شوف تشوف

الرأي

قصة جائزة نوبل

بقلم: خالص جلبي

كل قصة جائزة نوبل عليها ثلاث إشارات استفهام، توظيفها، ولجنة التحكيم فيها، ومن أي ملة ونحلة هم؟ ومن أي بلد من سيقع عليه ختم المسك بالتمام؟ والأهم هل رضيت عنه بنو صهيون؟
صديقي المغربي إدريس المهدي قام بدراسة من منح جائزة نوبل للسلام، فخرج بنتائج صادمة أهمها أن غاندي لم يمنح الجائزة، في الوقت الذي منحت لعتاة الصهاينة.
فمثلا (مناحيم بيغن)، المجرم من مؤسسي عصابات الهاغانا ومنفذي مجازر دير ياسين في فلسطين والمطلوب للعدالة الدولية مع إسحاق شامير، مفجر فندق داوود في القدس وقاتل الدبلوماسي البريطاني، ومعه السادات لا بد من تخصيص جائزة نوبل للثنائي المرح!
أليس الأمر فكاهيا جدا؟
ومثل كسار العظام (عظام الفلسطينيين طبعا) إسحاق المقتول بيد عمير، يجب أن يمنح جائزة نوبل للسلام بيد ملك السويد بالتخصيص، مع ابتسامة رأسمالية بأسنان دراكولا. أما نبي السلام غاندي فغير مرضي عنه ولا يمنح جائزة نوبل للسلام، لأن اللجنة بكاملها كانت تعطس من الرشح، فلم تستطع التركيز ولم تجتمع تلك السنة، أليس الأمر مضحكا؟
والحاصل فمن يتتبع خرافة جائزة نوبل، يعرف أنها سياسة من اللحم للعظم والجلد والأظافر والأنياب.
ونأتي إلى أحمد زويل، الذي مكنته التكنولوجيا الأمريكية أن يحقق ما يحقق عشرات الآلاف من الأمريكيين على مدار الساعة، كما تلد ملكة النمل النملات بمعدل 150 مليون نملة في حياتها الممتدة 15 عاما.
لا أجتمع بمصري إلا ويلهج بسيد الخليقة أحمد زويل، ولا أجتمع بمصري فأذكر لونا من الفنون، إلا وهبط علينا زويل بدون زوال، ولعل هذه المقالة أيضا ستمر على بعض إخوتنا المصريين فيحرفوها؛ فتموت مقتولة بكل فنية، كما يقولون (ما تخرش منها المية). وبالطبع سوف تحمر أنوف كثيرة لهذه المقالة، ولكن ليس مثل الوعي نورا، وليس من مقدس مثل الوعي والتبصير والتنوير. وأنا ليس عندي ضد الرجل شيء، سوى أنني أريد أن أهبطه من رتبة القدسية، وأزيل عنه نور الإلهية، وأحذف عنه النبوة الكاذبة، فهو بشر ممن خلق لا أكثر ولا أقل، يخطئ ويصيب ويأكل ويتبول وتوجعه أسنانه ويحتاج إلى طبيب أسنان ودكتور بولية للبروستات وقلبية للضغط والسكري. وبالطبع فإن الكاتب المدفون (نجيب محفوظ) بدون حفظ وتحفظ القصصي المصري، أخذ جائزة نوبل، لأنه كان مع وفد السادات الخايب مشاركا في الحج الأكبر إلى بيت بني صهيون، كما حج أوباما من بعد قبل أن يدخل البيت الأبيض، فاعتمر القلنسوة السوداء وهز برأسه وقلنسوته، فباركه الحاخامات وسياسيو بنو صهيون المردة. وكل حزب بما لديهم فرحون.
جائزة نوبل إذن للسلام ليست للسلام، بل للخصوم والخصام وللمرضي عنهم، وحاليا سمعت عن أدونيس السوري من جماعة الحداثية والحداثة، أنه يسعى بذراعه وكوعه إلى بني صهيون بكل سبيل، كي يرضوا عنه، وعسى أن يكافئوه بالجائزة السنية!
إنها أيام شحار وشجار وسواد وحلاك وهلاك، في تاريخ العربان الغربان..
وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون ..
فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم المنافقين..
ونأتي إلى شمس زويل التي لا تعرف الزوال وتشرق من الغرب ضد قوانين الدوران! لأن أحمد زويل حصل على جائزة نوبل، فوجب أن يكون كلامه وحيا، ومفرداته معلقات العرب العشر للعصرالعربي البائر التالف الهابط، وما تفوه به توحي به الشياطين، يلقون السمع وأكثرهم كاذبون.
ولأن هزيمة العرب ليست لها حدود؛ فقد جاء الوحي الإلهي بالنصر المبين من رجل علم، كل ما فعله هو أنه فاز بجائزة تقوم على التقنية الغربية.
ولذا فكل ما قاله زويل زائل ويزول، ومنها كل مفردات الزوال من زوال الشمس حتى دلوكها شمس مشرقة من معاني الفهم وتنزيل الوحي.
إننا أمة لا مستقبل لها طالما كان شعراؤها وكتابها ومثقفوها من هذا الطراز، وهو موضوع يصلح لمقالة عن هزيمة عميقة، لا يوقفها بحر وسهل وخندق وسور، ولو ولد وعاش زويل في الصعيد، لكان راعي حمير أو خرفان أو أستاذ جامعة يتثاءب الطلبة في محاضراته، ويكش الذباب ويطارد البعوض.
أما الآن فهو نبي عند العرب وليس من إنتاجهم، والرجل نصف مثقف، وفي الغرب من أمثاله ينتج كل ساعة ما تنتجه ملكة النمل.
هل تعلمون كم تنتج ملكة النمل من النملات يوميا؟ 29500 بالضبط… في السنة عشرة ملايين و850 ألفا، وفي عمرها الممتد عشر إلى عشرين سنة تنتج 150 مليون نملة. وهكذا ففي أمريكا والغرب ينتج من أمثال وأشباه وأضراب زويل وزائل وزوال، كما تنتج ملكة النمل بدون زوال. اجتمعت بصديقي الدكتور حسن نصري، فأخبرني أن شابا أعرفه حاز جائزة بمائة مليون أورو عن تطوير مهم، ولو كان في سوريا لقتل في فرع فلسطين متهما بالعمالة.
أما زويل عندنا لأن رحم أمنا عقيمة فهو موديل ملكي، لسانه رباني، وشَعره فرعوني من سبط توت عنخ آمون وحتشبسوت. وهو في الحقيقة موديل أمريكي أصلي، فالقوم عندنا لرؤية سحنته يشهقون.
والمشكلة ليست عند زويل وزوال وزائل ويزول، بل عند العقل العربي المنقرض الغائب عن شمس العلوم، كما جاء في قصة كهف أفلاطون فبصره عشي ينبهر بنور شمعة، وضوء لمبة، وقدح عود كبريت، وإضاءة فانوس علاء الدين من أيام جحا وسفر برلك، أيام العصملية.
هل يمكن أن نحطم الأصنام ونكسر الأغلال ونكف عن اتباع الآباء ونوحد الله؟ ما هو الجديد الذي أتى به زويل؟ المزيد من الأطباء (الحرفيين العميان) ومنافقي الإنفوميديا من الإعلاميين من كل مسرف كذاب. هذا ما طالب به زويل؟
أكثر من ذلك عرفنا أن أحمد زويل صهيوني بامتياز، فهو محاضر في جامعة تل أبيب، ونال جائزة (وولف) من الرئيس الصهيوني عزرا وايزمان، لأنه اشترك في تطوير النظام الصاروخي للقوة الجوية الصهيونية، ويمكن مراجعة النت لرؤية هذه الفضيحة المجلجلة.
يقول الإنجيل إذا كان النور الذي فيك ظلاما، فكم يكون الظلام؟
ويقول الإنجيل أعمى يقود أعمى، الاثنان يقعان في الحفرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى