شوف تشوف

الرئيسية

فرنسا استخرجت أطنانا من معدن يُستعمل في الأبحاث النووية من قلب جبال الأطلس

يونس جنوحي

واصل الضابط الزائر من مصلحة قسم الجيولوجيا كلامه قائلا بحماس المحترف:
-«بعض المعادن الأخرى لدينا مهمة جدا: المنغنيز الخام نستخرج منه 350 ألف طن في السنة، الحديد الخام مئة ألف طن، الزنك الخام 40 ألف طن. وهذه الكميات تستحق فعلا المجهودات المبذولة للحصول عليها. هناك نطاق واسع يحتوي على معادن أخرى بكميات أقل حجما، مثل الأنتيمون والنحاس والكوبالت والتينغستين، بل أيضا القليل من الذهب والفضة. والبريل».
-«البريل؟ لم أسمع به من قبل».
-«ستسمع به».
-«لكن بريل اسم فتاة».
-«ليس هذا الاسم. إنه معدن يُستعمل في الأبحاث النووية. إنه يُنتج عنصر البيريلوم. الاسم يأتي من كلمة يونانية تعني أخضر. وهو لون المعدن. وحتى الآن نحن نُنتج كمية لا تقل عن 100 طن في السنة، لكن هذه البداية فقط.
في الحقيقة، في أغلب فروع المناجم يمكنك القول إننا لسنا بعيدين عن البداية. السنوات العشرون المقبلة سوف تعرف زيادة كبيرة».
-«المغاربة عمال مناجم جيدون. أعتقد.. أتذكر أنني التقيتهم في حفر فرنسية».
-«آه، نعم. إنهم جيدون. حتى الآن، كان علينا توفير التقنيين وأغلب العمال المهرة».
-«نعم، لاحظتُ هذا الأمر هنا».
-«هذا الأمر عامّ، إلى حد ما. إذا كان رجل محلي يستطيع كسب قوته كعامل مناجم، فإنه نادرا ما يكون طموحا بما يكفي للدراسة، حتى يصير وضعه أفضل. لكننا نؤسس معاهد متخصصة، ونظن أننا سنحصل على عدد كاف من الموظفين، لكي نجعل الوقت الذي قضوه في التكوين يستحق العناء».
-«كيف تعمل المنظمة؟ أقصد في ما يتعلق بالتنقيب واستغلال المعادن».
-«الدولة هي الرئيس والمدير الأكبر. تحتاج إلى ترخيص حتى لو تعلق الأمر بعمل بحث. وبعد ذلك تبقى دائما مراقَبا عن قُرب. بعض شركات المناجم اشترت امتيازات من الدولة مباشرة، أو تقوم بهذا الأمر استنادا على أساس حقوق الملكية. ولك أن تستنتج طبعا أن الدولة تحصل على حصتها!
نظرا لمقاصد أغلبها عَمَلية، بعضُ الشركات الكبرى تم تأميمها. وكما يمكنك أن تخمن، فإن مواردها المالية مختلطة قليلا. واحدة من كبريات شركات البترول، على سبيل المثال، مملوكة بالمناصفة بين الحكومة الفرنسية والسلطان.
بعد كل هذا، فإننا بدأنا بداية نظيفة إلى حد ما هنا. وعندما استلمنا زمام الأمور، فإن العمل المنجمي كان مجرد نشاط عابر. وإذن كنا قادرين على تنظيمه بدون التعقيدات التي تجدها في الدول المتقدمة للغاية».
أحد المعيقات الكبرى لمجال المناجم، بالنسبة للمغرب، يتجلى في عادة الطبيعة المتمثلة في إخفاء كنوزها في أماكن من الصعب الوصول إليها.
الفوسفاط يسهل الحصول عليه، لكن أغلب كميات الفحم تأتي من شرق المغرب، على بُعد مئات الأميال من أي مراكز صناعية. وبالنسبة للمعادن الأخرى، فإن منطقة «أزگور» تبقى مثالا واضحا: إذ إن إنتاجاتها قيمة فعلا، لكن من الضروري قطع طريق لمسافة أربعين ميلا، في منطقة جبلية وعرة، لكي يتم تسويق هذا الإنتاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى