مراكش: عزيز باطراح
هدد كريم قسي، والي جهة مراكش آسفي، أحد البرلمانيين السابقين والقيادي في حزب مشارك في الحكومة الحالية، بإغلاق فندقه المصنف من فئة خمس نجوم، وذلك بعد الكشف عن تورطه في عدم ربط مياه الصرف الصحي للفندق بالشبكة الرئيسية للتطهير السائل.
وبحسب مصادر عليمة، فإن الفندق الواقع بمدخل المدينة من جهة الدار البيضاء، عمد صاحبه البرلماني السابق إلى حفر قنوات على امتداد مئات الأمتار في اتجاه قنطرة وادي إسيل التاريخية، والتي يعود بناؤها إلى القرن الثاني عشر، حيث يتخلص من المياه العادمة للفندق بهذا الوادي، ما يهدد بتلويث الفرشة المائية.
وجاء اكتشاف هذا الخرق الفاضح إثر الانتهاء من إصلاح القنطرة التاريخية، وإعادة فتحها في وجه العموم بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للهجرة، حيث لاحظ الوالي وجود مياه عادمة في الوادي تحت القنطرة مباشرة، ما جعله يستفسر عن مصدرها ليتبين أن الأمر يتعلق بقنوات للصرف الصحي قادمة من فندق البرلماني، ما جعل الوالي يطالب الباشا بإنجاز تقرير في الموضوع، قبل أن يهدد صاحب الفندق بالإغلاق الكلي أو إصلاح هذه الوضعية غير القانونية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “الأخبار” من مصادر مطلعة، فإن البرلماني المذكور سبق أن تقدم لمصالح الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بطلب الربط بالشبكة الرئيسية، وطالبته بمبلغ مالي يتجاوز 100 مليون، ما جعله يصرف النظر عن الربط بالشبكة، ويتخلص من المياه العادمة للفندق بواد إسيل.
واستغربت المصادر كيف أن البرلماني تمكن من الحصول على جميع التراخيص، بما فيها رخصة السكن، بالرغم من عدم ربطه الفندق بالشبكة العمومية للصرف الصحي. كما استغربت المصادر ذاتها كيف أن السلطة تغاضت عن هذا الخرق الفاضح، خاصة وأن الفندق يقع على مقربة من منطقة سياحية راقية (ممر النخيل)، وكذا على مقربة من المرصد الوطني للبيئة الذي ترأسه الأميرة لالة حسناء.