الداخلة: محمد سليماني
أعرب عدد من أرباب الفنادق ومسيري المؤسسات الفندقية السياحية، إضافة إلى بعض المنتخبين والمسؤولين بجهة الداخلة وادي الذهب عن تذمرهم من الوضعية «الكارثية» التي يعاني منها القطاع السياحي بالجهة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن بعض أرباب الفنادق والمسيرين والمنتخبين، عبروا عن تخوفاتهم من الوضعية الكارثية غير المسبوقة التي أضحى يعرفها القطاع السياحي بجهة الداخلة- وادي الذهب خلال اجتماع موسع عقد قبل أيام بحضور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وعدد من مهنيي القطاع السياحي والسلطات المحلية والإقليمية، وبحضور ممثلي المؤسسات المنتخبة، لتقديم خارطة طريق القطاع السياحي للفترة ما بين 2023/2026 لجلب 17 مليون سائح.
وبحسب المصادر، فإن عددا من المستثمرين في القطاع السياحي، لم يبدوا أي تفاؤل حيال خارطة الطريق الجديدة، ذلك أن الوضع الذي يعرفه القطاع السياحي بالجهة يعيش حالة ركود غير مسبوق، لم يعرفها حتى خلال فترة الجائحة التي فرضت إغلاق المؤسسات الفندقية والسياحية. وأرجع الغاضبون أسباب هذا الركود إلى ندرة خطوط الربط الجوي ما بين الداخلة وعدد من المدن المغربية، وغياب هذه الخطوط ما بين الداخلة وعدد من المطارات العالمية، الأمر الذي انعكس سلبا على مردودية قطاع السياحة، إلى درجة أنه أصبح يتخبط في مشاكل كثيرة.
وفي هذا الإطار كشف المستثمر سعد حسيني، مالك مؤسسة فندقية بالداخلة أن سلطات المدينة «لم تدخر جهدا لجعل مدينة الداخلة وجهة سياحية تضاهي مدن مراكش وأكادير وطنجة، كما بذل المشغلون في القطاع السياحي قصارى جهودهم من أجل ذلك، غير أن المشكل الذي ما يزال يؤرق الجميع هنا هو غياب الرحلات الجوية نحو الداخلة». وأضاف المستثمر الحسيني أن غياب الرحلات الجوية نحو الداخلة يؤدي بشكل مستمر إلى «إلغاء حجوزات الإقامة بفنادق المدينة، كما أن السواح نادرا ما يفدون على الوجهة». وتساءل المتحدث عن «الأسباب التي تمنع السلطات العليا في البلاد من ضمان أن تكون الخطوط الملكية المغربية على قدر الجهود المبذولة من جهة، ومن جهة أخرى يجب كذلك أن نبحث عن وكلاء أسفار آخرين، وإقامة روابط مع جزر الكناري والاتحاد الأوروبي ولما لا مع وكلاء من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية».
من جانبه أوضح رشيد فايز وهو مسؤول بمؤسسة فندقية بالداخلة أن «الربط الجوي يشكل عصب السياحة، فإذا كانت البنية التحتية ذات أهمية كبيرة، فإن الربط الجوي ضروري للغاية». وأضاف المتحدث أن المدينة «تقع في أقصى جنوب البلاد على بُعد حوالي 2000 كيلومتر من الدار البيضاء وحوالي 1500 كيلومتر من مراكش، ولا يمكن للسائح الذي يأتي لقضاء أسبوع في المغرب، أن يتحمل السفر بالطريق في هذه المسافة، حيث ستستغرق الرحلة ما لا يقل عن 3 أيام ذهابا و3 أيام أخرى إيابا. لذلك، في غياب الربط الجوي، يفضل السائح عدم القدوم إلى الداخلة». وأوضح رشيد فايز أنه منذ «توقف رحلات الخطوط الجوية العربية، أصبحت السياحة نادرة بالداخلة، وهذا أثر بالطبع على استثماراتنا، فهذه المدينة التي تعتبر بوابة البلاد نحو إفريقيا في حاجة إلى ربط جوي مع شمال المملكة ومع وجهات عالمية أخرى».