دفع الخلاف الداخلي المستعر بمكتب مجلس الرباط القادة المحليين لأحزاب تحالف الأغلبية بالمدينة (التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال) إلى عقد اجتماع بمكتب أسماء غلالو، عمدة المدينة، وفق ما كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار».
موضحة أن «الاجتماع الذي جاء على خلفية الخلاف الحاد بين مستشاري أحزاب الأغلبية، خصص لامتصاص حالة الاحتقان، بالإضافة إلى تدارس عدد من الملفات التدبيرية»، وأشارت إلى أن «الاجتماع حضره إلى جانب العمدة، سعد بنمبارك، ممثلا لحزب التجمع الوطني للأحرار، ورشيد العبدي، رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، ممثلا لحزب الأصالة والمعاصرة، بالإضافة إلى عبد الإله البوزيدي، رئيس مقاطعة أكدال الرياض، ممثل حزب الاستقلال»، موضحة أن «من النقاط التي أخذت حيزا كبيرا خلال الاجتماع تلك المتعلقة بتدبير مواقف السيارات، واستقالة ممثلي حزبي «البام» و«الميزان» من شركة «الرباط باركينغ»».
في السياق ذاته، أكدت المصادر أن «الاجتماع الذي استمر لثلاث ساعات، عرف جدلا حادا حول تدبير عدد من الملفات بالجماعة، وعلى رأسها ملف العلاقات الدولية، حيث انتقد حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال ما اعتبراه «تدبيرا منفردا» للعمدة لهذا الملف»، وبينت أن «الاجتماع حمل طابعا رسميا، وتم على إثره عقد اجتماعات للأحزاب الثلاثة، كان آخرها اجتماع مستشاري حزب الاستقلال، أول أمس، من أجل «المشاركة الفعالة في تدبير جماعة الرباط، وهو الاجتماع أيضا الذي استمر لساعات متأخرة». موضحة أن «القادة المحليين للأحزاب الثلاثة اتفقوا على تقديم الدعم السياسي للعمدة في القرارات الأخيرة، مقابل إشراكها لأعضاء المكتب في الجانب التدبيري، وتجاوز منطق «الأغلبية العددية»، مبينة أن «الأغلبية تتكون في الأصل من خمسة أحزاب هي الأحزاب الثلاثة، بالإضافة إلى حزبي الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، غير أنه تم استثناء الحزبين المذكورين من الاجتماع الأخير، وهو ما أثار حفيظة مستشاري الحزبين، الذين تساءلوا حول خلفيات هذا الإقصاء، ومدى استمرار الحزبين ضمن تحالف الأغلبية».
وكان الشرخ قد اتسع بين مكونات الأغلبية المسيرة لجماعة الرباط، والتي توجد على رأسها أسماء غلالو، من حزب التجمع الوطني للأحرار، في ظل الخلاف حول تدبير عدد من الملفات، على رأسها ملف «رابا باركينغ»، وملف «السفريات على حساب المجلس»، بالإضافة إلى ملف الزيادات الضريبية. وكانت مصادر من داخل مجلس مدينة الرباط كشفت أن مستشاري حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة قاطعوا العمدة في عدد من الأنشطة الرسمية، كان آخرها استقبال وفد من المنتخبين المحليين ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وهو الاستقبال الذي نظمته العمدة ورفض عدد من المستشارين حضوره.
النعمان اليعلاوي