شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

فرنسا حاولت إقناع الأثرياء المغاربة بالاستثمار في أبناك الاستعمار

 

مقالات ذات صلة

 

 

يونس جنوحي

يواصل الرجل الفرنسي، المتخصص في عمل الأبناك القروية، كلامه:

-«يدعم البنك المركزي المغربي للقروض والادخار الجمعيات ماديا، وهناك، أيضا، الأبناك الجهوية التي تُفوت القروض بشكل مباشر إلى كبار المُزارعين.

بالإضافة إلى هذا، تتزايد عندنا التعاونيات الزراعية الشاملة. وتتوفر فيها، أيضا، إمكانية الحصول على القروض، والفلاحون يتعاونون في ما بينهم لاستخدام الآلات الزراعية.

هذا في ما يخص المغاربة، وهناك أبناك فلاحية خاصة بالمعمرين الفرنسيين. نواجه صعوبة كبيرة في إقناع المغاربة بالاستثمار في قطاع الأبناك، عندما تتوفر فيهم شروط الاستثمار، إذ إن دينهم يُحرم الربا. إنهم يلجؤون إلى الاقتراض، لكن ليس بالربا. وكذلك اليهود».

قلت له متسائلا:

-«ألا تستطيعون إقناع بعض المغاربة الأثرياء، مثلا، بأن يُقرضوا المال ويمتنعوا عن قبول الفائدة؟».

أجاب ضاحكا:

-«لقد حدث هذا فعلا مرة أو مرتين!».

__

صدر تعليق مهم جدا، على لسان تاجر مغربي في الدار البيضاء، بخصوص الدعم القوي، بشكل خاص، لحزب الاستقلال، من طرف الدوائر التجارية بفاس. قال:

-«في زمن ما كانت فاس مركزا للتجارة المغربية والأعمال. والآن فقدت هذا التميز لصالح الدار البيضاء، لذلك يشعر الفاسيون بنوع من الغيرة تجاهها.

إنهم لا يحبون رؤية رجال، في مدن أخرى، يكسبون الأموال التي يعتبر الفاسيون جنيها من صلاحيتهم هم فقط.

لذلك، إن وصل الحزب الذي يدعمونه إلى السلطة، فإنهم ربما يكونون قادرين على ترتيب الأمور حتى تستعيد فاس تفوقها. نعم، أستطيع القول إن هذه الفكرة تبدو غريبة على العقلية الأوروبية، لكنها منطقية جدا بالنسبة للإنسان المغربي».

لا يزال فضولي المعرفي متواصلا، لذلك واصل شرحه:

-«هناك تأثير سيئ لأنشطة الوطنيين على عالم الأعمال. إنها تضرب قطاع السياحة. حتى أن مدينة فاس أصبحت متوترة. ففي الأخير، لا يرغب السياح الأمريكيون في أن يجدوا أنفسهم يتمشون في قلب المظاهرات التي تتخللها أعمال الشغب».

أستطيع أن أؤكد لكم أن الأمريكيين، فعلا، لا يرغبون في هذا الأمر. الجرائم والاضطرابات التي تقع في المغرب كله، تبقى قليلة جدا مقارنة مع ما يقع في شيكاغو الأمريكية. سيحظى جميع السياح بترحيب خاص من طرف كل المغاربة، بمن فيهم قادة حزب الاستقلال، وخصوصا هؤلاء.

كان فضولي لا يزال على حاله، فجاء المزيد من الشرح:

-«كما تعلم هناك عدد مهم من المغاربة الذين يهاجرون إلى فرنسا للعمل، أغلبهم يُبلون البلاء الحسن، ويدخرون المال ثم يعودون إلى المغرب.

لا يمكن معارضة هذا الأمر، لأن الفرنسيين ينظمون قطاع الهجرة. لا يمكن أن يجعلوا سوق العمل يغرق. سيكون لدى عُمالهم، بكل تأكيد، ما يقولونه بهذا الخصوص! كما أنه كان هناك ازدحام شديد على أماكن الدعارة.

ثمة أمر آخر اكتشفته عندما كنت في رحلة إلى باريس. وكما قلتُ، فإن الغالبية العظمى من شعبنا مؤدبون وأخلاقهم حسنة، ويُعتبرون عمالا جيدين، لكن بعضهم فقدوا صوابهم عندما واجهتهم إغراءات المدينة الأوروبية. هناك الكثير من الأمور الصادمة بالنسبة للعقول غير الناضجة. أنت تتفق معي في هذه النقطة.

يؤسفني القول إن شمال إفريقيا تبقى منطقة ممثلَة بشكل جيد للغاية بين جنسيات مُجرمي باريس. ليس المغرب فقط، أنت تفهم أن الجزائر ممثلَة أيضا بشكل أكبر.

ألا يجدر بها أن تكون ممثلة بشكل أسوأ؟».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى