فيلم «مئة يوم للتاريخ» أثار ضجة كبيرة في الوسط الرياضي ما السبب؟
هو شريط وثائقي بعنوان «100 يوم للتاريخ» يحكي عن الأشهر الثلاثة التاريخية التي حقق من خلالها فريق المغرب الفاسي الفوز بالألقاب الثلاثة: كأس الإتحاد الإفريقي، كأس العرش وكأس السوبر الإفريقي، الشريط عرض ضمن سلسلة قصص إنسانية، بغاية تأريخ الأحداث الرياضية الكبرى. بالنسبة للضجة فأي عالم جديد خاصة حين تدخل الكاميرا غرف اللاعبين تكون ضجة، لقد كنت أتمنى أن يتحول الشريط إلى مصدر مالي للفريق واستنساخه على نطاق واسع ويشمل إنجازات أندية أخرى ولم لا «مئة يوم للتاريخ مع الأسود؟».
كشف شريط «100 يوم للتاريخ» عن انفلات في غرفة الملابس ما أثار جدلا في الوسط الرياضي خاصة الفاسي، هل كان خلافك مع اللاعب بورزوق مجرد تمثيل أم خلاف حقيقي؟
الفيلم الذي تم إنجازه بإنتاج من القناة الثانية، في إطار سلسلة قصص إنسانية، كان واقعيا، ما حصل في مستودع الملابس طبيعي في كل فريق وفي علاقة كل مدرب باللاعبين، ليس فضاء غرفة الملعب فضاء للاسترخاء كما يعتقد البعض بل فضاء للعتاب، إنه بمثابة غرفة عمليات عسكرية منها يعطي قائد الجيش تعليماته ويذكر بالخطة ويلوم ويعاتب هذه هي حياة المدربين واللاعبين في غرفة الملابس. وعن اللقطة الشهيرة في برنامج «100 يوم للتاريخ» حين ظهرت غاضبا من لاعبي حمزة بورزوق، أستغل هذه الفرصة لأوضح أن سبب انفعالي راجع لخسارة الفريق في ميدانه و ضياع فرصة التتويج بلقب رابع وهو البطولة الوطنية. من الطبيعي أن ألوم بورزوق لأنه هداف الفريق، تصور كانت تفصلنا خمس نقط عن الصدارة التي كان يحتلها الوداد، وحين اقتربنا من خط الوصول انهزمنا في عقر دارنا أمام فريقين سقطا إلى القسم الثاني، وكان مهاجمونا يضيعون الفرص بلا هوادة، لا تنس أن حمزة حين التحقت بالمغرب الفاسي كان في رصيده هدف واحد، في عهدي سجل ثلاثين هدفا وحمل قميص المنتخب ثم التحق بالرجاء ورسم مستقبله بالعرق. الخلافات بين اللاعبين واردة وبين المدرب واللاعبين عادية ومع الجمهور مألوفة، فكم مرة غضب جمهور الرجاء من حمزة الذي بدأ مشواره مع الوداد وحين لم يجد فرصته انتقل لشباب المسيرة ومنها إلى المغرب الفاسي وتحت قيادتي حقق الثلاثية التاريخية.
من هو الفريق الذي منحك فرصة التدريب مع الكبار؟
أول فريق دربته في القسم الأول هو الجيش الملكي، بعد تجربة المنتخبات الوطنية وبعد تجربتي مع الاتحاد القاسمي، كنت مدربا للمغرب الفاسي فاتصل بي مسؤولو الجيش قلت لهم إنه شرف كبير لي أن يكون اسمي ضمن الأسماء الكبيرة التي دربت هذا الفريق، أمهلتهم إلى نهاية الموسم الرياضي لأنني كنت مرتبطا بالماص. أذكر أنه مباشرة بعد مباراة حسنية أكادير في ملعب الإنبعاث بأكادير برسم منافسات الجولة الأخيرة من البطولة سينتهي عقدي مع الماص وأبدأ صفحة جديدة مع الجيش، كانت تجربة مهمة في سجلي التدريبي، لأن الجيش يعد من أقطاب الكرة المغربية.
لكن دعوة لتدريب المنتخب ستنهي ارتباطك بالجيش، كيف تفوقت على منافسيك وأصبحت ناخبا وطنيا؟
كما أسلفت الحديث، فأنا تدرجت كمدرب عبر جميع الفئات من مدرب مساعد إلى مدرب إلى مدير تقني إلى ناخب وطني، وأنا أحترم التسلسل الهيكلي. حين انهزم المنتخب المغربي أمام الموزمبيق ساد الغضب الشارع المغربي، وتم الانفصال بين الجامعة الملكية المغربية والمدرب البلجيكي إيريك غِيريتس. حينها أعلنت الجامعة عن تشكيل لجنة خاصة أوكلت إليها مهمة اختيار الناخب الوطني الجديد ما بين أربعة أسماء مرشحة ويتعلق الأمر ببادو الزاكي وعزيز العامري وامحمد فاخر وعبد ربه، أربعة أطر مغربية لأن الرهان كان على الإطار الوطني. تم اختياري من بين الرباعي وقالت الجامعة إن ما عزز موقفي هو مشروع العمل الذي قدمته للجنة تدارست المشاريع بدقة وعناية. كان علي أن أتعامل مع «تركة» غِيريتس ضمن أول بروز لي أمام الجمهور المغربي بمعية أسود الأطلس، إذ تمكنت من قيادة المجموعة المغربية ضمن لقاء الإياب ضد الموزمبيق وكنا قد خسرنا الذهاب مع غيريتس، الحمد لله «جا التيسير» وفزنا بحصة عريضة.
كيف عشت هذا التحدي؟
صحيح أنني قدمت مشروعا متكاملا للجنة التي اختارتني مدربا للفريق الوطني، لكن كل شيء كان يتوقف على مباراة الإياب أمام موزمبيق بدون الانتصار فيها بحصة عريضة ستموت الأحلام. وبملعب مراكش الكبير بدأ التحدي الأول وتمكنا من الفوز على منتخب الموزمبيق برباعية نظيفة. برسم الدور الثالث والأخير من الإقصائيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2013 في جنوب إفريقيا. أذكر أنه لأول مرة يخرج الجمهور للشارع احتفالا بالتأهيل وليس بالكأس لأنهم فقدوا الأمل ثم عاد إليهم. خرجت حشود غفيرة للشوارع مباشرة بعد نهاية المباراة الحاسمة للتعبير عن فرحتها حاملة الأعلام الوطنية ومرددة شعارات تمجد هذا الإنجاز الرائع الذي طالما انتظروه لاسيما بعد نكسة 2009 عندما خرج المنتخب المغربي خاوي الوفاض من التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم (أنغولا 2010) ومونديال جنوب إفريقيا 2010.
لكن المشاركة في كأس إفريقيا 2013 كانت مخيبة للآمال؟
في المباراة الأخيرة عن المجموعة الأولى بكأس أمم إفريقيا، أمام جنوب إفريقيا، مستضيف الدورة، ظهرنا بشكل مختلف عن المباراتين السابقتين.كان المنتخب المغربي الأفضل والأكثر هجوما طوال المباراة، التي انتهت بهدفين لكل فريق وأسفرت عن خروجنا برؤوس مرفوعة. تمكنا من إحراج منتخب جنوب إفريقيا طوال المباراة على أرضه ووسط جماهيره التي تجاوز عددها 60 ألف شخص، في ملعب موزيس مابيدا، بمدينة ديربان. تصور أننا خرجنا من المنافسات دون هزيمة من ثلاث مباريات التي لعبناها أمام أنغولا وجزر الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا. قلت لهم ينبغي أن يستمر هذا الفريق، إذ لديه الأساس القوي ومتوسط أعمار لاعبيه لا يزيد عن 24 سنة.