قياديي الاتحاد الاشتراكي يغيبون عن هذا الحدث الهام في حياة اليوسفي !
الأخبار
غاب إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، والحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية للحزب، عن الحفل التكريمي للوزير الأول الأسبق والكاتب الأول السابق للحزب، عبد الرحمان اليوسفي، الذي احتضنه مسرح محمد الخامس، أول أمس (الخميس)، بمناسبة صدور كتاب يتضمن شذرات من حياته ومساره النضالي الحافل على مدى ما يقرب من ثمانية عقود من الزمن، وبمناسبة عيد ميلاده الرابع والتسعين.
مقابل ذلك، عرف هذا الحفل التكريمي حضور أندري أزولاي وعبد اللطيف المانوني مستشاري الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، والوزير الأول السابق، إدريس جطو، وعدد من الوزراء السابقين والحاليين، والبرلمانيين والسياسيين وممثلي المجتمع المدني والدبلوماسيين. كما حضر الحفل، فيليبي غونزاليس، رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، والدبلوماسي الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي.
وفي كلمة بالمناسبة، قال اليوسفي إن «الأجزاء الثلاثة من الكتاب، التي تجشم مبارك بودرقة عناء الإشراف عليها بدعم من عدد من الأشخاص، وتتضمن في جزئها الأول شذرات من مذكراتي وسيرتي، هي فرصة لنجدد العهد بيننا جميعا وأيضا لنذكر بعضنا بالقيم الوطنية والدروس النضالية التي عبدتها أجيال من المغاربة، في الدولة والمجتمع، منذ تأسيس الحركة الوطنية في الثلاثينات من القرن الماضي».
وأضاف اليوسفي أن هذه «هي القيم التي لاتزال تشكل السماد الخصب لإتمام مشروع بناء مغرب اليوم والغد، مغرب الحريات والديمقراطية ودولة المؤسسات وأيضا حماية وحدتنا الترابية تحت قيادة عاهل البلاد الملك محمد السادس»، موضحا أن ما تتضمنه الأجزاء الثلاثة من الكتاب هو بعض من خلاصات تجربة سياسية، شاء قدره أن يكون طرفا فيها من مواقع متعددة سواء في زمن مقاومة الاستعمار أو في مرحلة بناء الاستقلال، وسواء من موقع المعارضة أو من موقع المشاركة في الحكومة. معربا عن يقينه بأن مادة هذه الأجزاء الثلاثة تشكل جزءا من إرث مغربي غني «نعتز أننا جميعا نمتلكه عنوانا عن ثروة حضارية صنعتها أجيال مغربية متلاحقة»، مشيرا إلى أنها ستكون بلا شك مجالا لاشتغال أهل الاختصاص من علماء التاريخ والسياسة والتاريخ والسياسة والقانون والاجتماع، مثلما ستشكل أيضا مادة لتأويلات وتفسيرات إعلامية متعددة.
ووجه اليوسفي رسالة إلى الأجيال الجديدة بالمغرب، «التي أدرك جيدا مقدار شغفها بتاريخ وطنها وأيضا مقدار شغفها بمستقبل بلادها»، معربا عن يقينه بأنها «تعلم جيدا أن قوة الأمم قد ظلت دوما كامنة في تصالحها مع ماضيها وفي حسن قراءتها لذلك الماضي وذلك الحاضر، حتى يسهل عليها بناء المستقبل بأكبر قدر ممكن من النجاح والتقدم».
وعبر عبد الرحمان اليوسفي، في الختام، عن يقينه بأن هذه الأجيال الجديدة «ستحسن صنع ذلك المستقبل ما دامت مستوعبة لكل دروس وقيم ماضينا وحاضرنا، قيم الوطنية وقيم الوفاء والبذل والعطاء».
ومن جانبه، تحدث فيليبي غونزاليس، رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، عن اليوسفي، رفيقه في منظمة الاشتراكية الأممية، موضحا أنه مقاوم كبير من أجل الاستقلال والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الترابية لبلاده، يلح على الحفاظ على الذاكرة من أجل تشييد المستقبل، ويؤمن بما يقول ويسعى إلى تحقيقه. وأعرب غونزاليس، الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، عن اعتقاده بأن الاشتراكية الديمقراطية ما زالت تشكل حلا في ظل الأزمات الكبرى التي يشهدها العالم، مشيرا إلى أنه لا يمكن النجاح إذا تم تعطيل نصف ذكاء المجتمع وقدراته وطاقاته الخلاقة التي تشكلها النساء.
من جهته، قال الدبلوماسي الجزائري السابق، الأخضر الإبراهيمي، إنه جمعته باليوسفي هواجس مشتركة حول المشروع المغاربي الذي ما زال مطروحا، وقضية فلسطين التي يتعين أن تبقى أم القضايا العربية، مشيرا إلى أن هذا الحفل التكريمي يشكل فرصة لمجموع محبي اليوسفي للالتفاف حوله، وأن لا مناص من مواصلة الحلم والسير على الطريق نفسه من أجل تحقيق الأمل المنشود للمنطقة المغاربية المتمثل في بناء صرح مغرب عربي.
واعتبر الإبراهيمي أن «المغاربة والمغاربيين ينتظرون ما جاء في المجلدات الثلاثة، بعضها معروف وبعضها غير معروف لديهم»، منوها بأجزاء الكتاب التي «تحمل حقائق تاريخية حافلة للمغرب ونضالات الشعوب المغاربية وما تخللها من نجاحات وعثرات أيضا».