فواجع مميتة إثر غرق قوارب تحمل مهاجرين سريين بساحل القنيطرة
القنيطرة: المهدي الجواهري
أسبوع حزين عاشته بعض الأسر المكلومة بمناطق الغرب، وتحديدا بإقليمي سيدي قاسم والقنيطرة، بعد غرق قارب بشاطئ «اشليحات» بالقرب من ميناء المهدية، على متنه حوالي 60 مهاجرا سريا، أودى بعدة ضحايا غرقا، من بينهم طفل لفظته مياه البحر، فيما نجت أسرته من الموت. كما عرفت منطقة سيدي الطيبي فواجع غرقى آخرين بعد انقلاب قارب تقليدي أثناء انطلاقه متجها إلى إسبانيا.
وحسب المعطيات التي (حصلت عليها «الأخبار»)، فإن نهاية الأسبوع الماضي عرفت فقدان حوالي أربعة مهاجرين سريين وسط البحر، فيما لا زالت الإحصائيات غير معروفة حول عدد الغرقى، بسبب كثرة الحوادث التي تصل من الناجين سباحة صوب الشط الساحلي لمدينة القنيطرة.
وأفادت مصادر الجريدة، أن الغريب، في الآونة الأخيرة، هو لجوء بعض الأسر إلى المغامرة بأطفالهم والتضحية بهم عبر قوارب الموت لعبور البحر باتجاه أوروبا، بدعوى تسهيل السلطات الإسبانية احتضانهم عبر مراكز الإيواء على خلاف البالغين الذين يتم تهجيرهم إلى بلدهم الأصلي.
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر مسؤولة أن الضابطة القضائية بقيادة مصطفى الشهري، رئيس المركز القضائي التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالقنيطرة، أجهضت قاربين بكل من المهدية وسيدي الطيبي كانا يستعدان للإبحار في اتجاه إسبانيا، حيث تم القبض على أكثر من 20 فردا جرى الاستماع إليهم في محاضر رسمية، فيما تم الاحتفاظ بثلاثة عناصر من الشبكة رهن تدابير الحراسة النظرية، إلى حين تقديمهم أمام أنظار العدالة بتهمة الاتجار بالبشر وتنظيم الهجرة السرية. وزادت مصادر «الأخبار»، أن امرأة وزوجها ذكر اسماهما أثناء التحقيق في الانتماء لشبكة «الحريك» بجماعة سيدي الطيبي، لم يتم القبض عليهما نظرا لفاجعتهما في وفاة ابنهما وسط البحر، بعد انقلاب القارب الذي كان يمتطيه، حيث لا زالت المعطيات غير كافية لتحديد نسبة الغارقين.
وأفادت مصادر الجريدة بأن الشط الساحلي الرابط بين مولاي بوسلهام حتى مدينة سلا، يعرف نشاطا مكثفا للهجرة السرية عبر قوارب الموت، فيما لم يتم بعد الكشف عن الإحصائيات بشأن الضحايا. وأضافت مصادر الجريدة، أن هذه العمليات ضخت في خزينة مافيات الهجرة السرية أموالا طائلة، بعدما امتد نشاط سماسرة «الحريك» إلى مختلف المدن المغربية ولدى الحالمين بالهجرة لأوربا.