فيفا مون أمور
حسن البصري
ضرب إخواننا في الجزائر كفا بكف، حين رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم ملف ترشح خير الدين زطشي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لعضوية المكتب التنفيذي لـ«الفيفا»، وزادت حدة الغضب حين علموا أن لجنة فرز ملفات المرشحين باركت ترشيح فوزي لقجع، حينها وضعت بعض الأقلام في حالة تأهب قصوى، ووجهت راجماتها صوب زيوريخ والرباط.
بررت لجنة الترشيحات رفض ملف الجزائري زطشي لسوابقه، حيث تبين لها أن الرجل مفتون من رأسه إلى قدميه، مشبع بعقوبات الإيقاف ومخالفات الكرة والمرور حين كان رئيسا لفريق «بارادو»، لكن مراسلة «الفيفا» قدمت جزئية تستحق الوقوف عندها، حين قالت إن «أطرافا من الجزائر هي من أخبرت هيئة الترشيح بعقوبات زطشي».
يملك الاتحاد الدولي لكرة القدم جهازا للكشف عن الكذب، يمنحك استمارة الترشيح للمناصب ويطالبك بالجواب عن أسئلتها، وفي أحشائها سؤال يمر عليه المرشحون مرور الكرام:
هل صدرت في حقك عقوبات من أجهزة كروية؟ نعم/ لا.
لجأ زطشي لخيار «سبق الميم ترتاح» فأنكر المنسوب إليه، وبعد التحري تبين لـ«الفيفا» أن المرشح الجزائري يملك سجل سوابق مثقل بالتوقيفات والغرامات، وأن حالات العود والتكرار لازمته طيلة فترة رئاسته لفريقه ولاتحاد الكرة. وحين سقط في المحظور حاول تبرير ما حصل، وقال في تصريح لجريدة «النهار» الجزائرية: «ملأت استمارة الترشح بنية صادقة»، وهدد باللجوء إلى الطعن والتقاضي أمام المحكمة الرياضية الدولية، التي لا تصدر أحكامها إلا بعد أن ينسى المتنازعون خلافاتهم.
لا مفر من المعارك مع أشقائنا الجزائريين في الرياضة والسياسة والفن والاقتصاد، في التسابق نحو التسليح والتلقيح، فحين سقط رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم في الامتحان التجريبي وأبعد بسبب سوابقه، قال المارقون إن المغرب يناور لإبعاد جزائري عن دائرة القرار الكروي، وإن عضوا في لجنة فرز الترشيحات متزوج بمغربية.
إنهم يصرون على إغلاق معبر مغاربي نحو «الفيفا»، كما ناوروا ذات يوم قرب معبر الكركرات، أو حين حولوا ألعاب مفرقعات إلى مناورة عسكرية ثم صدقوها. إنهم يودون لو أن هيئة فرز الترشيحات قامت مشكورة بتسريب الأسئلة، ما دام تسريب المكالمات والأشرطة وغاز البوتان في الحمامات يتصدر الصحف.
في جميع نكبات جيراننا يقولون: «ابحث عن المروكي»، وحين سقط زطشي في اختبار «الفيفا»، خرج صحافي جزائري يعاني من ضعف التنافسية، ليكتب ما أسماها حقيقة سقوط خير الدين، قال الكاتب «خيرا وسلاما»: «إن اللجنة المنظمة لكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم قد استفزت زطشي، بفندق «حياة ريجنسي»، مع سبق الإصرار والترصد، وحرمته من شارة ولوج المباراة النهائية، فثار في وجهها وغادر الدار البيضاء عائدا إلى الجزائر، وفي الحين عوقب من طرف «الكاف» غيابيا». نسي صاحبنا أن منظم كأس «الشان» هو الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
أما المرشح المصري هاني أبو ريدة، فلا «يهنأ» له بال إلا إذا جلس واستوى على كراسي المسؤولية، حتى نسي مهنته الأصلية، هوايته الأسفار وجمع الطوابع البريدية والاستماع إلى أغاني شعبولا «مواطن ومخبر وحرامي»، وطبعا مراكمة المناصب الرياضية منذ عام 2004 بتونس، حين فاز بمقعد في دكة بدلاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي، بينما بدأت مسيرته في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عام 2009، عندما انتخب عضوا في المكتب التنفيذي، فضلا عن عضويته في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم، كما نال رئاسة لجنة كأس العالم للشباب، وترأس لجنة كأس العالم للسيدات، وتزعم منظمي كأس العالم للأندية حين نظمت في المغرب، وهو رئيس لجنة التسويق والتلفزيون وعضو بارز في لجنة إعادة هيكلة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورئيس للجنة أمن وسلامة الملاعب، رغم أن أحد ملاعبه شهد أكبر مذبحة كروية. اللهم بارك لهاني مناصبه، وامنح الناخبين القدرة على تصديق دعايات رجل اختنقت بطاقة زيارته بالمناصب.
لا تصدق العريس في فترة الخطوبة، ولا المرشح في فترة الدعاية.