شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

فضيحة تنفيذ عشوائي لأشغال صفقات ضخمة تهدد خمس عيون مائية بنواحي فاس

وكالة حوض سبو تؤكد وجود ارتجال في التنفيذ وجماعة «عين قنصرة» تطالب بالتحقيق

فاس: لحسن والنيعام

كشف تقرير لوكالة حوض سبو (توصلت «الأخبار» بنسخة منه)، عن أعطاب ارتجال في تنفيذ صفقة ضخمة لتهيئة حوالي ست عيون مائية بجماعة «عين قنصرة»، في وقت أكد قيادي في حزب العدالة والتنمية، يترأس المصلحة الإقليمية للماء بوزارة التجهيز، على أن أشغال التهيئة في بعض العيون انتهت، قبل أن يحمل المسؤولية في الأعطاب للسكان الذين اتهمهم بإزالة الصنابير وقطع الماء على إحدى هذه المشربات.
وأشارت وكالة حوض سبو إلى أن صبيب بعض العيون انخفض بشكل كبير جراء عشوائية تنفيذ أشغال التهيئة من قبل مقاولات عدة تعاقبت على استكمال هذه الأشغال، فضلا عن أن الأبعاد التقنية للتهيئة شابتها خروقات، وأن الأشغال لم تأخذ بعين الاعتبار المداخل المؤدية إلى بعض هذه المنابع التي تندرج عملية تهيئتها في إطار صفقة تهيئة العديد من العيون المائية بالمملكة تحمل عدد DRPE/2016/153 أبرمت من طرف كتابة الدولة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء.
وأظهرت وثائق الملف أن الأشغال تمت في غياب تصاميم هندسية للعيون، وفي ظل غياب خبراء، ورفضت المقاولات التي تعاقبت على تنفيذ الأشغال، لأكثر من مرة، الاستماع لاقتراحات السكان المحليين. من جانبه، قال الحسن الشهبي، رئيس جماعة «عين قنصرة»، في رسالة وجهها إلى المدير الجهوي للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء بجهة فاس – مكناس، إن الأشغال التي انطلقت منذ شهر أبريل لسنة 2017 لم تنته بعد رغم تعاقب ثلاث مقاولات على الإنجاز، لأسباب تتعلق بغياب رؤية تقنية واضحة المعالم منذ البداية، وعدم إعطاء العناية اللازمة للمشروع.
وحمل رئيس الجماعة المسؤولية للجهة الحاملة للمشروع، رغم أنه تم عقد عدد كبير من الاجتماعات والزيارات الميدانية للعيون. والصادم في المعطيات التي أكدها رئيس الجماعة أن هذه العيون أضحت عرضة للتلوث، ما يشكل خطرا على الصحة العامة. وعاينت «الأخبار» في زيارة قامت بها للمنطقة وجود استياء لدى السكان تجاه ارتجالية هذه الأشغال. فيما طالبت جماعة «عين قنصرة» بإيفاد لجنة للوقوف على تعثر وبطء أشغال تهيئة العيون، وإيجاد الحلول الكفيلة بتسريع وتيرة الإنجاز. لكن وضع العيون استمر في التدهور، ما دفع السكان إلى تنظيم وقفات احتجاجية تدخلت إثرها عمالة الإقليم لتقديم وعود بقيت بدورها عالقة، في حين انسحبت وكالة حوض سبو من تتبع المشروع مباشرة بعد إحالة موظف مكلف بالملف على التقاعد، بمبرر غياب الموارد البشرية الكافية.
وشهدت كل من عين وردادة بدوار أولاد عابد وعين بن اخليفة بدوار عين اخليفة، وعين سيدي مالك بدوار عين مرشد وعين قنصرة بمركز الجماعة، وعين بومرشد بدوار عين بومرشد وعين منقوش بدوار عين منقوش بالجماعة القروية «عين قنصرة»، أشغال تهيئة، حيث فازت شركة كبرى بالصفقة على الصعيد الوطني، وكلفت بدورها مقاولات صغيرة بأشغال هذه العيون بالجماعة. وتعاقبت عدة مقاولات على هذه الأشغال التي عرفت تعثرا كبيرا، قبل أن تظهر عليها عيوب تهدد التجمعات السكنية بالجماعة بالعطش، بعد أن كانت هذه العيون معروفة بانسياب مياهها.
ودعا المتضررون إلى إعادة حالة هذه العيون إلى طبيعتها الأصلية، موردين أنهم قبلوا بأشغال التهيئة اعتقادا منهم بأنها ستعطي لها قيمة إضافية وستضفي على مظهرها الخارجي رونقا خاصا، فإذا بها تعيش تراجع الصبيب، وتعثر المشاريع وهشاشة المواد المستعملة في البناء. وأظهرت وثائق هذه الفضيحة أن الأطراف المشرفة على تتبع المشروع لا تكلف نفسها حتى عناء حضور الاجتماعات التي تعقد لمعالجة الأعطاب وتجاوز تعثر الصفقة، كما هو الشأن بالنسبة لعمالة الإقليم ومديرية وزارة التجهيز ووكالة حوض سبو، والمقاول الذي فاز بالصفقة.
ووصف الحسن الشهبي، رئيس الجماعة، في رسالة وجهها إلى كاتبة الدولة السابقة المكلفة بالماء، تعامل الأطراف المعنية مع هذه القضية بـ«الاستخفاف»، مستغربا عدم حضورها للاجتماعات التي تعقد بمقر قيادة «عين قنصرة» كلما دعت الضرورة إلى ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى