شوف تشوف

الرئيسية

كاميرات المراقبة تطيح بغشاشي اختبارات الدرك الملكي

نجيب توزني

 

 

 

علم، لدى مصادر موثوق بها، أن قائد جهاز الدرك الملكي الجنرال دوديفيزيون محمد حرمو أصدر تعليماته، بحر الأسبوع الماضي، بنقل كل أوراق التحرير الخاصة بمباراة ولوج سلك الدرك الملكي التي اجتازها الآلاف من المترشحين المغاربة بمختلف جهات المملكة، إلى مقر القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط من أجل تصحيحها من طرف أساتذة مجربين تم انتدابهم لهذه المهمة، بتنسيق مع مصالح وزارة التربية الوطنية.

وأكدت مصادر «الأخبار» أنه، على غير العادة، وفي إطار سعيه المتواصل لتخليق جهاز الدرك الملكي برمته، تمرد الجنرال حرمو على بعض المساطر التنظيمية التي كانت معتمدة في تدبير الاختبارات الكتابية على مدى سنوات، والتي ظلت تشكل موضوع مؤاخذات من طرف العديد من المترشحين والمتتبعين لهذه الامتحانات التي تشهد سنويا إقبالا منقطع النظير من طرف الشباب المغاربة الحاصلين على شهادة الباكالوريا، بحيث أمر لأول مرة بإشراف القيادة العليا بالرباط على تدبير عملية التصحيح بدل نقلها إلى المدرسة الملكية للدرك الملكي بمراكش، التي كانت تتكلف بتصحيح أوراق كل المترشحين على المستوى الوطني .

وحسب مصادر «الأخبار»، فقد أحاط الجنرال حرمو اختبارات هذه السنة، التي تعد الأولى في عهده، بعناية فائقة من أجل تحصينها من كل الشبهات، بحيث تم اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية والتنظيمية لحسن سير المباريات المهنية لولوج سلك الدرك، كما اعتمدت القيادة العليا تدابير مراقبة دقيقة لمكافحة كل أنواع الغش وضمان النزاهة والشفافية في هذه المباريات من جهة، وتكافؤ الفرص بين كافة المترشحين والمترشحات من جهة ثانية، ما مكن من قطع الطريق نهائيا على مظاهر الوساطة والزبونية والنصب على الشباب، الذي أطاح بالعديد من المتهمين خلال العقد الأخير، بينهم مسؤولون أحيانا.

وكشفت مصادر «الأخبار»، أن الجنرال حرمو أقدم على تغيير طريقة استدعاء المترشحين التي كانت تعتمد على المراسلة فقط، بما يرافقها من مخاطر تعذر التواصل مع المترشحين، حيث تعززت هذه الآلية باتصالات هاتفية فردية لإخبارهم بقبول ملفاتهم رسميا لاجتياز الاختبارات، وهي العملية التي توخت قطع الطريق على بعض السماسرة الذين كانوا يوهمون المترشحين بالتوسط من أجل قبول ملفاتهم وحصولهم على الاستدعاءات.

وأوضحت مصادر «الأخبار» أن الجنرال دوديفيزيون كلف ضباطا كبارا ورؤساء مديريات مركزية بالقيادة العليا للدرك الملكي من أجل مواكبة وتتبع كل مجريات الاختبارات على مستوى جهات المملكة، حيث قاموا بزيارات مفاجئة ومتوالية لمراكز الامتحانات والوقوف على مدى التنزيل السليم للمساطر التنظيمية، وعلى راسها القوانين المرتبطة بمحاربة الغش، في الوقت الذي تم استعمال كاميرات لتوثيق كل العمليات المشبوهة التي شهدتها مراكز إجراء الاختبار.

وكشفت مصادر «الأخبار»، أن مصالح القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط سجلت العديد من حالات الغش في صفوف بعض المترشحين الذين اجتازوا مباراة ولوج سلك الدرك الملكي، وأكدت أن فرقا تقنية خاصة تابعة للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط انتهت من تفريغ تسجيلات الكاميرات الصغيرة التي كانت ملتصقة بالزي النظامي لأطر الدرك التي تكلفت بحراسة قاعات الامتحان، حيث تم تسجيل حالات غش كثيرة لم تنتبه إليها عناصر المراقبة.

ونقلت مصادر خاصة للجريدة، أنه جرى تجميع حالات الغش التي تم ضبطها ضمن قاعدة معطيات مركزية تنضاف إليها حالات الغش التي سجلتها عناصر المراقبة أثناء الإجراء، في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق مرتكبيها الذين يرجح إقصاؤهم من التباري على حصد جواز العبور للاختبارات الشفوية والسيكولوجية، وربما الإقصاء من اجتياز المباراة خلال السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى