قضية الطفلة “وصال” تجر الدكالي إلى المساءلة أمام البرلمان
وصلت تطورات قضية الطفلة وصال إلى البرلمان، عبر رسالة موجهة إلى أنس الدكالي، وزير الصحة، بشأن عدم تقديم العلاجات الأولية للطفلة التي شربت مبيدا خطيرا و “رميها للمجهول” بالمستشفى الإقليمي ببنسليمان.
وطالب محمد بنجلون، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، في رسالة موجهة إلى وزير الصحة، بضرورة فتح تحقيق في الموضوع.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى وزير الصحة أن مسؤولية إدارة المستشفى الإقليمي ببنسليمان تبقى قائمة في جريمة عدم تقديم المساعدة لإنقاذ حياة طفلة صغيرة، وتعريض حياتها للخطر عن طريق السماح لوالدها بنقلها من داخل المستشفى نحو المجهول وعلى متن سيارته الخاصة.
وكشفت تطورات قضية الطفلة وصال التي تجرعت مبيدا للنباتات الطفيلية، زوال الأحد الماضي ضواحي مدينة بنسليمان، عن إهمال عاشته الطفلة منذ دخولها مستشفى ابن رشد، بل وحسب شكاية يتوفر الموقع على نسخة منها عدم تلقيها أي إسعافات داخل المستشفى، منذ دخولها إليه في حالة خطيرة.
وقبل أن تنتقل عائلة وصال إلى مستشفى ابن رشد، يؤكد محامي الضحية أن إدارة المستشفى الإقليمي ببنسليمان رفضت تقديم الإسعافات الأولية للطفلة ذات السنتين ونصف، زوال الأحد الماضي، عندما استغفلت الطفلة عائلتها وتجرعت سم النباتات الطفيلية.
وعبرت عائلة الضحية عن استغرابها من التصريحات المنسوبة لإدارة مستشفى ابن رشد، والمتداولة في بعض المنابر الإعلامية، والتي جاء فيها أن الصغيرة وصال ترقد في المستشفى وأنها تلقت الإسعافات الأولية هناك، وأن القسم المختص ربط الاتصال بوالد الطفلة فور شغور سرير، بل وأن الأخير هو من غادر المستشفى مسرعا.
وتشير عائلة الضحية إلى أن الطفلة وصال لم تتلق أي إسعافات طبية، بعدما تم إخبارها بعدم توفر الجناح رقم 2 بالطابق الثاني على أي معدات، وأكدت العائلة أن إدارة مستشفى بنسليمان وضعت “الصيروم” للطفلة وسمحت لوالدها بنقلها به على متن سيارته الخاصة في غياب سيارة إسعاف خاصة بالمستشفى.
وفي تفاصيل القضية، تشير عائلة الضحية في شكاية توصل الموقع بنسخة منها إلى أن “حالة الصغيرة كانت حرجة وطلب منا أن نبقيها تحت المراقبة، لكنهم استدركوا بالقول إنه لا يوجد سرير شاغر، وطلبوا منا البقاء في ساحة المستشفى مع الطفلة نترقب مضاعفات حالتها، لإدخالها في حال ساءت حالتها الصحية إلى الطبيب المداوم، وكأننا أطباء أو ممرضون. أخبرونا أيضا أن الطبيب المداوم سيلتحق بالمستشفى عند السابعة ليلا، وحينها انصرفت الطبيبة التي أخبرتنا بهذا وتركتنا نحمل وصال بين أيدينا في سراديب وممرات المستشفى الموحشة”.
وتضيف شكاية عائلة الضحية: “قررنا أن نتدبر أمرنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد مضي خمس ساعات على تناول الصغيرة للسم.. انتقلنا في البداية الى مصحة خاصة بالأطفال بحي الوازيس، وداخل تلك المصحة لا حديث سوى عن التكلفة المالية.. كان علينا دفع مبلغ 4500 درهم لليلة الأحد، وننتظر ما سيسفر عنه صباح الاثنين من مصاريف إضافية، فحملنا الصغيرة وعدنا بها إلى بيت والدها ننتظر حكم الله فيها”.
وأفادت عائلة وصال بأن إدارة مستشفى ابن رشد طلبت منها إرجاع الطفلة إلى المستشفى بعدما تم إهمالها في وقت سابق، وهو ما رفضته عائلة الضحية، بحيث طلبوا من الأب في ما بعد نقل ابنته إلى مستشفى ابن سينا بالرباط على متن سيارته الخاصة، بحجة أن سيارة إسعاف المستشفى معطلة.
وتشير عائلة الضحية إلى أن مستشفى “ابن رشد” لا يختلف عن مستشفى “بنسليمان” من حيث الإهمال، بحيث صُنف المبيد أنه شديد الخطورة ولم تهتم لخطورته إدارة مستشفى ابن رشد، حيث أكد طاقمه الطبي عدم توفر سرير تقضي فيه الصغيرة وصال ليلة تحت المراقبة الطبية.
ومن جانبها، أوضحت إدارة المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء في تصريحات إعلامية، أن الطفلة وصال تلقت كافة الفحوصات الطبية اللازمة في وحدات المستعجلات، ليتبين أن حالتها الصحية لا تدعو للقلق، داعية في الوقت نفسه والد وصال إلى انتظار شغور سرير يخصص للطفلة.
وأفادت إدارة المستشفى بأنها سارعت إلى الاتصال بعائلة وصال مباشرة بعدما وُجد لها سرير شاغر، ومغادرة الأب جناح المستشفى مسرعا، بحيث ما زالت الطفلة، حسب التصريحات الإعلامية لإدارة المستشفى، تتلقى العلاجات الكافية في انتظار استقرار حالتها الصحية.