ابراهيم الخطيب
أخيرا وبعد انتظار طويل، هشام فهمي، يترجم رواية «جيم أوف ثرونز»، باللغة العربية، بعد صراع طويل بين دور النشر العربية للحصول على حقوق الترجمة. و«دوت مصر» أجرى حوارا مع فهمي، لمعرفة كواليس ترجمة «جيم أوف ثرونز».
«هشام فهمي»، من مواليد مدينة الإسكندرية، عام 1983، درس الأدب الإنجليزي، في جامعة الإسكندرية، وعمل مترجما وكاتبا صحافيا في جريدة الدستور الأصلي، وعدد من الصحف والمجلات، منها بص وطل، وإيجي فيلم، كما كتب في مجلة أخبار الأدب. صدرَ له: «الهوبيت» لجون رونالد تولكين، و«قصص أخرى» لستيفن كينج، و«الناجي الأخير» لتشاك بولانك، و«فرانكنشتاين» لماري شِلِي، الكتاب الأول من سلسلة «المترجم»، ويضم مجموعة منتقاة من القصص والمقالات المترجمة عن دار «دوِّن».
- كيف كانت المنافسة على حقوق الترجمة، وكيف حصلتم عليها؟
– كانت هناك بضع دور نشر عربية أخرى ترغب في الحصول على حقوق الترجمة، واستمرت المنافسة بينها وبين دار التنوير لأكثر من 6 شهور، وتم رفع المبلغ المقترح لشراء الحقوق عدة مرات.
لكن في النهاية لم يكن ذلك ما حسم المنافسة لصالح دار التنوير، لأن المسألة ليست مجرد من يدفع أكثر فحسب، بل أن تكون الدار العربية صاحبة الحقوق بمثابة «شريك» للمؤلف في الشرق الأوسط -كما قالت وكيلة أعماله بالنص- وفي النهاية عندما اطلع المؤلف على العروض المختلفة، ورأى تاريخ دار التنوير وإمكانيات الطباعة والتوزيع لديها، بالإضافة إلى قائمة الأعمال المترجمة الطويلة التي قدمتها من قبل، والجوائز المهمة المختلفة التي فازت بها، وقع على عرضها.
وأكدت وكيلة أعماله أنها سعيدة جدا لحصولنا على الحقوق أخيرا. كذلك سألونا عن المترجم الذي سيتولى ترجمة السلسلة، فلما أبلغناهم بقائمة الأعمال التي ترجمتها من قبل، كان هذا نقطة مهمة لصالحنا أيضا.
- ما هي الصعوبات التي تواجهها في أثناء ترجمة هذا العمل الضخم، والتي تتوقعها أيضا؟
– على عكس افتراض كثيرين أن لغة النص الإنجليزي صعبة ومعقدة، لمجرد أن الأحداث تدور في أجواء شبيهة بالعصور الوسطى في عالمنا، إلا أنها ليست بتلك الصعوبة.
مؤكد أن هناك عدة مصطلحات وتعبيرات جديدة وغريبة عليَّ، تتطلب الكثير من المجهود في البحث عن أصول معانيها والترجمة العربية السليمة في المقابل، لأني يجب أن أبتكر مقابلا عربيّا لها لا يثير ضيق القارئ ويُخرجه من «موود» الأحداث.
- هل هناك مواقف لغوية طريفة واجهتك في أثناء الترجمة؟
– بالتأكيد. على سبيل المثال توقفت عند مصطلح apple of the throat الذي يُترجم في العربية إلى «تفاحة آدم»، بينما لا أستطيع استخدام هذه الترجمة مع عالم خيالي ليس فيه وجود لـ«آدم» أصلا! بالإضافة إلى كلمة turkeyالتي تُترجم إلى «الديك الرومي» أو «الديك الحبشي»، ومرة أخرى ليس هناك وجود لـ«رومي» أو «حبشي» في هذا العالم، بالإضافة إلى مواقف مشابهة، لكني أجد دوما سبيلا لترجمتها دون إخلال بالنص.
- ما حجم العمل وكم سيلزم لترجمته من مجهود ووقت؟
– بلغ عدد الكتب الخمسة التي صدرت من السباعية إلى الآن أكثر من 5 آلاف صفحة، ما يعني أن ترجمتها ستستغرق عدة سنوات. الجزء الأول وحده تجاوز عدد صفحاته الـ800 صفحة، فأعطيت لنفسي مهلة 6 شهور للتفرغ من ترجمته، وهي مساحة زمنية كافية للانتهاء من الترجمة والمراجعة في رأيي حسب معدل عملي الطبيعي، لأني أعمل على الترجمة لـ10 ساعات على الأقل يوميا.
- هل ستضع رقابة على الترجمة؟
– لا أومن بالرقابة أصلا، خصوصا في الأعمال المترجمة. إما أن أترجم العمل كاملا أو لا أترجمه على الإطلاق. من شاهدوا المسلسل يرون أن الروايات كذلك مليئة عن آخرها بالمشاهد الجنسية، لكن هذا غير صحيح (والمسلسل نفسه ليس مليئا بالمشاهد الجنسية)! الفكرة أنهم يشعرون بتكثيفها لأن الموسم الواحد يضم عشر حلقات فقط، ما يعطي إحساسا بأنها كثيرة فعلا، بينما عند توزيعها على سلسلة كتب أصغرها يتجاوز الـ800 صفحة لا يبدو الأمر كذلك على الإطلاق، فضلا عن أن المسلسل يضم من هذه المشاهد أكثر من الكتب بالفعل، فلا ننسى أننا نتكلم عن شبكة HBO التي يدفع مشاهدوها الاشتراك خصيصا لمشاهدة ما لا يستطيع التليفزيون العادي تقديمه.
- هل سيجد القارئ مفاجآت في العمل المكتوب لم يكن يتوقعها بعدما شاهد المسلسل؟
– بكل تأكيد. هناك مواقف بعينها شاهدناها في المسلسل وكان الحل الدرامي لها في الروايات مختلفا تماما، بالإضافة إلى أن المعارك التي قدمها المسلسل حتى الآن مختصرة جدّا في التصوير عن الروايات. دون الإفصاح عن تفاصيل كبيرة «والحرق»، أؤكد للقارئ الراغب في معرفة المزيد عن هذا العالم الثري أنه سيجد كثيرا من المفاجآت على مدار السلسلة.
- كيف تتنبأ لمبيعات «جيم أوف ثرونز» باللغة العربية؟
– أتصور بشدة أن الإقبال عليها سيكون كبيرا من عشاق المسلسل، خصوصا أن الجزء الأول سيصدر في فترة الانتظار بعد نهاية موسم المسلسل الخامس وبداية السادس، تلك الفترة التي يشاهد فيها محبو المسلسل غالبا المواسم السابقة لاستعادتها، وسيكون وجود كتب أغنى 10 مرات بالتفاصيل والأحداث من المسلسل بمثابة هدية لهم، ناهيك عمن بدأوا مشاهدة المسلسل حديثا.
لا شك أن شعبية المسلسل الكاسحة ساهمت في مبيعات الترجمات المختلفة في جميع دول العالم، لكن الروايات قائمة بذاتها عمل أدبي ممتع بحق، وما زالت تحتل قوائم الكتب الأكثر مبيعا في الخارج، ورُشح كل جزء منها لعدد من الجوائز الأدبية المهمة في الخارج وفاز بها كذلك.
- ماذا بعد «جيم أوف ثرونز»؟
– لم أحدد بعد حتى الآن، لأنه ما زال هناك وقت طويل قبل الفراغ من الترجمة، لكني أتوقع أني سأعود لترجمة أعمال أخرى لمؤلفي المفضلين، مثل تشاك پولانك، ونيل جايمان وستيڤن كينج وغيرهم.