وسط العاصمة الاقتصادية، شرعت مصحة سيم، خلال الأسبوع الماضي، في استقبال المرضى القادمين من مختلف أنحاء المغرب، ببنية استقبال من الجيل الجديد وعرض صحي مجاني بالكامل لفائدة المواطنين ممن يتوفرون على التغطية الصحية. بتكلفة تناهز 3 ملايير سنتيم، فتح فهد الشعرة، المدير العام لمجموعة سيم للصحة، أبواب مصحة جديدة في وجه المواطنين المغاربة، ببنية تحتية متطورة تقدم خدمات صحية مستعجلة 24 ساعة على 24. داخل باحة استقبال فسيحة، وسط مصحة سيم بالدار البيضاء، حركة دؤوبة 24 ساعة على 24 لأطباء وممرضين يقدمون خدمات صحية بين أقسام الإنعاش والمستعجلات، تحت إشراف الدكتور فهد الشعرة الذي كان لـ«الأخبار» معه الحوار التالي.
حاوره: حمزة سعود
كم استغرق إنجاز هذا المشروع؟ ومتى استقبلت المصحة أولى الحالات المستعجلة؟
بعد الحصول على التراخيص اللازمة في 23 من شتنبر الماضي، وقبل الشروع في افتتاح المصحة لفائدة العموم، كنا في طور الاستعداد على مدار أسبوع من أجل استقبال الحالات المستعجلة.
مصحة سيم بالدار البيضاء فتحت أبوابها لفائدة العموم ابتداء من 01 أكتوبر، واستغرق إنجاز المصحة وتجهيزها بأحدث الآليات في المجال الصحي، أزيد من 24 شهرا.
تتوفر المصحة على 10 طوابق، 3 منها تحت أرضية، وناهزت الكلفة الإجمالية لإنجاز هذا الصرح الصحي 3 ملايير سنتيم، بحيث يوفر للمرضى القادمين ومن يرافقهم صيدلية وغرفة لحفظ الأموات، ومقاه صغيرة ومختبر ومطبخ مجهز.
لدينا فروع أخرى للمصحة بمراكش وطنجة، فمصحة سيم بمراكش تقدم الخدمات الصحية بالمدينة، منذ سنة 2010، في الوقت الذي لم تكن المدينة الحمراء تتوفر على عرض صحي أو بنية تحتية قوية على المستوى الصحي.
فعلى منوال المدينة الحمراء، نأمل تقوية العرض الصحي بالعاصمة الاقتصادية، باستقبال المرضى ممن يتوفرون على التغطية الصحية، مع تقوية بنية الاستقبال بالمدينة.
ما الطاقة الاستيعابية للمصحة؟ وما نوعية التخصصات التي تعرضها لفائدة المرضى؟
تتوفر المصحة على أزيد من 44 جهازا للإنعاش، ويسهر على إجراء العمليات لفائدة المرضى 5 أطباء بشكل مستمر في المداومة، بين جناح الإنعاش واستقبال المرضى بقسم المستعجلات.
تتوفر مصحة سيم بالدار البيضاء على أزيد من 300 سرير، تتوزع على 300 ألف متر مربع، ونوفر 20 سريرا لإنعاش الأطفال الخدج، و14 قاعة للعمليات وقاعتين للعمليات الجراحية للقلب، وقسم خاص بالفحص السريري وبالرنين المغناطيسي، بأزيد من 100 طبيب و200 ممرض.
ستوفر المصحة علاجات لفائدة المرضى ضحايا حوادث السير ممن يعانون من الكسور، والذين يدخلون المصحة وتحديدا إلى قسم المستعجلات.
ومن المنتظر، أيضا، أن توفر المصحة علاجات لفائدة مرضى العمود الفقري، وتطبيبا في المستوى الجيد لفائدة الحوامل، بشكل يشمل بنية استقبال متميزة لفائدة الأسر والعائلات المرافقة.
هذه الامتيازات التقنية الدقيقة في المجال الصحي، التي توفرها المصحة، ورغم ارتفاع أثمنتها في السوق الصحي الدولي، لا تستند على أي زيادات في أثمنتها كخدمات مقدمة لفائدة المرضى، بل يتم احتسابها بالأثمنة نفسها المعتمدة في باقي المستشفيات شريطة التوفر على التغطية الصحية.
ما الامتيازات العلاجية الجديدة التي تقدمها المصحة؟
كما تعلمون المجال الصحي يتطور بشكل مستمر بفضل المستجدات التكنولوجية. ناهيك عن أن حضور المؤتمرات يهمنا لاستلهام التجارب الدولية الرائدة في المجال الصحي، في مجموعة من التخصصات، سواء في طب الإنعاش أو الأعصاب، أو طب القلب والشرايين، والحال كذلك بالنسبة لباقي التخصصات.
وكمستجد علاجي جديد ستوفر المصحة قسما للإنعاش لفائدة الأطفال الخدج بأجهزة «سكانير» توفر 64 وحدة، ما يعني دقة عالية في الفحص، عوض نظيرتها المعتمدة في باقي المستشفيات بالدار البيضاء أو بباقي المدن المغربية، والتي لا تتجاوز 16 وحدة مستخدمة في عمليات الفحص، وهو ما سيمكن من التوصل إلى نتائج بنجاعة ودقة عالية.
داخل المصحة سنوفر جهازا عالي الدقة ومريحا للفحص بأشعة الرنين المغناطيسي، فنحن نسعى جاهدين لتجاوز ضيق عرض مثل هذه الأجهزة.. فقطر مدخل جهاز الفحص بالرنين المغناطيسي، في المتوسط لدى مجموعة من المستشفيات، يتراوح بين 50 و60 سنتمترا، بحكم ضرورة تقريب الأشعة المغناطيسية من المرضى للتوصل إلى نتيجة أكثر دقة، بينما يصل قطر الجهاز الذي نوفره لفائدة المرضى هنا بالمصحة إلى 70 سنتمترا، وهو ما سيوفر راحة إضافية لفائدة المرضى.
سيكون من ضمن نقاط القوة داخل المصحة، أيضا، قسم المستعجلات الذي سيوفر تطبيبا 24 ساعة على 24، بطبيب استعجالات على مدار الساعة، يرافقه طبيب أخصائي في أمراض القلب وأخصائي في التخدير والإنعاش، يوجدون معنا داخل المصحة لإجراء أي عملية جراحية مستعجلة في وقتها ليلا أو نهارا.
يحدث هذا تزامنا مع أولى أيام افتتاح المصحة، حيث تم إنجاز عمليات جراحية على وجه السرعة، لفائدة مرضى على مستوى القلب بشكل آني مع دخول المريض إلى قسم المستعجلات، لأن إطالة مدة انتظار المرضى، خاصة لدى المصابين بأمراض القلب والشرايين، قد تتسبب في الوفاة، وكلما تم إجراء العملية بشكل مبكر تجنبنا خطر الوفاة أو الشلل.
هذه التكنولوجيا نضعها رهن إشارة المجتمع المغربي، وأيضا رهن إشارة الأطباء للاشتغال في ظروف جيدة.
هل سيدفع المريض المقبل على إجراء عملية جراحية، مثلا، كلفة جودة العرض الصحي بالمصحة؟
عبر هذه الوحدة الصحية، نأمل تقديم خدمات ذات نجاعة لفائدة المغاربة، فمن خلال هذا الصرح الصحي لا نستهدف شريحة معينة من المواطنين فقط، بل نستهدف جميع الشرائح المجتمعية التي تتوفر على التغطية الصحية.
فرغم المعدات والتجهيزات الصحية عالية الجودة، التي توفرها المصحة لفائدة المرضى الراغبين في العلاج، نحن نراعي الأسعار المعتمدة من طرف الوكالة الوطنية للتأمين الصحي.
فالمريض المقبل على إجراء فحوص «السكانير» والفحص بالرنين المغناطيسي أو غيره من العلاجات، سيجد الأثمنة نفسها المعتمدة من طرف الوكالة، والمبدأ نفسه معتمد بالنسبة لجميع الأمراض التي تشملها التغطية الصحية، فنوعية الخدمات المقدمة للمرضى تهمنا بدرجة أولى.
هل تستقطبون أطرا صحية من الخارج؟
نسعى لاستقطاب بعض الأطباء في المغرب والخارج ممن يشتغلون في ظروف مهنية عالية. فغالبيتهم يتخوفون من ضعف التجهيزات وقلتها في بعض الأحيان والمهمة أثناء إجراء العمليات الجراحية، لأن معظمهم معترف بهم في عدد من دول العالم.
لدينا مجموعة من الأطباء الجراحين المغاربة اشتغلوا في مستويات عالية أوروبيا، واليوم يقدمون معنا خدمات صحية في المستوى الجيد لفائدة المرضى بالنظر إلى الجودة العالية للمعدات التي توفرها هذه الوحدة الصحية.
توفر المصحة بديلا لفائدة المواطنين والأطباء المغاربة المقيمين في الخارج، فهذه المعدات والبنيات التحتية تعيد للمغرب الاعتبار على المستوى الدولي، بالتزامن مع المشروع الملكي الذي يوفر التغطية الصحية لفائدة عموم المغاربة، ابتداء من بداية السنة المقبلة، والذي سيخول للمغاربة ولوجا مجانيا ومرنا للعلاج.
لا ترفع المصحة أي أثمنة على المرضى، شريطة التوفر على التغطية الصحية، وهناك منهم من يستفيد من التطبيب المجاني في حال توفر التغطية الصحية الكاملة. وكما تُشَيد وزارة الصحة المستشفيات وتواصل دورها الجيد على المستوى الصحي، فنحن بدورنا ملزمون بتوفير مصحات في القطاع الخاص متطورة أيضا، وبتخصصات متعددة لفائدة المواطنين.
هل تعرضون تسهيلات لفائدة المرضى المقبلين على العمليات الجراحية المستعجلة؟
ليست لدينا أي إشكالات مع المرضى الذين يتوافدون على المصحات الخاصة.. فنحن نقدم لهم علاجات جيدة وفي المستوى المطلوب، لكن تطفو على السطح مجموعة من المشاكل حين الوصول إلى مرحلة الأداء عبر التغطية الصحية.
هناك أمراض غير معترف بها ضمن خانة الأمراض الخاضعة للتغطية الصحية، من طرف الوكالة الوطنية للتأمين الصحي. فالقطاع الصحي اليوم أكبر مما نتخيل والتكنولوجيات التي نعتمد عليها في تطور مستمر، لذلك فالتسعيرات المعتمدة لم تتم مراجعتها منذ سنة 2006، بحكم ظهور عمليات جراحية جديدة تحتاج مصاريف علاجية إضافية بفضل دخول أجهزة جديدة للخدمة ولكن لا تشملها التغطية الصحية.
ويتم الوصول، في عدد من هذه الأنواع العلاجية، إلى مشاكل مع بعض المرضى الذين يلزمهم تدخل مستعجل لإنقاذ أرواحهم، ورغم إخبارهم وإخبار عائلاتهم أن علاج هذه النوعية من الأمراض لا تشملها التغطية الصحية، فإن خياراتهم محدودة في إجراء العملية أمام صعوبة الوضع حينها، وهو ما يتسبب في الأخير في إيجاد مشاكل في الأداء مع عدد من المواطنين.
ورغم ذلك فإن مصحتنا، على منوال مجموعة من المصحات، توفر تسهيلات في الأداء لفائدة المغاربة، من بينها تقسيم مصاريف العلاج على دفعات شهرية بالنسبة للمقبلين على عمليات جراحية مستعجلة.
رسالتي إلى وزارة الصحة، عبر الوكالة الوطنية للتأمين الصحي، بإدراج بعض العمليات الجراحية ضمن خانة التغطية الصحية لفائدة جل المغاربة، من أجل ضمان علاج جيد للمواطنين في أحسن الظروف وبشكل أكثر مرونة.