شوف تشوف

الرئيسيةصحة

فوبيا غريبة ظهرت مع انتشار فيروس كورونا

إعداد: مونية الدلحي
هناك مجموعة من أنواع الرهاب (الفوبيا) المختلفة التي تصيب كثيرا من الأشخاص حول العالم، تختلف بحسب نوع الخوف أو الرهاب الذي يعيشه الشخص أو الذي يعاني منه. ويجب أن ندرك أن الرهاب أو الفوبيا هو نوع من الخوف يشعر به الشخص تجاه أمر معين، قد يكون الأمر فوبيا من الحشرات أو فوبيا من الحيوانات أو من الأماكن الضيقة، وغيرها من الأنواع الأخرى.
وهذا الرهاب أو الفوبيا يتطور مع الشخص بسبب العديد من العوامل، غير أنه، في ظل انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، لم يتخيل مختصو الصحة والأطباء النفسيون ظهور أنواع جديدة من الرهاب أو الفوبيا، والتي تطورت نتيجة للوضع الراهن الذي يعيشه الأشخاص، فكلما ظهرت معلومات جديدة تخص الفيروس التاجي كان لهذه العوامل والمعلومات الجديدة تأثير كبير على نفسية الفرد، فمثلا معروف أن الفيروس التاجي ينتشر عبر المصافحة أو عن طريق الاختلاط أو لمس الأسطح الملوثة، وأن أعراضه قد تتجلى في العديد من المظاهر، على غرار العطس والسعال وأعراض شبيهة بالأنفلونزا، وظهرت أعراض أخرى، منها فقدان حاسة الشم والتذوق واضطرابات في الأمعاء..، ولكن هل توقعت أن كل الأعراض وكل عوامل العدوى قد تتحول في يوم من الأيام إلى أنواع من الفوبيا أو الرهاب؟

يحذر العديد من الخبراء اليوم من أنه إذا لم يكن الحجر الصحي قد تسبب للبعض بفوبيا الأماكن المغلقة أو ما يسمى «الخوف من الحجر»، فإن العودة إلى «الحياة الواقعية» أمر يمكن أن يولد رهابا جديدا لدى بعض الأفراد.
ومن بين أكثر أنواع الرهاب أو الفوبيا التي بدأت في الظهور، نجد رهاب أو فوبيا الخوف، وفوبيا الحشود، وفوبيا الإنسان، وفوبيا الناس، والخوف من نظرة الآخرين والحكم عليهم، أي أنه في حالة رأى شخص شخصا آخر لا يرتدي قناعا يصاب بحالة من الخوف، وهذه الفوبيا هي نوع جديد ظهر حديثا.
ومع ذلك، لا يجب القلق، فإذا كانت كلمة رهاب مخيفة، فمن المهم أن نتذكر أننا جميعا تقريبا نعاني من رهاب الطائرات أو الدبابير مثلا..، لكننا سنتحدث عن الاضطرابات النفسية الحقيقية، أي عندما تكون درجة تجنب موضوع خوفنا (الطائرة أو الزنبور) مهمة، بل وكبيرة. والرهاب أو الفوبيا قد يكون لطيفا ومتجاوزا، خصوصا في حالة لم يسبب هذا الخوف للفرد أي حالة قد تفسد حياته وعواطفه ولا تؤثر على حياته بأي شكل من الأشكال.
واليوم سنقدم مجموعة من الفوبيا أو الرهاب التي قد تظهر خلال هذه الآونة، وخصوصا بعد انتهاء الحجر الصحي وعودة الأشخاص إلى الخروج إلى الشارع، ويمكن القول إنها فوبيا غريبة وجديدة لم يعرفها شخص من قبل.

الخوف من التيار الهوائي
منذ بدأ العلماء والمختصون يصرحون بأن الفيروس ينتقل عبر الهواء، وفي الوقت الذي يقول مختصون آخرون إن عدم حدوث العدوى يتطلب التواجد على بعد أمتار، فقد تطور عند البعض خوف من نوع جديد، فعند تواجدهم في الأماكن المزدحمة، على غرار الأسواق أو في الحافلات العمومية، فالأمر قد يؤدي بالبعض إلى حبس أنفاسهم لضمان عدم حدوث العدوى، وفي الأخير قد يعتقد الكثيرون أن حتى التيار الهوائي قد يؤدي إلى إصابتهم بالعدوى، بل إن آخرين قد يفكرون بشكل كبير في إقفال النوافذ خوفا من دخول الفيروس.

رهاب فقدان حاسة الشم
فقدان الطعم والرائحة هو أحد أعراض كوفيد 19. ونتيجة لذلك، فإن الخوف من فقدان حاسة الشم أو حدوث اضطراب في حاسة الشم، هو أحد المخاوف التي تلاحق العديد من الأشخاص المصابين بهذا النوع من الفوبيا، ويزداد الخوف عندما يقول أحد إنه يشم رائحة تشبه رائحة الغاز أو رائحة الحريق، وعندما يجد الشخص المصاب بالفوبيا نفسه غير قادر على شم الرائحة، فإنه يصاب بحالة من الذعر، وبعدها يبدأ هذا الشخص باختبار حاسة شمه بمحاولة شم كل ما يجده أمامه، لمعرفة ما إذا كان فعلا فقد حاسة الشم لديه، وفي حال استطاع الشم فإنه يشعر براحة كبيرة. باختصار، ربما الآن وبعد هذا الوباء، سيعيش الكثيرون رهابا من نوع آخر يتعلق بأعراض كوفيد، مثل فوبيا الشم وفوبيا الحمى، وجميع أنواع الفوبيا المتعلقة بأعراض كوفيد، والتي تم الحديث عنها بشكل كبير.

فوبيا ملامسة الآخرين
في الوقت الذي أمضى فيه أغلب الأشخاص مدة طويلة في المنزل بسبب الحجر الصحي، مع تجنب أي اتصال مع الآخرين باستثناء من يقطنون بالمنزل نفسه، وتجنب اللمس والسلام والتقبيل، فقد تطور في هذه الفترة عند البعض الخوف من لمس الآخرين أو السلام عليهم والاقتراب منهم، فلا أحد يريد اليوم الإصابة بالفيروس بسبب مصافحة أو بسبب ملامسة آخرين، أو الاقتراب من أحد في الشارع، لهذا قد يكون التباعد الاجتماعي والحفاظ على مسافة الأمان اليوم أمرا ضروريا لتجنب انتقال العدوى، ويفضل الاحتفاظ ببعض الإجراءات التي اتخذها الكثيرون، من قبيل عدم المصافحة والتقبيل حتى في حال انتهاء الحجر الصحي..، ناهيك عن أن الحفاظ على مسافة الأمان أمر ضروري.

رهاب الوقت
مع الحجر الصحي ونقص العلاقات الاجتماعية وفقدان إيقاع الحياة، عندما كان على الفرد عدم الذهاب إلى قاعات الرياضة أو التوجه إلى النادي وغيرها من الأماكن التي كان يزورها باستمرار، فقد الأغلبية الوقت أو أجندتهم التي كانت معدلة في السابق، وبسبب الحجر الصحي وحتى بعد انتهائه، فإن العديد من الأشخاص أصبحوا غير قادرين على العمل حسب الأجندة أو اتباع إيقاع حياة معين خوفا من تبعثر جميع حساباتهم كما وقع بسبب انتشار الفيروس.

الخوف من رائحة الفم الكريهة
يوصى بارتداء القناع عند الخروج، وهذا ما يصيب الكثيرين بالخوف عندما تواجههم رائحة الفم الكريهة، ما قد يتسبب في ارتداء القناع لفترات طويلة، فالشخص قد تصدر من فمه رائحة كريهة وقد تزعجه وتشعره بالقلق، ولكن شم رائحة الفم تعني، أيضا، أن الشخص قادر على الشم، وبالتالي فهو بخير ولا يعاني من أي شيء. لهذا ربما تكون القدرة على شم رائحة الفم إشعارا جيدا بأن الأمور تسير في الطريق الصحيح.

فوبيا المرض
خلال هذه الفترة التي تتزامن مع انتشار الفيروس التاجي، كان الكل يقول إن مجتمع الغد سيصاب لا محالة برهاب المرض أو فوبيا المرض، والذي يعتبر اضطرابا بحد ذاته، يتم تحديده من خلال الاهتمام الواضح والكبير والقلق الكبير على الصحة، وهو أيضا نوع من أنواع القلق، فالإنسان يخشى المرض بشكل عام ويعتقد أن جسمه ليس قويا بما فيه الكفاية. الخوف من المرض، في ظل انتشار وباء كورونا، قد يصبح، ببساطة، كوفيد فوبيا أو فوبيا الفيروس التاجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى