تعاني عشرات ملاعب القرب بمدينة سلا، من إهمال وتخريب واضح بعد سنوات من التسيير في ظل المجلس الجماعي السابق، الذي كان يرأسه العمدة السابق، جامع المعتصم، عن حزب العدالة والتنمية، فيما كانت فعاليات مدنية قد طالبت بفتح تحقيق حول مصير الملايين من مداخيل ملاعب القرب، التي تسيرها بعض الجهات (المحظوظة) المقربة من المجلس، تحت غطاء جمعيات المجتمع المدني، حيث يتم تدبير هذه الموارد المالية بغرض المحافظة على هذه المرافق، التي أصبحت حالتها مزرية وغير صالحة. موضحة أن بعض المرافق الرياضية التي صرفت عليها الملايير من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي كان من المفروض أن تكون متنفسا للشباب، تحولت إلى مصدر للربح لدى بعض الجمعيات.
وكان مجلس سلا الذي يوجد على رأسه العمدة عمر السنتيسي، من حزب الاستقلال، قد فتح عددا من الملفات الشائكة المتعلقة بتدبير بعض المرافق الجماعية بالمدينة. وكشفت مصادر محلية من داخل المجلس أن الدورة المقبلة لمجلس جماعة سلا، سيتم خلالها عرض ملف تدبير ملاعب القرب بالمدينة، بعد عدد من الشكاوى لجمعيات المجتمع المدني، التي انتقدت تدبير هذه المرافق من طرف الجمعية المخصصة، وهي الشكاوى التي لم تجد آذانا صاغية من لدن المجلس السابق، الذي كان يرأسه جامع المعتصم، عن حزب «البيجيدي».
وفي هذا السياق، قال شفيق عبد الله، رئيس الفرع المحلي لسلا للجمعية المغربية للدفاع عن كرامة المواطن، إن عددا من ملاعب القرب والتي تم تهييئها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تخضع لوصاية عمالة سلا، وهي التي حددت جمعية خاصة لتدبيرها، على أن «الاستفادة من هذه الملاعب يكون مجانا ومن طرف جمعيات الأحياء»، مضيفا في اتصال هاتفي مع «الأخبار» أن «هناك صنفا آخر من الملاعب التي يتم تدبيرها من طرف الجماعات المحلية، وهي الملاعب التي يتم اكتراؤها من طرف الجمعيات وذلك مقابل رسوم معينة لفترات قصيرة». وأوضح شفيق أن «هناك العديد من الاختلالات التي تشوب تدبير هذه الملاعب ووجب الوقوف عليها»، في الوقت الذي ارتفعت المطالب وسط الجمعيات المحلية بسلا بتشكيل «شركة تدبير محلية» لهذه الملاعب، مقابل استغلال مداخيلها من أجل إعادة تأهيلها.
النعمان اليعلاوي