شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

فريق من الاتحاد السوفياتي أول من واجه فريقا صحراويا في العيون مباشرة بعد استرجاع الصحراء المغربية

مانسيناكش عبد العزيز أنيني (لاعب دولي سابق):

حسن البصري

كيف جاءت فكرة زيارة اللاعب الجزائري لالماس في مستشفى عسكري بالجزائر؟

أصيب حسن لالماس، اللاعب الأسبق لشباب بلكور والمنتخب الجزائري لكرة القدم، بعد اعتزاله، بمرض أقعده فاضطر لإجراء عملية جراحية معقدة على مستوى الرأس، بمستشفى عسكري في الجزائر. المهم لم أتوجه خصيصا للجزائر من أجل زيارته، ولكني كنت مدعوا لحضور مؤتمر يتعلق بعملي كإطار في المكتب الوطني للكهرباء، لهذا قررت استثمار هذه الفرصة وزيارة صديقي لالماس، نجم الكرة الجزائرية، في المستشفى، لكني علمت أن المستشفى خاص بالعساكر ويصعب على مغربي مدني دخوله، وبعد مفاوضات سمحوا لي بزيارته. كان يرقد في المصحة وقد فقد الكثير من وزنه، تكلمت معه وكشفت له عن صورة تجمعني به في نهائي كأس الشرطة، وهو حينها عميد للمنتخب الجزائري وأنا عميد للمنتخب المغربي. تعرف علي وفاجأ الجميع حين تكلم معي وكأن الصورة فكت عقدة لسانه. تكلم معي البروفسور العسكري المشرف على علاجه، وقال لي إن حاسة النطق تعطلت لديه منذ شهور، اليوم يتكلم هذا أمر هام، سنركز على علاج قدرته على المشي.

نعود إلى الوداد لنتوقف عند محطة هامة في مسارك، يتعلق الأمر بنهائي كأس العرش، كيف تسببت في طرد السليماني، عميد النهضة السطاتية؟

لعبت، وأنا في الوداد، مع أربعة أجيال، شرف لي أن أحمل قميص الوداد مع لاعبين أمثال الخطابي والعلوي، والخلفي وبلمحجوب الذي جاورته في الوداد لاعبا ومدربا. بالنسبة للمباراة التاريخية التي جمعت الوداد والنهضة السطاتية سنة 1970 برسم نهائي كأس العرش، على أرضية الملعب الشرفي، وانتهت بفوز فريقنا بهدف، ففي لحظة من لحظات التباري ضرب السليماني، عميد النهضة السطاتية، اللاعب الودادي العربي أحرضان فتوقفت المباراة. تقدمت نحو السليماني وعاتبته لضربه لاعبا صغير السن وهو العربي، فضربني أنا أيضا برأسه ونال بطاقة حمراء من طرف الحكم شرف. هذه هي حقيقة طرد السليماني بعيدا عن الإشاعات التي رافقت هذا النهائي.

مرت سنوات، وكنت على متن باخرة تربط طنجة بمدينة سيت الفرنسية، فالتقيت فجأة بوزير الداخلية السابق إدريس البصري وكان برفقة أفراد أسرته، تعرف علي وسألني عن سبب طرد السليماني، لأنه كان عاشقا للنهضة السطاتية، فشرحت له تفاصيل الحكاية.

قبل المباراة النهائية لكأس العرش، فقد الوداد مدربه إثر سكتة قلبية، كيف تمكن اللاعبون من تجاوز هذا المصاب الجلل؟

مباشرة بعد عودتنا من مدينة أكادير إلى الدار البيضاء على متن حافلة، شعر المدرب القدميري بنوع من الاختناق. بعد ساعات قليلة، وصل خبر نقله على الفور إلى المستشفى. لم يصدق أحد أن القدميري، الذي كان معنا طيلة الرحلة، سيصبح في عداد الموتى. كانت صدمة حقيقية لي ولجميع الوداديين.

