هشام ساطع أخصائي أمراض وجراحة العظام والمفاصل
هل سبق وسمعتم عن الروماتيزم الصدفي؟ انطلاقا من الاسم تتضح العلاقة بين الروماتيزم والصدفية، بحيث أكدت الدراسات أن ما بين 40 في المائة إلى 50 في المائة ممن أصيبوا سابقا بالصدفية
عانوا في ما بعد الروماتيزم الصدفي. لهذا فإذا سبق لك الإصابة بمشكلة الصدفية الجلدية وعانيت في ما بعد من آلام على مستوى المفاصل
حتى وإن كانت خفيفة، فلا تتردد أبدا في عيادة طبيب العظام والمفاصل..
هشام ساطع أخصائي أمراض وجراحة العظام والمفاصل، يقربنا أكثر من هذه المشكلة الصحية:
ما هي أهم الأسباب الفيزيولوجية للروماتيزم الصدفي؟
للأمر علاقة وطيدة بخلل بالجهاز المناعي، بحيث تبدأ بعض خلايا الجسم بمهاجمة خلايا جلدية أخرى فيترتب
عن الأمر خلل بمناعة الجسم، وبالتالي يهاجم الجسم نفسه، وبالضبط المفاصل ويتسبب في التهابات.
فيم تتمثل أعراض الإصابة بهذه المشكلة الصحية؟
أهم أعراض الروماتيزم الصدفي الأساسية تتمثل في آلام المفاصل المزمنة خاصة خلال الفترة الليلية وفي الصباح، بحيث يعاني المريض من تشنجات عضلية تعيقه عن التحرك بأريحية لمدة ساعتين على الأقل
بعد استيقاظه، كما قد يشتكي المريض من آلام في الظهر وانتفاخ مفاصل أخرى من الجسم.
كيف يمكن التعرف على الروماتيزم الصدفي أو تمييزه عن الروماتيزم العادي؟
الأمر في غاية الوضوح، بحيث تكون الأعراض سابقة الذكر مصحوبة بمشكلة الصدفية، وغالبا ما تسبق الصدفية المرض لمدة تتراوح بين الخمس والعشر سنوات.
هل جميع مرضى الصدقية سيصابون بما يسمى بالروماتيزم الصدفي في ما بعد؟
حوالي أربعين إلى خمسين في المئة يصابون في السنوات الموالية بآلام شديدة على مستوى المفاصل وغالبا ما يجهلون السبب الرئيسي المؤدي إلى هذه المشكلة، بحيث لا يخطر ببالهم أبدا أن تكون هناك علاقة بين إصابتهم بالصدفية والروماتيزم.
هل هناك أمراض أخرى يمكن أن يصاب بها مريض الصدفية لاحقا؟
بالفعل هناك أيضا الاحتمال المرتفع للإصابة بداء النقرس، بسبب الإنتاج المرتفع لحامض اليوريك.
كيف يتم التشخيص؟
يكون كلينيكيا، حيث يتم إخضاع المريض للفحص الإشعاعي وبعض الفحوصات الدموية التي تبين ارتفاع مستوى علامات الالتهاب، مع نتيجة سلبية للروماتويد تؤكد بدورها الإصابة بالروماتيزم الصدفي.
ما هي عواقب التأخر في تشخيص الروماتيزم الصدفي؟
يمكن للأمر أن يسبب اعوجاجا على مستوى الجهات العليا من أصابع الأرجل، ومشاكل بالحوض.
كيف يتم العلاج؟
بالرغم من أن هذا المرض كان إلى حد قريب يعتبر مرضا مستعصيا، إلا أنه لحسن الحظ تم التوصل مؤخرا إلى العلاج بالأدوية البيولوجية التي أكدت على فعاليتها في الشفاء من هذه المشكلة الصحية، إلا أنها للأسف باهظة الثمن. وغالبا ما يتم اللجوء إلى هذه الأدوية بعد فشل استعمال الكلاسيكية منها في العلاج. وبالنسبة لمرض المفاصل وآلامها، فيعالج عن طريق مضادات الالتهاب والمسكنات للألم، والأدوية المثبطة للمناعة وكذلك البيولوجية منها.
ما هي النصيحة التي يمكنك تقديمها للقراء بخصوص هذه المشكلة الصحية؟
على كل من تأكد من إصابته بالصدفية من قِبل أخصائي الأمراض الجلدية، أن يراقب مفاصله، وفي حال ظهور أي آلام على مستواها، حتى وإن كانت خفيفة، فعليه التوجه إلى أخصائي أمراض العظام والمفاصل للتأكد من عدم علاقة هذه الآلام بالروماتيزم الصدفي.