فوطات مقلدة تتكون من مواد مسرطنة وأخرى رشت بمبيد الحشرات
فوطات منتهية الصلاحية يعيش بداخلها الدود القطني تسبب العقم
تقبل العديد من النساء على شراء الفوطة الصحية بالتقسيط بسبب ثمنها الزهيد الذي لا يتجاوز نصف درهم. لكن معظمهن لا يعلمن أن هذه الفوطات قد تكون منتهية الصلاحية أو مقلدة اعتمد في صنعها على مواد غير مسموح بها، مما يشكل خطورة على صحة مستعملاتها، فهناك من تصاب بحساسية واحمرار، في حين يتعفن الجهاز التناسلي لأخريات.
«الأخبار» تسلط الضوء على الفوطات الصحية الفاسدة وتكشف بعضا من عواقبها على صحة النساء.
- كوثر كمار
تروج بعض الفوطات الصحية الفاسدة في الأسواق ومحلات البقالة، وتباع هذه الفوطات بالتقسيط، في الوقت الذي تجهل العديد من السيدات مصدرها أو تاريخ صلاحيتها، إذ منها المقلدة والمنتهية الصلاحية وأخرى تتكون بداخلها العديد من الجراثيم والحشرات كالدود.
راضية شابة في العشرين من عمرها عثرت على الدود بداخل فوطة صحية اشترتها بنصف درهم لدى بائع مواد التنظيف والمناديل الصحية بدرب سلطان بمدينة الدار البيضاء. هذه الشابة تحكي في حديثها مع «الأخبار» أنها اضطرت لاقتناء «الكوشة»، بعدما فاجأتها الدورة الشهرية قبل موعدها، وتضيف أنها تفاجأت عندما اكتشفت أن الفوطة فاسدة، لكن عندما أعادتها إلى البائع أنكر أنه قد باعها إياها ليدخلا في مشادات كلامية.
فوطات فاسدة
رانية هي أيضا من بين ضحايا بائعي «الفوطات الصحية الفاسدة»، فبعد وضعها لمولودها أصبحت مضطرة لشراء كميات كبيرة من الفوطات الصحية طيلة مدة «النفاس»، فنظرا لارتفاع مصاريف استعملت فوطات «كونتر بوند» تباع لدى باعة بضائع قادمة من شمال المملكة كالمناديل ومواد التنظيف والتجميل.
تقول رانية في حديثها مع «الأخبار»:»اشتري ما لا يقل عن علبتين أو ثلاث علب بعدد 12 فوطة في العلبة الواحدة خاصة بالولادة ويتطلب الأمر تغيير الفوطة كل ساعة أو ساعتين، وهذا يكلفني كثيرا لذا أشتري فوطات بأقل سعر «كونتر بوند»، إلا أنني لم أكن أعلم أن البعض منها منتهي الصلاحية، ففي العلبة الخارجية تم تزوير تاريخ انتهاء الصلاحية، بينما في الداخل كتب التاريخ الحقيقي، أي أن الفوطات انتهت مدة صلاحيتها منذ أربع سنوات».
وتضيف رانية أنها كانت تعاني من حكة شديدة واحمرارا على مستوى الجهاز التناسلي، إذ كانت تعتقد أن ذلك أمر عادي بسبب الولادة، إلى أن اكتشفت أن سبب الحساسية يعود إلى استعمالها الفوطة «الفاسدة».
بالإضافة إلى الفوطات النسائية المنتهية الصلاحية، هناك فوطات تدخل إلى المغرب عن طريق التهريب وهي «مقلدة». عبد الصادق بائع مواد التنظيف والـ «الكوشات»، أكد لـ «الأخبار»، أن بعض الفوطات تدخل إلى المغرب وتكون «كونتر بوند» بالرغم من أنها جديدة وتتوفر على تاريخ انتهاء الصلاحية.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذه الفوطات تتكون من مواد غير صحية داخل القطن، ومــن المرجح أن تكون قد تأكسدت بفــعل الرطوبــة. وأوضح أن القطن الطبيعي لا يتأكسد، ولا يتحول لونه كما هو حاصل للفوطات المغشوشة، مردفا أن الفوطات المقلدة تتسبب للنساء في التهابات وحساسية عالية، خاصة نتيجة الاستعمال المتكررة.
مواد مسرطنة
عدد من الخبراء والمهتمين بمجال الصحة يؤكدون أن الفوطات الصحية المقلدة تتكون من بقايا مادة الديوكسين المسرطنة التي يتم امتصاصها بشكل مباشر من قبل مجري الدم. وتسلب ماده الديوكسين أيضا الجسم معدن المغنيسيوم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض مستويات هذا المعدن في الجسم، علما بأن الجسم يحتاجه لتتمكن خلايا الدماغ والخلايا العصبية من التواصل مع بعضها بشكل سليم ولتسهيل حركة العضلات والتخلص من مشاعر التوتر والقلق وغيرها الكثير من العمليات الحيوية .
وأفاد عدد من الخبراء أن القطن المستخدم لصنع الفوط الصحية يتم رشه بالمبيدات الحشرية كالفوسفات العضوي بشكل كبير وكما هو الحال بالنسبة للديوكسين، يتم امتصاص هذه المواد الكيميائيه بشكل مباشر من قبل مجري الدم من خلال الجلد علما بأن التعرض للفوسفات العضوي يؤدي إلى الإصابه بالأمراض العصبيه كمرض فرط النشاط وقله التركيز ومرض باركنسون، كما أن المبيدات الحشرية تعطل عمل الجين الذي يتحكم في حركات الجسم.
ويؤدي التعرض للمبيدات الحشرية أيضا إلي الإصابة بالاختلال الهرموني حتي وإن تم التعرض لنسب قليله منها مما يعني أن استخدام الفوطات الصحية يؤدي إلى الإصابه بالاختلال الهرموني.
تتكون هذه الفوطات من قطن معدل جينيا يتكون بشكل أساسي من جينات متحولة تؤثر سلبا على جينات الانسان وتزيد من فرصه إصابته بأمراض معينه.
تعفنات جلدية
في كثير من الأحيان تتعرض مستعملات الفوطات المجهولة المصدر والمنتهية الصلاحية لتعفنات جلدية وحساسية مفرطة على مستوى الجهاز التناسلي.
لمياء شابة تبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة أصيبت بحساسية مفرطة نتيجة استعمالها فوطة فاسدة،
تقول لمياء»: خلال الدورة الشهرية اشتريت فوطة صحية بالتقسيط بدرهم، فأصبت بحكة شديدة على مستوى الجهاز التناسلي، فبعد انقطاع الطمث نزل مني سائل تفوح منه رائحة كريهة، بعدما ذهبت لدى أخصائية في الأمراض الجلدية أكدت لي أن السبب يعود إلى الفوطات الصحية التي كنت استخدمها، إذ أنها تسببت لي في تعفن في الجهاز التناسلي، لكونها قديمة وتحتوي على ميكروبات وجراثيم».
عدد من أطباء الجلد ما لبثوا يحذرون من استعمال الفوطات النسوية التي تباع في الأسواق، ملوحين لخطر الإصابة بأمراض جلدية خطيرة قد تصل في أسوأ الحالات إلى الإصابة بالسرطان، نظرا إلى المواد غير الصحية التي تستعمل في صناعة تلك الملابس، إلى جانب تعرضها للمكروبات والجراثيم عند عرضها تحت أشعة الشمس الحارقة وأنها تسبب في حدوث التهابات وانتفاخات سببتها دودة القطن التي تتكاثر وتحدث حكة وانتفاخات تصل إلى حد الإصابة بالعقم، وتنشأ معظم الحالات من التلوث الناتج عن البكتيريا والفطريات، وتنتج هذه الكائنات كميات هائلة من الفضلات التي تتسبب بدورها في تهيج الجهاز التناسلي عند المرأة.
كما أن حفظ الفوطات في أماكن ملوثة وتعرضها لأشعة الشمس والرطوبة والغبار، وفي أحيان كثيرة للبلل، يسمح بزيادة نمو الفطريات والبكتيريا، وبالتالي زيادة الالتهابات التي تصل إلى عنق الرحم ومع نموها قد تحدث الإصابة بالسرطان.
مؤطران
ندى السريفي*: الفوطات الصحية الفاسدة تتكون بها جراثيم تضر بالصحة
أفادت الدكتورة ندى السريفي أن الفوطات الصحية التي تشكل خطرا على صحة المرأة نوعان وهي الفوطة الفاسدة والفوطة التي تتكون من مواد تسبب الحساسية.
وأوضحت ندى الطبيبة مختصة في الأمراض الجلدية والتناسلية في تصريح لـ «الأخبار»، أن الفوطات الصحية الغير فاسدة هي المسؤولة والتي تدخل في تركيبتها مواد تسبب الحساسية، إذ يظهر على الجهاز التناسلي للمرأة احمرار وسيلان الماء مع الإصابة بحروق في المكان الحساس.
أما الفوطات الفاسدة فهي تتكون من جراثيم وفطريات وميكروبات تدخل إلى الجهاز التناسلي.
مضيفة أنها تتسبب في حدوث سيلان من الداخل وإفراز ماء متسخ يفوح منه رائحة نتنة، وأشارت الأخصائية في الأمراض الجلدية والتناسلية أن الفوطات الفاسدة تسبب للمرأة في ألم داخل الجهاز التناسلي مصحوب بحكة شديدة.
وتنصح السريفي النساء بضرورة استبدال الفوطة الصحية باستمرار بحكم أنّها رقيقة، فإنّ قدرتها على الامتصاص متواضعة، وتعرض المنطقة الحساسية إلى البكتيريا، لذا من الضروري استبدالها كلّ 4 أو 5 ساعات خلال النهار ومن المفضل أن تستيقظ النساء أثناء الليل لاستبدال الفوطة.
*طبيبة مختصة في الأمرض الجلدية والتناسلية
نصائح من أجل الوقاية
ينصح عدد من الأطباء بالابتعاد عن الفوطات المعطرة، إذ تحتوي على مواد كيمائية قد تضر بالجلد وتسبب الحكة والازعاج.
وينبه الأطباء أيضا على ضرورة انتباه المرأة إلى التوقيت الذي تحدث به الحساسية أو الحكة المهبلية، والتأكد من وجود ارتباط بين استعمال الفوطات الصحية وبين حدوث الحكة، لأن نسيج الفوطات الصحية يثير حساسية الجلد، فمثلما يصاب بعض الأطفال بما يسمى التهابات الجلد الناتجة عن الحفاضات Napkin dermatitis قد تصاب المرأة بمثل هذا النوع من الالتهابات.
وتكون أحياناً أسباب الحساسية والشعور بالحكة المهبلية لدى النساء ناتجة عن عدة أمور مثل: استخدام المعطرات أو الصابون العطري، والغسولات غير المخصصة لتلك المنطقة، بودر التلك، كريمات إزالة الشعر، ورق التواليت خاصة المعطر والملون، أوأحياناً المساحيق التي تغسل بها الملابس الداخلية، أيضاً الملابس الداخلية المصنوعة من ألياف صناعية مثل البوليستير، فيجب الحرص على ارتداء ملابس داخلية قطنية.
وينصح الأطباء بالاهتمام بنظافة المنطقة التناسلية، فالمهبل يمتلك طبيعياً مقومات ذاتية تحميه من تعديات البيئة الخارجية، ويجب احترام هذه المقومات وعدم التلاعب بها، ويوجد الكثير من أنواع الغسولات الخاصة بتلك المنطقة، ولكن ببساطة الماء الفاتر مع الصابون غير المشبع بالروائح والمواد الكيميائية الإضافية مع مراعاة التجفيف التام للمنطقة تعتبر أفضل الطرق الآمنة.مع اختيار النوع المناسب من الفوط الصحية من خلال التجريب، ويفضل الأنواع المصنوعة من القطن فقط، دون إضافات للنسيج المصنوع من الألياف الصناعية، مثل النسيج يحتوي على النايلون.