كلميم: محمد سليماني
أطلق طلاب المؤسسات الجامعية والتكوينية والمهنية بكلميم صرخة جديدة، حيال أزمة النقل من وإلى هذه المؤسسات الموجودة خارج المدار الحضري للمدينة، الأمر الذي يضاعف متاعب الطلاب والمتدربين كل سنة دراسية وتكوينية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن وضعية الطلاب والمتدربين تتفاقم سنة بعد أخرى، في ظل غياب وسائل نقل تمكن هؤلاء من التنقل بأريحية من مقرات سكناهم نحو هذه المؤسسات البعيدة عن مركز المدينة. واعتبر طلاب المدرسة العليا للتكنولوجيا والمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة وكلية الاقتصاد والتدبير، ثم معهد التكنولوجيا التطبيقية أن مشكلة النقل «ليست مجرد تحد يواجههم، بل أصبحت أزمة حقيقية تهدد مستقبلهم الأكاديمي والمهني، في ظل معاناة يومية عبر رحلات طويلة ومرهقة يقطعونها يوميا للوصول إلى الكلية والمعاهد». كما كشف الطلاب في بيان توضيحي لهم أن «مشكلة النقل ليست مجرد إزعاج، بل هي عقبة حقيقية تحول دون تحقيقهم لأقصى إمكاناتهم، بسبب التأخر عن المحاضرات، والتغيب عن الفصول الدراسية، والإرهاق الشديد الذي يصيبهم نتيجة طول مدة التنقل، ما يؤثر سلبا على الأداء الأكاديمي والمهني، ويقلل من التركيز».
وحسب المعطيات، فإن غياب وسائل النقل من وإلى المؤسسات الجامعية والتكوينية بكلميم برز إلى الوجود منذ سنة 2017، بعد انتهاء عقد التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري الذي كانت تؤمنه شركة خاصة للحافلات. وحاول المجلس الجماعي لكلميم إيجاد حل لهذا المشكل العويص، إذ تم استقدام حافلتين مسلمتين على شكل هبة إلى مجلس جماعة كلميم، إلا أنهما منذ ثلاث سنوات ظلتا مركونتين في مرأب الجماعة تحت أشعة الشمس، دون أن يستطيع المجلس تشغليهما لأسباب غير معروفة، رغم أنه في البداية تم اقتراح وضعهما رهن إشارة إحدى جمعيات المجتمع المدني القادرة على تدبير هذا المرفق.
وفي سياق متصل، تجري على قدم وساق تحركات كثيرة من أجل إحداث مشروع للنقل ما بين الجماعات بإقليم كلميم، وذلك من خلال مؤسسة التعاون بين الجماعات، والتي أنهت أخيرا إعداد الدراسة المتعلقة بالنقل بالحافلات ما بين جماعات الإقليم، من أجل تسليمها إلى وزارة الداخلية، قصد تمويل إنجاز المشروع وإعلان الصفقة للتعرف على الشركة التي ستتولى تدبير مرفق النقل ما بين الجماعات. وتتضمن الدراسة تشغيل 26 حافلة، منها 15 حافلة بالمدار الحضري لمدينة كلميم، والتي ستؤمن النقل عبر 5 خطوط، و11 حافلة ستؤمن النقل ما بين الجماعات الترابية للإقليم.
وينتظر طلاب المؤسسات الجامعية والتكوينية بكلميم بفارغ الصبر تدخل الجهات المختصة، من أجل إنهاء مشكل النقل، خصوصا وأن عددا منهم يضطرون إلى قطع المسافة البعيدة سيرا على الأرجل، فيما البعض يكلفه التنقل بشكل يومي حوالي 50 درهما تقريبا.