فك عقدة 36 سنة
واصل المنتخب المغربي لكرة القدم تقديم عروضه الفنية المبهرة ونتائجه الرائعة في دور المجموعات، وبانتصاره المستحق على المنتخب الكندي وتأهله عن جدارة للدور الثاني للمونديال القطري حطم المنتخب المغربي كل الأرقام، فهو المنتخب العربي الوحيد الذي تأهل للدور الثاني مرتين، وهو المنتخب الإفريقي والعربي الذي نال أعلى نقاط ضمن المجموعة وغيرها من الأرقام الدالة على قوة منتخبنا.
لكن يبقى أكبر إنجاز تحقق إلى حدود اليوم، في انتظار إنجازات كروية أخرى، هو فك عقدة المرور للدور الثاني التي رافقتنا لحوالي 36 سنة. طبعا لم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق دون دعم ملكي قوي لكرة القدم على وجه التحديد، سواء مع المنتخب النسوي أو منتخب القاعة أو الأندية الوطنية الفائزة بالبطولات القارية، ويكفي الاتصال الذي تلقاه المدرب الوطني وليد الركراكي من الملك محمد السادس مباشرة بعد التأهل والحضور الملحوظ لشخصيات وازنة في الدولة، من بينهم عبد اللطيف الحموشي وياسين المنصوري وناصر بوريطة وفوزي لقجع، للتأكيد على الاحتضان الرسمي للمنتخب الوطني من أعلى سلطة في الدولة.
طبعا لا يمكن إغفال الاحتضان الشعبي وملايين الجماهير المغربية داخل الملعب وخارجه وفي كل بقاع العالم التي تدعم الأسود في مواجهاتهم المصيرية من أجل فك عقدة 86. فالجماهير التي حضرت داخل الملاعب كانت خير محفز وأفضل لاعب يمكن الرهان عليه للتغلب على الحسابات الموجودة على الورق.
ويبقى الفضل لما تحقق في الميدان للجهاز الفني بقيادة المدرب وليد الركراكي ولاعبي المنتخب، والفضل يعود لهم ليس لأن الناخب وضع خطة ورسم كيفية التحرك واللاعبين نفذوا بنجاح ما طلب منهم، بل لأن المدرب واللاعبين خلقوا جوا من الانسجام والتقارب والتفاؤل لم يكن موجودا من المدرب السابق الذي نجح فقط في خلق التوتر داخل النخبة ومع الجمهور. وحينما يسود الانسجام وتختفي الصراعات وتصفية الحسابات، فإن النتيجة الإيجابية والانتصارات الكبيرة تكون حتمية.
الخلاصة أن منتخبنا فك عقدة المونديال، والأكيد أنه حقق أهدافا أخرى، أقلها أن العالم بأسره وقف على جودة ومهارة وكفاءة وانضباط دولة عريقة اسمها المغرب لا تتوانى في الدفاع عن صورتها كيفما كان اللاعب وكيفما كانت اللعبة.