علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن القاضي المكلف بالتحقيق بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط، قرر، مساء أول أمس الاثنين، إيداع عوني سلطة يشتغلان بإحدى الوحدات الإدارية بالرباط سجن العرجات نواحي سلا، على خلفية تورطهما في جناية السرقة الموصوفة عن طريق التسلق باستعمال مفاتيح مزورة.
وحسب مصادر «الأخبار»، فقد كانت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الرابعة يعقوب المنصور التابعة لولاية أمن الرباط، قد أنهت مسطرة الحراسة النظرية والبحث التمهيدي مع المتهمين، وهما عونا سلطة برتبة مقدم حضري من مواليد 1978 و1990، قبل إحالتهما، صباح أول أمس الاثنين، على أنظار النيابة العامة المختصة، وبعد الاستماع إليهما من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، والاطلاع على المحاضر المنجزة في حقهما قرر إحالتهما على قاضي التحقيق لاستكمال التحقيقات التفصيلية، حول التهم الخطيرة المنسوبة إليهما، وقد تجاوب قاضي التحقيق مع ملتمس الوكيل العام بمتابعتهما في حالة اعتقال.
وحسب مصادر الجريدة، تعود أطوار هذه الفضيحة التي تفجرت بإحدى الوحدات الادارية إلى سنة 2021، بعد اكتشاف سرقة معدات من أحد المستودعات الذي تخصصه السلطة للمحجوزات التي يتم استصدارها من أصحابها في إطار عمليات المراقبة ورصد المخالفات، حيث أسفرت التحريات التي أنجزتها عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية يعقوب المنصور، مباشرة بعد توصلها بالمصالح الإدارية المعنية، عن تورط عوني السلطة في تنفيذ السرقات من داخل المرأب.
مصادر «الأخبار» أكدت أن التحريات الدقيقة التي أشرفت عليها فرقة خاصة من الشرطة القضائية بيعقوب المنصور على مدى سنتين، بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية، وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، اعتمدت على خبرات علمية وتقنية جد دقيقة من أجل تحديد هوية الفاعلين الرئيسيين وراء جريمة السرقة التي تعرض لها المستودع الرسمي، قبل أن يتمكن المحققون من فك كل الألغاز المرتبطة بالواقعة، ويتم اعتقال المتهمين الرئيسيين وهما عوني سلطة يقطن أحدهما بمدينة تمارة، فيما ينتمي المتهم الثاني لإحدى الوحدات الإدارية بالرباط، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.
وقد حاصرتهم النيابة العامة بالأدلة القاطعة التي تضمنتها محاضر البحث التمهيدي، قبل إحالتهم على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعهما المركب السجني العرجات، مساء أول أمس الاثنين، بتهم ثقيلة تتعلق بالسرقة الموصوفة، ويحتمل أن تكشف التحقيقات التفصيلية التي سيخضع لها المتهمان خلال الأيام القليلة المقبلة، عن مصير السلع والمعدات التي يشتبه سرقتها من المستودع، كما رجحت نفس المصادر إمكانية اكتشاف سرقات مماثلة نفذها المتهمان، باستعمال آلية التسلق والمفاتيح المزورة.