فاس: لحسن والنيعام
في سابقة مثيرة، حضرت قيادات عن نقابة “البام” كفعاليات مؤتمرة في أشغال دورة عادية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، يوم أول أمس الأحد بقصر المؤتمرات أبي رقراق بمدينة سلا، مما أثار غضب قيادات في نقابة حزب الاستقلال تم إقصاؤها من الحضور، وهدد عدد من المقربين منها بتقديم استقالة جماعية من حزب علال الفاسي، في حالة عدم فتح تحقيق داخلي لمحاسبة المسؤولين عن هذه الاختلالات التنظيمية، وتصحيح الوضع. وزاد هذا الحادث في تأزيم الأوضاع الداخلية في حزب الاستقلال والذي ظل يعيش تقاطبات حادة دون أن تتدخل الأمانة العامة لحسمها، وتصحيح الاختلالات، لتهيئة الأجواء المناسبة لعمل القرب، والاستعداد للنزال الانتخابي القادم.
وقالت المصادر إن الكاتب الإقليمي للمنظمة الديمقراطية للشغل بمدينة فاس قد حضر أشغال هذه الدورة كمؤتمر، في حين تم إقصاء الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ادريس أبلهاض، من الحضور، في ملابسات غير واضحة. وأضافت المصادر أنها المرة الثالثة التي يتم فيها إقصاء الكاتب الإقليمي لهذه النقابة من حضور أشغال المجلس الوطني لحزب الاستقلال، بالرغم من أنه يتوفر على الصفة القانونية. ويعتبر مقربون منه بأن هذا الإقصاء يرمي إلى توقيف عجلة العمل النقابي المؤثر، وقطع الطريق على قيادات شابة من قبل أقطاب مؤثرة في اتخاذ القرار داخل حزب علال الفاسي.
وكان الكاتب الإقليمي لنقابة “البام” المقرب من الأمين العام السابق، حميد شباط، من القيادات السابقة لحزب الاستقلال، إلا أن تجديد الهياكل في الآونة الأخيرة عصف به، في ظل احتجاجات طالبت برحيل القيادات السابقة للنقابة، وقرر “حمزة.ب” الالتحاق بنقابة حزب الأصالة والمعاصرة، ومعه عدد من المقربين. لكنه ظل يحضر أشغال المجلس الوطني لحزب الاستقلال، رغم أنه لا يملك الصفة القانونية لذلك، تورد المصادر. وإلى جانب الكاتب الإقليمي الحالي لنقابة “البام”، قررت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، طرد الكاتب الإقليمي السابق، “ع.ع” من صفوفها، ولجأ هذا الأخير إلى تحريك مسطرة المطالبة بإفراغ المقر الإقليمي للنقابة وطرد “المحتلين” منه، بدعوى أنه يعود لملكية أسرة المرحوم “تيتنا العلوي”، أحد القيادات السابقة القريبة من شباط.
ولا يزال حزب الاستقلال بمدينة فاس يعيش أزمة تنظيمية حادة بسبب صراعات داخلية طاحنة. فأنصار العمدة السابق حميد شباط لا يزالون يتمسكون بهياكل الحزب، ومجموعة التغيير المقربة من نزار البركة، الأمين العام الحالي، تطالب بإبعاد المفتشين الحاليين وتجديد الهياكل، وتحاول الكتابة الإقليمية الجديدة للنقابة أن تفرض حضورها داخل الحزب بمبرر أنها أعطت قيمة مضافة للعمل النقابي في الآونة الأخيرة، واستطاعت أن تعود إلى الواجهة وأن تحافظ على قطاعاتها التقليدية بممارسة نقابية مغايرة، كما تمكنت من اقتحام قلاع نقابية جديدة.
ولم تتدخل الأمانة العامة لحزب الاستقلال لامتصاص هذه الأزمة الداخلية، مما زاد من تباعد الهوة بين الأطراف، وهو ما من شأنه أن يؤثر على حضور الحزب في مدينة يعتبرها قلعة انتخابية تاريخية له. وتحدث نزار البركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، في كلمة له في افتتاح أشغال هذه الدورة، عن توجه يتبناه الحزب لـ”الحكامة الداخلية، سيما في ما يتعلق بالتداول الجماعي حول البرامج والاختيارات، والشفافية في تقاسم المعلومة، وإشراك المناضلات والمناضلين في هموم التسيير، وتوازنات موارد ونفقات الإدارة الحزبية، وذلك من باب المسؤولية وتقديم الحساب من داخل مؤسساتنا التقريرية”، وقالت الفعاليات النقابية الغاضبة إن هذه التصريحات تحتاج إلى تفعيل لتجاوز الاختلالات التنظيمية لحزب “علال الفاسي” بالعاصمة العلمية، بعد وعود سابقة لبركة، في إطار معركته ضد الأمين العام السابق لتولي المنصب، في إطار ما عرف بـ”نزال العزيزية”.