شوف تشوف

الرأي

فوبيا

رباه، ماذا يحصل لهذا العالم؟
لهذا الكوكب الصغير جدا صغر ذرة حبة الرمل؟!
الذي لا تتوقف كائناته عن التكاثر الرهيب، المخيف جدا لدرجة أصبحت أنواع الفوبيات تعادل وتفوق عدد مجرات الكوسموس هائل الشساعة هذا.. الآكخوفوبيا أو رهاب المرتفعات.. كلوستخوفوبيا أو فوبيا الألم.. زينوفوبيا أو  الخوف من الغرباء..
الفوبيا باقية وتتمدد بقاء وتكاثر هذا الجنس الطائش غير الصالح لأي شيء، الذي عليه أن يفكر بجدية لمرة واحدة في عمر جنسه الحيواني المتطور لاتخاذ قرار صالح له، للعالم وللعالمين، بمعانقة مخلفات معيه الغليظ والانصراف معها بمياه الصرف الصحي،.. أي منطق يجعله يقيم في وهم كونه أفضل من فضلاته بفضائله المزعومة؟!
هذا العام منعت إحدى الطالبات الفرنسيات المسلمات من ولوج المدرسة بـ«تنورة طويلة» طبعا تحت المسمى «علمنة» كل ما يمكن علمنته في أفق الحفاظ على رسمية ثالوث (حرية- مساواة- إخاء) أفضلها غير منفصلة فمعناها في اتصال الكلمات لتكوين جملة مفيدة قابلة لتغيير معنى «الأسماء منفصلة» عبر التأويل، الفواصل غالبا ما تكون حواجز تخفي المعنى الكامل، لطالما وجدتها غير لازمة كونها تحتجز الجمل في معنى مقطوع ومفصول غير تابع وإن أصل علم الترقيم للعكس… أما  شعار الثورة فقد أصبح شعار ضرورة كشف «العورة» بفرنسا باسم الشاهد زورا بالعلمانية.
في العام 2012 حددت وزيرة شؤون المرأة بالعراق لباس النساء بمنع للتنانير القصيرة والبنطلونات الضيقة والملابس مبهرجة الألوان، أما الأكثر سخافة كان بمنع الأحذية الخفيفة، كما تم منع طالبة جزائرية من اجتياز امتحان الحقوق بسبب التنورة, أتساءل فقط: ما الضير في المشي حفاة؟ عادت السامية العالم بالنكبة نتيجة «نسبية» لمعاداة الهولوكوست لها، وعادى الغرب المهاجرين وعادى أجيال  المهاجرين الغرب، «تفريخ» لا متناه للمعاداة لا يكتمل إلا بتفريخ كتاكيت الفوبيات، وصولا إلى الإسلاموفوبيا… التي انتصرت باقتحام القواميس ومدارس التحليل النفسي عنوة كنصرة الفتح المبين لقاموس «لاغوس» الإفرنج الكافر، كل شيء يبدأ في البداية بالجبهات، أقصد «السنطيحات» التي تطالب بالنقاب والسدل هناك وحق طقس الذبيحة وطقوس أخرى كثيرة براءة لا ولاء, وتعتدي على النساء بالشرق بسلبهن حقهن الفيزيقي! حقهن في التصرف في أجسادهن.. أي إسلاموفوبيا تتحدثون عنها أي الستوكهولميو التلازم؟
أي معركة إيديولوجية ديكية هذه التي تخاض على أجساد النساء بصياح لم يعد يصلح للتنبيه لمواقيت الفجر في زمن آخر تكنولوجيات منبهات الصوت! إننا أبناء منتصف القرن الواحد والعشرين.
أيها الشعب المتشعب كثيرا، الحالم بإعادة إحياء غبراء صحراء نجد.. إن التنورة ليست مشكلة مصير إيكولوجية أرضنا الكارثية المشتركة التي نتجه نحوها قريبا لا محالة.. إننا نقضي على هذه الأرض بـ «إيماننا اللانظيف» وبسلوكنا الطائش.
إن الأرض تخسف بنا يا سكان كوكب الأرض بكثرة «تفريخ» المصانع الملوثة والمستنفدة للطاقات، بتكاثرنا المخيف، بلوبيات السلاح العالمية، بانقراض الغانيديين والغانديات، بتكاثر الفوبيات، بجنوننا الجماعي غير المتحكم فيه. هنالك ما هو أهم من فتح معارك حول مجرد قطعة قماش، من تجنب الكلب الأسود، من جنح الذبابة الثاني والكأس درءا للضرر..
أيها الهيدروجين المستقر في كرة الشمس، أرجوك أنفد.. أنفد ودع حرارة نجم الشمس تذيب هذا الكوكب الصغير جدا صغر ذرة الرمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى