غي كليزو مدرب للمنتخب الوطني درب الجيش والمنتخب وألزمته هزيمة بالجلوس على كرسي متحرك
ولد غي كليزو سنة 1929 في فرنسا، لكنه قضى فترة طويلة من حياته في المغرب إلى أن توفي بالرباط يوم 20 فبراير 2007، بعد أن عاش في أيامه الأخيرة شبه مشلول على كرسي متحرك. قضى الرجل مدة زمنية تقارب ثلاثة عقود، في جحيم المعاناة، فمنذ أن انهزم المنتخب المغربي لكرة القدم أمام نظيره الجزائري يوم تاسع دجنبر سنة 1979، بحصة مستفزة، خمسة أهداف لواحد، بدأ العد العكسي لنهاية المدرب الأكثر ارتباطا بالمنتخب الوطني والجيش الملكي. ليس على المستوى المهني بل الصحي أيضا.
تعددت روايات الوفاة الغامضة للمدرب الفرنسي، لكنها أجمعت على صك اتهام واحد، اسمه مباراة المغرب ضد الجزائر، والخسارة القاسية في عز الصراع السياسي بين الجارين.
في كتابه «مخزنة كرة القدم»، قال الباحث منصف اليازغي إن هاتفا خاصا وضع قبل مباراة المغرب والجزائر بإحدى قاعات الملعب الشرفي من أجل استقبال مكالمات الحسن الثاني، كما تواجد كل من الوزير الأول ووزير العدل المعطي بوعبيد رفقة إدريس البصري وزير الداخلية، وعبد الحفيظ القادري وزير الشبيبة والرياضة، جنبا إلى جنب مع المدرب في مستودع الملابس.
قبل استئناف الجولة الثانية من المباراة، تلقى المدرب مكالمة من الملك كلها لوم وعتاب، خاصة حول بعض مكونات تشكيلته، قدم المدرب الفرنسي الحساب للملك قبل الوزارة الوصية والجامعة، وعلل الهزيمة بضعف التركيز وعدم القدرة على تحمل ضغط المباراة والشارع الذي كان يعتبر الفوز على الجزائر انتصارا للقضية الوطنية، لكن الحسن الثاني صب غضبه على المدرب الذي أصيب بنوبة قلبية حادة.
منذ ذلك الحين لزم المدرب غي كليزو منزله في حي الليمون، بينما تم فتح بحث دقيق حول مسببات الخسارة. قضى «غي» ما تبقى من عمره معاقا، محاطا برعاية زوجته الفرنسية وابنه فيليب وابنته كارولين، وظل يعالج كل أسبوع بالمركز الطبي التابع لمركب الجيش الملكي، كما كان طيلة فترة مرضه الطويلة يتقاضى راتبا شهريا من الجيش لا يسمن ولا يغني من جوع، إلى أن لقي ربه.
بعد رحيل كليزو، طالبت بعض الفعاليات الرياضية بإطلاق اسمه على مركز التكوين التابع للجمعية الرياضية للجيش الملكي، لكن المطلب ظل أسير مواقع التواصل الاجتماعي، علما أن كليزو يعد من بناة الفريق العسكري.
من المفارقات الغريبة أن يتعرض مسكن هذا المدرب لعملية سطو تمت خلالها سرقة هدايا ثمينة تلقاها المدرب الفرنسي من الملك الراحل الحسن الثاني، عبارة عن ساعة يدوية باهظة الثمن ومجوهرات ثمينة من خزنة كبيرة حديدية ضمنها قلادة ذهبية قيمتها عشرات الملايين ومجوهرات ثمينة، فضلا عن ميداليات وتذكارات وأوسمة.
ركز التحقيق الأمني على بعض حراس الفيلا وهم من الجنود الذين كلفوا بهذه المهمة حين كان كليزو مدربا وظلوا يواصلون مهامهم حتى بعد اعتزاله الطوعي للكرة، بعد أن دخل تاريخ الجيش الملكي حيث يعد المدرب الأكثر تتويجا في تاريخه بـ12 لقبا.