من ناب عنه في الإدارة التقنية للوداد؟

كما أشرت سابقا، كان قاسم قاسمي مديرا تقنيا، وحين توفي عبد الحق انتدب الرئيس الحريزي مدربا يعرف الوداد وهو اللاعب السابق كبور، لكن جو الحزن استمر فلا أحد صدق الخبر. أنا عايشت الوداد في فترة زمنية طويلة، ولم يخطر ببالي أبدا أن يموت القدميري بطريقة مفاجئة وهو الذي كان يعيش حياة طبيعية، وكان كله حماس ورغبة في قيادة الوداد نحو الألقاب. إنه من طينة المدربين المربين، كان مثاليا في تعاملاته، مشبعا بالروح الاحترافية. قبل كل مباراة كان اللاعبون يصرون على الدعاء له وإهداء الانتصار لروحه. لقد أقسمنا على ترجمة حلم المدرب الراحل إلى حقيقة وفزنا بكأس العرش سنة 1970 على حساب النهضة السطاتية.

هل صحيح أن لاعبي الوداد حملوا كأس العرش إلى المقبرة ووضعوه على قبر مدربهم الراحل؟

حقق فريقنا الانتصار على النهضة السطاتية ونلنا لقب كأس العرش الذي تسلمه من يدي الملك الراحل الحسن الثاني، عميد الفريق آنذاك عبد القادر. رفع اللاعبون الكأس وهم يرددون اسم الفقيد، بل إنهم أصروا، في اليوم الموالي، على التوجه إلى مقبرة الشهداء بالدار البيضاء وهم يحملون كأس العرش ليضعوه على قبر الفقيد في مشهد مؤثر.

ما المنحة التي خصصها لكم المكتب المسير للوداد بعد الظفر بكأس العرش؟

بعد الظفر بالكأس الغالية على جميع الرياضيين، تسلم كل لاعب ودادي منحة الفوز وقدرها 200 درهم، وعلبة شاي سعتها كيلو غرامان، تبرع بها حسن مول أتاي، أما عاشق الوداد بلباشا فسلمنا سروالين من نوع «جين» لكل لاعب. لكن المنحة الكبيرة هي التي قدمناها لمدرب في قبره، حين حملنا الكأس إلى المقبرة.

بعد اعتزالك أصبحت إطارا تقنيا في الفريق المهني للمكتب الوطني للكهرباء، ما الذكرى التي لازالت راسخة في ذهنك مع هذا الفريق؟  

هي ذكريات عديدة سواء داخل المغرب أو خارجه، لكن لا أنسى أبدا مباراة تاريخية جمعت فريقا من الاتحاد السوفياتي وفريق شباب الساقية الحمراء بالعيون الذي كان يلعب له حسن الدرهم. هي أول مباراة ستجرى في ملعب أم السعد بالعيون، مباشرة بعد المسيرة الخضراء. تمكنا من استغلال وجود الفريق السوفياتي في ضيافتنا فحولنا المباراة إلى العيون بدل مراكش، وتطلب منا الأمر تدخل العامل مصطفى طارق وصالح زمراك وسفير الاتحاد السوفياتي والبصري والمحجوب بن الصديق. في العيون ارتدى السوفياتيون الزي الصحراوي ورفع العلمان المغربي والسوفياتي في الملعب وكتبت «جون أفريك» عنوانا عريضا: «الاتحاد السوفياتي تعترف بمغربية الصحراء».

بعد مسيرتك الطويلة في الوداد، من هم الرؤساء الأكثر تأثيرا في النادي؟

عبد الرزاق مكوار هو الرئيس الذي كان سابقا لعصره، لقد كان رئيسا يسير بقلبه حيث لا يمر موسم دون تنظيم مباريات تكريمية للاعبي الوداد السابقين. كان ديبلوماسيا بدليل تعيينه سفيرا للمغرب في لاهاي، وساهم في كسب قضية الصحراء المغربية وهذا شرف للوداد. أما الرئيس الثاني فهو سعيد الناصري الذي أعتبره رئيس ألقاب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى