طنجة: محمد أبطاش
سلوى الدمناتي.. قصة سيدة تحلم بالتنمية عادت من المهجر لتقتحم السياسة
استطاعت سلوى الدمناتي النائبة البرلمانية بجهة طنجة، وعضو بالمجلس الجماعي لطنجة، أن تتربع بنفسها على عرش السياسة النقدية بالمدينة، وذلك بعد مسار طويل ما كان ليتحقق لو حلمها الدائم بالتنمية كما تقول. في هذا الخاص لـ «الأخبار»، تقول الدمناتي، «مسيرتي السياسية انطلقت منذ سنة 2009 عندما عدت من الهجرة بالخارج، وجاءت، بعد تفكير عميق في ضرورة المشاركة السياسية من أجل المساهمة في تنمية وتقدم الوطن، حيث كنت دائمة التفكير في الأسباب التي يمكن من خلالها الإقلاع بالوطن وتقدمه وازدهاره بسرعة، كما هو الشأن بالنسبة لدول آسيوية عدة زرتها».
بعد عشر سنوات بالغربة تضيف الدمناتي، «عدت لأرض الوطن، وقررت خوض غمار أول تجربة سياسية بالمشاركة والانتماء لحزب التجمع الوطني للأحرار، كما أسست رفقة زوجي مقاولتين، وانخرطت في العمل الجمعوي النسائي والاهتمام بقضايا المرأة على المستوى الجهوي والوطني، حيث تقلدت منصب رئيسة الجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب فرع طنجة، وكانت فرصة للاحتكاك أكثر بقضايا المرأة والإكراهات التي تواجهها في قضايا المساواة والتمتع بكامل حقوقها التي يكفلها الدستور المغربي».
و«بعد سنوات من التجارب الجمعوية، فكرت وأنا أم لأطفال خوض رهان استكمال المشوار الدراسي الأكاديمي، وقد نجحت في ذلك بامتياز حيث حصلت على شهادات جامعية، فتحت لي أبواب تقلد مناصب سياسية ورئاسة لجان مهمة مثل لجنة التعاون والشراكة ومغاربة العالم بمجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، كما تقلدت منصب نائبة بنفس المجلس خلال الولاية السابقة، وترشحت للاستحقاقات الانتخابية ثم لاقتراع 8 شتنبر 2021، بعد انخراطي في مشروع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو ما مكني من الفوز بمقعد برلماني، حيث أمارس مهام برلمانية ومازلت أسهر على ملفات نسائية والعمل الجمعوي الهادف، كما نقوم داخل اللجان بالمؤسسة التشريعية بعمل جبار في إطار مهام التشريع ومراقبة الحكومة طبقا للقوانين المنظمة للعمل البرلماني».
++++++++
سمية العشيري.. أطماع السياسيين تحرم أول امرأة من رئاسة مجلس عمالة طنجة أصيلة
من قصص السيدات الناجحات بعالم المقاولات والسياسة بمدينة طنجة، نسلط الضوء على إحداهن التي تحاول الموازاة بين عملها المقاولاتي من جهة، وعالم السياسة من جهة ثانية، ويتعلق الأمر بسمية العشيري التي تنحدر من مدينة طنجة وهي متزوجة وأم لطفلة. وتقول سمية العشيري، وهي تحكي قصة نجاحها لـ «الأخبار»، أنها واجهت الصعاب والتحديات في ظل هيمنة ثقافة ذكورية المجتمع التي تقف دائما كحاجز أمام كل خطوة، ولهذا فإنه بسبب هذه الأطماع في جل القطاعات، حُرمت من رئاسة مجلس عمالة طنجة أصيلة، كأول سيدة كانت ستتقلد هذا المنصب المهم. إذ أنه بسبب التحالفات الهجينة بين خليط الأحزاب، تم إقصاؤها من هذا المنصب، خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.
وتقول سمية وهي تحكي نجاحها وتفاؤلها باستمرار للوصول لمناصب أهم في كل القطاعات، وبالتالي تمثيل السيدات خير تمثيل، «تمكنت من النجاح كمديرة تجارية لشركة خاصة، ومسيرة شركة نقل البضائع، وهذا لم يمنع من مشاركي في تسيير الشأن العام المحلي بالجماعة الحضرية لطنجة، حيث تقلدت منصب مستشارة بجماعة طنجة خلال فترة 2015~2021، وكذا عضو بمجلس مقاطعة بني مكادة خلال الفترة 2015 ~2021، ونائبة عمدة، إلى جانب منصب عضوة بالمجلس الإقليمي، ونائبة رئيس جمعية أوكسجين، كما أشغل أيضا عضوة اللجة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية».
كل التجارب السابقة كان محطات تمكنت من خلالها العشيري، من المساهمة في التنمية المحلية بطنجة، والاهتمام بالعمل الجمعوي، ودعم قضايا المرأة على مستوى جهة الشمال والمستوى الوطني، لتحقيق أهداف حماية حقوق النساء والمساواة والإدماج بسوق الشغل، واقتحام المرأة لمجالات ظلت حكرا على الذكور، سيما في ظل تمكين الدستور المغربي المرأة من حقوقها الكاملة بعد التعديلات الجوهرية سنة 2011.
كما أنها لا تنفك حاضرة في كل دورات المجالس الجماعي لطنجة وباقي المجالس المحلية، رافعة صوت المرأة كمعارضة شرسة لكل قضايا التي تهم السكان، لدرجة أن عددا من المنتخبين لطالما وضعوها في الحسبان أثناء مناقشة بعض القضايا المهمة والتي تهم بالأساس بعض منها مقاطعة بني مكادة.
+++++++++
الرايسة «راندة».. سيدة واجهت أمواج البحر لتزيل وهم «البحر للرجال فقط»
لا يمكن للقارب أن ينطلق دون حضور الرايسة، هكذا يعلق بعض العارفين بهذه الشابة، التي اقتحمت عالم البحر واستطاعت إزاحة وهم البحر للرجال فقط. وفي حديث لـ «الأخبار»، تقول «راندة»، وهي تحكي تفاصيل دخولها لهذا العالم وفي سابقة من نوعها بالشمال، « البحر كان دوما مفتاحا لي ولتألقي ونجاحي في صقل موهبتي، حيث ولجت معهد الصيد البحري بالعرائش سنة 2012، وحصلت على ديبلوم في المجال، كما تدربت وتمرنت على الإبحار بمراكب الصيد الساحلي بالمضيق دون أدنى صعوبات، وكان كل المحيط الخاص بالعمل والإدارة يدعمني لتحقيق الأهداف المطلوبة، كما لم أشعر يوما بأن المهام الموكولة إلي بالبحر صعبة أو هي حكرا على الذكور فقط».
مع توالي النجاح في المهام والتدرج في المناصب، توجت «راندة» باجتهادها في التكوين في المجال البحري سنة 2017 بحصولها على منصب ربان خافرة الإنقاذ بميناء المضيق، حيث قامت بتجارب مناورات وإنقاذ ناجحة، إلى جانب الطاقم الخاص بالخافرة ومركز المراقبة، وكان الجميع يدعمها لكفاءتها في المجال، باعتبارها سيدة دخلت مجالات يبقى في العموم حكرا على الذكور، بالنظر لمخاطر البحر وصعوبة تقلد مهام الإنقاذ في ظروف جوية سيئة.
وتضيف «راندة»، « أنا أعشق البحر والبحر يعشقني.. وأحس براحة كبيرة في القيام بمهامي، حيث عملت على تدريس أفواج من التلاميذ وتكوينهم في مجال السلامة البحرية وغيرها من المجالات الخاصة بالإبحار، وكانت علاقتي ممتازة كأستاذة مع تلامذتي، الذين شاركتهم تجاربي في المجال، حتى أتى الوقت الذي أسست فيه تعاونية بالشمال تهتم بالأحياء البحرية وخيط شباك الصيد، وقمت بتكوين نساء بحارات بالفنيدق وبليونش، ويمارسن الآن مهامهن بشكل عادي، في ظل استمرارنا في العمل من أجل إدماج المزيد من النساء اللائي يرغبن في التكوين البحري في مختلف المجالات».