اكتظاظ عربات وشاحنات المساعدات تسبب في إغلاق مسالك طرقية بالجبال
النعمان اليعلاوي
تواصل قوافل المساعدات الإنسانية التقاطر على قرى ومداشر إقليمي الحوز وشيشاوة، في الوقت الذي رصدت «الأخبار» إغلاق عدد من الطرق المؤدية إلى دواوير سيدي إبراهيم ونواحي أمزميز وتحناوت بسبب اكتظاظ العربات وشاحنات نقل المساعدات، في الوقت الذي أعلنت وزارة التجهيز والماء أن الطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين تحناوت وتارودانت مقطوعة في وجه مرور العربات الثقيلة والشاحنات عند النقطة الكيلومترية رقم 284 على مستوى دواري تامسولت وأيت يوبا التابعين لجماعة تزي نتاست بإقليم تارودانت، وذلك نتيجة الأضرار البالغة التي لحقت بقارعة الطريق جراء الهزة الأرضية القوية التي عرفتها بلادنا ليلة الجمعة 08 شتنبر الجاري، مما جعلها ضيقة ولا تتحمل عبور هذا النوع من العربات.
في السياق ذاته، أكدت مصادر محلية أن شبكة مختصة في جرائم السرقة والنهب، سواء باستخدام القوة أو باللجوء إلى تكتيكات احتيالية، تقوم بمراقبة أصحاب قوافل المساعدات المتجهة إلى المناطق المنكوبة بسبب الزلزال، وأشارت المصادر إلى أن «هذه الشبكة تعمل على تتبع نشاط قوافل المساعدات التي تشرف عليها جمعيات إنسانية وأفراد عاديون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وتقوم الشبكة بالتنكر وتقديم نفسها على أنها من مناطق نائية لم يصلها أي نوع من المساعدات حتى الآن، وبذلك تحصل على أرقام الاتصال للتفاعل مع أفراد هذه القوافل»، وحسب مصادر محلية، فإن هذه الشبكة تستهدف تحديدًا الشاحنات والمركبات التي تحمل مواد غذائية وأغطية ومواد أخرى، وتطالب بأن يكون مسارها قريبًا من الطرق الرئيسية أو الطرق السيارة أو على الأقل الطرق المعبدة.
من جانب آخر، أشارت المصادر إلى أن هذه الشبكات يديرها أشخاص غير معروفين يمتلكون مركبات نقل، يلتقون بقوافل المساعدات ويقنعونهم بأنهم متطوعون في أعمال الخير، وأنهم سيقومون بتوصيل المساعدات إلى مناطق جبلية نائية لا يسهل الوصول إليها، كما يحاولون إقناعهم بالعودة إلى نقطة الانطلاق لتفادي صعوبات الطريق والمناطق الصعبة والمقاطع المتضررة نتيجة الزلزال العنيف، وأكدت نفس المصادر أنه عندما تفشل هذه الشبكة في إقناع مشرفي قوافل المساعدات بالعودة وترك المهمة، يلجأ أفرادها إلى ارتكاب جرائم السرقة باستخدام وسائل أخرى.
قافلة الفنيدق تهتم بأطفال القرى المتضررة من الزلازل
ألعاب وترفيه واصطحاب فرق للتنشيط والدعم النفسي
الفنيدق : حسن الخضراوي
تميزت قافلة الفنيدق لدعم المتضررين من الزلازل بالحوز والأقاليم المجاورة، بالاهتمام بأطفال المناطق القروية من خلال اقتناء لعب وهدايا لجميع الفئات العمرية، وأدوات ومحافظ مدرسية، فضلا عن حاجيات أخرى للأطفال من أفرشة وأغطية ومخدات، وكذا ملابس من مختلف الأحجام، إلى جانب مساعدات أخرى كالخيام والمواد الغذائية والملابس الشتوية للكبار.
وحسب مصادر مطلعة فإن القافلة قررت اصطحاب مختصين نفسيين، وغيرهم من المساعدين الاجتماعيين، ومتطوعين في التنشيط والمسرح وتنظيم ورشات للأطفال، قصد التخفيف عنهم من هول الصدمة التي خلفها الزلزال، ونسيان لحظات الألم والهلع والخوف، وفقدان العديد من الأهل والأقارب والجيران.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن اللجنة المشرفة على تنظيم القافلة، اختارت بتنسيق مع السلطات المختصة، التوجه نحو مناطق متضررة بتارودانت، كما تقرر تخصيص النقل السياحي لاصطحاب المتطوعين في تنشيط الأطفال، وسط مطالب بتعميم الفكرة وتحرك جمعيات أخرى تعنى بالطفولة لتنظيم أنشطة بجميع القرى التي شهدت الكارثة الطبيعية.
وتعتبر الأنشطة الترفيهية ولعب الأطفال، وانخراطهم في ورشات هادفة تجمع بين التسلية والتثقيف والتربية على المواطنة، من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها دعم الأطفال بالقرى المتضررة من الزلازل، وتحضير جميع الفئات العمرية لاستئناف الدراسة، ومحاولة نسيان تجربة الكارثة الطبيعية ومآسيها وأحزانها في وقت وجيز.
وتستمر عمليات جمع المساعدات التي تم توجيهها من مدينة الفنيدق في اتجاه المناطق المتضررة بالزلازل، حيث تمت تعبئة تجار منطقة الانشطة الاقتصادية لإرسال شاحنة ضخمة من الملابس الشتوية للأطفال والكبار، فضلا عن إرسال سيارات متوسطة الحجم محملة بأنواع الأحذية انطلقت من السوق المركزي، إلى جانب مساهمات أخرى ستتواصل خلال الأيام القادمة تحت شعار كلنا مغاربة تجمعنا الأفراح ونواسي بعضنا في الأزمات بنكران للذات.