أكدت مصادر موثوق بها لـ«الأخبار» أن التحريات الأولية التي خضع لها السجينان الفاران من داخل حافلة، بالقرب من محكمة الاستئناف بالرباط، من طرف عناصر الشرطة القضائية بالرباط، أسفرت عن تطورات بالغة الخطورة أطاحت بتسعة أشخاص، بينهم والدة أحدهما وشقيقته وصهره.
وكشفت الأبحاث التي جرت تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وأنجزتها فرقة بحث مختصة من المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، تورط الموقوفين في تقديم المساعدة للسجينين الفارين وإخفائهما وعدم التبليغ.
وحسب مصادر خاصة بـ«الأخبار»، فقد توصل المحققون بعد إخضاع السجينين الفارين لمسطرة الحراسة النظرية وإجراءات البحث التمهيدي، إلى تحديد هويات كل المتورطين في هذه الجريمة، انطلاقا من والدة أحدهما التي تمكنت من فتح باب الحافلة الخلفي والسماح لابنها وصديقه بالفرار، ثم الشخص الذي تكلف بنقلهما من محيط المحكمة عبر سيارته، صوب ورشة للحدادة، حيث تم تحريرهما من الأصفاد التي كانت تكبل أيديهما، فضلا عن باقي المتورطين الذين تكلفوا بترتيبات نقلهما صوب عين العودة حيث يقطنان وإيوائهما، وهي العمليات التي تكشف أنها خضعت لترتيبات مسبقة، وزعت فيها الأدوار بتخطيط وإشراف من والدة أحد الظنينين، التي قررت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالرباط، أول أمس الاثنين، إيداعها السجن ومتابعتها في حالة اعتقال بتهم ثقيلة، إلى جانب ابنها وزميله، منفذي عملية الفرار، وكذا ستة أشخاص، فيما تقرر متابعة شقيقة أحدهما وزوجها في حالة سراح بتهمة عدم التبليغ.
وكانت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن الرباط قد تمكنت في ظرف قياسي، نهاية الأسبوع الماضي، من اعتقال السجينين الفارين من داخل حافلة لنقل السجناء بالقرب من محكمة الاستئناف بالرباط.
وذكرت مصادر الجريدة أن الاستنفار الأمني الذي رافق عملية الفرار غير المسبوقة التي نفذها، مساء الخميس الماضي، السجينان المتابعان في ملف يتعلق بتكوين عصابة إجرامية والسرقة باستعمال السلاح، أسفر عن تحديد مكانهما وإيقافهما وهما على متن سيارة أجرة من النوع الكبير في اتجاه مدينة عين العودة ضواحي الرباط، من أجل التواري عن الأنظار بمنزل والدة أحدهما، وفق اتفاق مسبق، وهو الاتفاق الذي وضع هذه الأخيرة موضع شبهة بالتواطؤ والمشاركة في إعداد وتنفيذ عملية الفرار، ما أسفر عن اعتقالها رفقة ابنتها المتورطة في العملية نفسها.
وعجل التنسيق المحكم بين المصالح الأمنية وعناصر الدرك الملكي بسقوط السجينين الفارين، قبل أن تخضعهما عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط لتدابير الحراسة النظرية والبحث التمهيدي التي امتدت لثلاثة أيام، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك من أجل الإلمام بكل الملابسات المحيطة بالعملية، والتي أسفرت عن اعتقال تسعة أشخاص متورطين في مساعدة السجينين على الفرار وعدم التبليغ.