلم مهارات جديدة مثل الطبخ أو المعاملات المادية، ويمكن طلب المساعدة من أفراد العائلة والأصدقاء في تلك المسائل.

كيف نتقبل خسارة شخص مقرب؟

الحزن على من تحب عملية حساسة ومؤلمة، تختلف صعوبتها حسب كل شخص. كيف تتغلب عليها؟ متى ومن من تطلب المساعدة؟ تقدم لنا فاليري سينجلر، المحللة النفسية في سان ماندي، مزيدا من التفصيل مراحل الحداد وكيف نعيش هذه الفترة الصعبة بشكل أفضل.

«الحداد هو الفترة التي تلي فقدان شخص تعرفه» تقول فاليري سينجلر، «قد يكون هذا الشخص قد مات، لكن يمكننا أيضًا التحدث عن الحداد على شخص ما على قيد الحياة، في سياق الطلاق ، أو على مريض الزهايمر على سبيل المثال».. «على أي حال، الحزن هو عملية إدراك أن «كلانا قد انتهى».

المراحل الشائعة للحداد:

-الحزن اللامتناهي: «موجة تأخذك بعيدا ، أنت تغرق» ثم العودة: «تبدأ في إدراك أنه لا يزال هناك فرح في حياتك»، ويمكن أن يكون مصحوبًا أيضًا بالغضب: «الغضب موجه لمن تركك».

في حالة وفاة أحد أفراد الأسرة، يمكن أن يصاحب الفجيعة فقدان الشهية، والأرق، والاكتئاب، والرغبة في الالتحاق بالمتوفى. تقول المحللة النفسية: «إن الشعور بالضيق الذي نمر به قوي جدًا لدرجة أنه غالبًا ما يجب أن يظهر». يمكن أن يظهر من خلال الأمراض الجلدية وآلام المعدة أو الصداع ، على سبيل المثال.

كل حزن مختلف

كل شخص يختبر أحزانه بشكل أو بآخر. «إذا كان الشخص قد عاش طفولة سعيدة، مع عمل ، وأصدقاء ، وهوايات … سيكونون أكثر مرونة». توضح فاليري سينجلر أيضا أن هؤلاء الأشخاص هم الذين سيجدون أيضًا أنه من الأسهل طلب المساعدة للتحسن. بالإضافة إلى أن تجربة الحداد تختلف باختلاف الرابطة العاطفية مع المتوفى.

تضيف فاليري «عندما تفقد أحد الوالدين، يعتبر ذلك «طبيعيًا» ، فهو في ترتيب الأشياء ونحن مستعدون لذلك. «عليك بعد ذلك أن تحزن على طفولتك. إنها أيضا المرة الأولى التي تقول فيها لنفسك أن القادم سيكون أنا ». وبالتالي فإن هذه الخسارة تجعلك تدرك عمومًا أنك تتقدم في العمر. على العكس من ذلك، إذا فقد الشخص طفلا، فهذا شيء «غير طبيعي». يجب على الزوجين بعد ذلك مواجهة الحدث «غالبًا ما ينفصلان، لأن البقاء معا لا ينجح في الحداد. كما يمكنهم مواصلة قصتهم وإنجاب أطفال آخرين». أنه على أي حال، تقول فاليري، سيكون هناك قبل / بعد.

الحصول على المساعدة

«من اللحظة التي تتوقف فيها عن تناول الطعام، أو يكون لديك انطباع بنقص الأكسجين، وعدم المضي قدمًا ، والبكاء طوال الوقت، وأن المعاناة كبيرة جدًا، وهذا لمدة تزيد عن أسبوعين، من الضروري الذهاب لزيارة مختص. مع وجود طبيب نفسي يمكنه المساعدة في التغلب على ما يسمى بالحداد «المطول والمعقد» ، سيكون الهدف هو العثور على نقاط ارتكاز يمكن التشبث بها. سيكون للمريض مكان يروي قصته مع الشخص ويمكن الاستماع إليه.

يهدف التشخيص النفسي أيضا إلى الاستمرار في جعل الشخص يُنظر إليه كما كان، وتشريح العلاقة وتحديد ما أتى به إلينا». توضح فاليري سينجلر أنها تتكيف مع كل فرد من أجل النجاح في إخراج الألم وأن هناك نهاية. يمكن القيام بذلك، على سبيل المثال، من خلال الرسومات أو الرسائل أو حتى حفل صغير.

من الممكن أيضًا اختيار العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يقوم به طبيب نفسني، ويتم فيه تحليل المشكلة أولاً وفهم دوافعها وتطوير الأهداف التي يتعين تحقيقها. تعتمد هذه العلاجات على تعلم سلوكيات جديدة وطريقة تفكير أكثر إيجابية. في هذه الحالة يكون المريض أكثر نشاطا ويصبح لاعبا حقيقيا في «شفائه».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى