أوردت مصادر مطلعة أن مصالح الأمن الوطني بميناء طنجة المتوسط تمكنت، أول أمس الأحد، من إجهاض عملية كبيرة للتهريب الدولي لشحنة من المؤثرات العقلية، وذلك بعد توقيف سائق سيارة مرقمة بالخارج ومرافقه، البالغين من العمر 40 و34 سنة، للاشتباه في تورطهما في حيازة وتهريب ما مجموعه 8725 قرصا طبيا مخدرا من نوع «Rivotril».
وجرى حجز هذه الشحنة من المؤثرات العقلية في أعقاب عملية المراقبة التي باشرتها عناصر الأمن الوطني بواسطة الكلاب البوليسية المدربة على متن السيارة التي كان يستقلها المشتبه فيهما، مباشرة بعد وصولهما على متن رحلة بحرية قادمة من أحد الموانئ الإسبانية، وهي الشحنة التي كان جزء منها بحوزة الموقوفين والباقي مخبأ داخل تجاويف معدة بهذه السيارة.
وتم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي محليا ودوليا.
وتأتي هذه العملية في سياق المجهودات المكثفة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني لمحاربة التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية وكذا مختلف صور الجريمة العابرة للحدود الوطنية.
إلى ذلك، وبالإضافة إلى تعزيز الميناء المتوسطي بالكلاب البوليسية المدربة، فإن جهاز السكانير، الذي عزز به منفذ الخروج والولوج للميناء، بات هو الآخر يعطي نتائجه بفعل تراجع كبير لعمليات التهريب الدولي للمخدرات، سواء عبر استغلال السيارات المدنية أو شاحنات النقل الدولي، إذ سبق أن تم استقدام جهاز سكانير جديد من صنع أمريكي، بتكلفة مالية قدرها 4.5 ملايين دولار.
وتلقى موظفون جمركيون وأمنيون وآخرون بالميناء المتوسطي تدريبات مكثفة للعمل على تكثيف الجهود بغرض تطويق مافيا تهريب المخدرات، بعدما أضحت المصالح الجمركية والأمنية في حرب متواصلة مع المهربين في وقت سابق، والذين أصبحوا بمثابة كابوس يومي، عن طريق استغلال شاحنات النقل الدولي لاجتياز الميناء وهي محملة بالمخدرات، كما أضحت المصالح الإسبانية هي الأخرى تحجز كميات هامة من المخدرات، والتي تجتاز غالبا جهاز «السكانير» الصيني سابقا، دون أن تكون له الدقة العالية لاكتشاف الممنوعات وغيرها، فضلا عن السيارات المدنية هي الأخرى.