طنجة: محمد أبطاش
أعلن مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية بطنجة عن تسجيل عملية فرار لأربعة مرضى نزلاء بهذه المؤسسة الصحية يوم الأربعاء الماضي. وقالت إدارة المستشفى إن ثلاثة من هؤلاء كانت حالتهم مستقرة وينتظرون قدوم أفراد أسرتهم من أجل مغادرة المستشفى، في حين أن الرابع شخص مسجل خطرا، ويوجد رهن تدابير الحراسة الطبية، والذي تم إحضاره من طرف الشرطة بعد ساعة واحدة من هروبه.
وحسب إدارة المؤسسة، التي خرجت ببلاغ في الموضوع، فإن المرضى الفارين قاموا بكسر قفل باب خلفي للمصلحة التي تؤوي المرضى الرجال مؤقتا نظرا لأشغال الإصلاح والترميم التي يعرفها المستشفى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث قامت الإدارة المعنية بإيواء المرضى الرجال مؤقتا في مصلحة النساء بالمستشفى نفسه، مشددة على أن ثلاثة مرضى من الفارين كانت حالتهم مستقرة وينتظرون عائلاتهم لمغادرة المستشفى.
وفي الوقت الذي جاء بلاغ التأكيد على هذه الواقعة من إدارة المؤسسة الصحية بشكل تفاعلي مع نداءات أطلقتها أسر المرضى على الشبكات الاجتماعية، فإن بعض المصادر أكدت أن تكرار مثل هذه الوقائع بهذه المؤسسة الصحية يكشف عن كونها باتت غير قادرة على تقديم أدنى الخدمات، وعلى رأسها الحراسة، خاصة وأن المستشفى يضم أشخاصا خطيرين في صفوف المرضى، وهو ما يؤكد شكوكا راودت المحققين، في وقت سابق، عن وجود «قاتل متسلسل» بين المرضى، نتيجة وفيات غامضة اهتزت على وقعها المؤسسة الصحية المعنية خلال السنوات الماضية، ما جعل النيابة العامة المختصة تعطي الضوء الأخضر لتعميق الأبحاث حول هذه الواقعة، ضمنها انتحارات غامضة وقعت في جناح النساء أيضا، وهو ما عجل بحلول المفتش العام لوزارة الصحة للكشف عن تفاصيل ما يجري بهذه المؤسسة الصحية، وبالتالي رفع تقرير رسمي للوزارة الوصية حول عملية تدبيره من طرف الإدارة الوصية.
وأشارت المصادر إلى أن الجميع ينتظر المستشفى الجديد للأمراض النفسية، والذي سيتكلف به المستشفى الجامعي، ولا توجد نية بتوسيع المستشفى الحالي، سيما وأن مستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة يعتبر المؤسسة الصحية الوحيدة بالشمال التي تستقبل المئات من المرضى النفسانيين والمدمنين. كما أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أخيرا، أن مخطط إحداث مستشفى جديد بطنجة، في ظل رصد انتشار المتشردين والمرضى، غير حاضر لديها في الوقت الراهن، كما أن مستشفى الرازي هو الآخر خارج دائرة الوزارة من حيث إعادة التأهيل، وتوصي الوزارة فقط بتحسين إتاحة الأدوية النفسية كحل وقائي مرحلي.