تهكم على القضاء بقوله إنه «سيتغوط في المحكمة» وحقوقيون يطالبون بمتابعته بتهمة «المس بمؤسسات الدولة»
محمد وائل حربول
مباشرة بعد بكائه بشكل هستيري، في أثناء استجوابه من قبل قاضي غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بمراكش، بسبب متابعته بتبديد 28 مليار سنتيم، رفقة العمدة السابق للمدينة محمد العربي بلقايد، وقع تسريب شريط فيديو ليونس بنسليمان وهو يتلفظ بـ«كلام ناب» في حق المحكمة، مبينا أنه لا يأبه بمتابعته القضائية، حيث قال لأحد أصدقائه إنه «في المرة المقبلة سيتغوط بالمحكمة»، وعلى صديقه أن يحضر معه «ليكوش»، الشيء الذي أثار استياء جمعيات حقوقية على مستوى جهة مراكش- آسفي، تواصلت مع «الأخبار»، مباشرة بعد انتشار الفيديو.
واعتبر عدد من الحقوقيين والجمعويين أنه في الوقت الذي يجب فيه أن يعطي نائب العمدة السابق المثال في احترام القضاء والمحكمة، كونه محاميا يشتغل في هذا المجال منذ أزيد من عشرين سنة، خرج الأخير للتفوه بكلام لا يحترم بتاتا هيئة المحكمة، ولا المهنة التي ينتمي إليها، وسط مطالب بمتابعته قضائيا بعد تسريب الشريط المذكور، بتهمة المس والتهكم على مؤسسات الدولة، وتدخل النيابة العامة في هذا الأمر وعدم السكوت عنه أو تجاوزه.
وجاء تسريب الفيديو مباشرة بعد المحاكمة الأخيرة للنائب الأول للعمدة السابق المذكور آنفا، رفقة العمدة السابق للمدينة الحمراء، حيث كان قاضي الجلسة قد قام بتوجيه عدد من الأسئلة القوية إليهما، خاصة تلك التي وجهها إلى يونس بنسليمان، نائب العمدة السابق، الذي صدر عنه الكلام النابي الأخير، حول علاقته بالمقاول المعروف داخل مدينة مراكش (ه. ز)، المالك لإحدى الشركات التي استفادت كثيرا من الصفقات التفاوضية لمؤتمر المناخ العالمي «كوب 22»، الذي جرى تنظيمه بعاصمة النخيل. كما قرر قاضي الجلسة، رفض ملتمسه بتغيير موعد الجلسات إلى يوم الجمعة، عوضا عن يوم الأربعاء.
وفاجأ القاضي ذاته النائب الأول لعمدة مراكش السابق بوثيقة تثبت أن الأخير كان شريكا للمقاول في شركة أخرى، الشيء الذي جعل من هيئة الدفاع تطالب بنسخة منها، وذلك بعدما قال بنسليمان بداية للقاضي إنه كان شريكا بالفعل في الشركة التي ذكرها له عام 2004، مضيفا أن هذه الشركة تم حلها خلال العام ذاته، بسبب عدم اشتغالها. ليخرج قاضي الجلسة الوثيقة التي تثبت أن المقاول المعروف كان قد تنازل عن أسهمه في الشركة المذكورة لصالح يونس بنسليمان عام 2007، ما جعل الأخير في موقف جد محرج.
وخلال الجلسة الأخيرة، كان بنسليمان قد تقدم بالقول لرئيس الجلسة: «اسمح لي السيد الرئيس، أنا سوف أشرح لك»، ما جعل قاضي الجلسة يرد بحزم على هذه العبارة بالقول: «آش غادي تشرح ليا.. واش أنا جالس معك فالقهوة؟ لقد سمعت في البداية التهم الموجهة إليك، وأنا أطرح عليك الأسئلة لتجيب فقط». ليعتذر المتهم مباشرة عن قوله، ويوضح للمحكمة أنه يعاني من ضغوط نفسية كبيرة، على اعتبار أنه محام قضى أزيد من 20 سنة في هذه المهنة، ليدخل في نوبة بكاء هستيرية، قبل أن يتم إجاباته.