شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

غلطة العمر: محمد الكرتيلي (نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سابقا)

الكاتب العام للجامعة كاد أن يفسد علاقاتنا مع القطريين والكتاني أنقذ الموقف

حسن البصري

مواقفك وصفت بالعدائية تجاه فريقي الدار البيضاء؟

 كل مسؤول يعادي الوداد أو الرجاء فهو أحمق، لقد كنت أجهر بالحقيقة في الوقت الذي يشاطرني الرأي باقي المسؤولين سرا، لكن هناك خلط بين النادي والمدينة، فالأقوى ليس الوداد أو الرجاء بل مدينة الدار البيضاء. صدقني لو وضعنا فريقا منهما في مدينة أخرى وجعلنا فيها إقامة دائمة له، أكيد ستتغير المعطيات ولن يظهر بنفس مظهر القوة، بل سأذهب معك لأبعد من ذلك وأطرح السؤال التالي: «ماذا لو غير كل فريق لونه؟». بالتأكيد لن تكون النتائج مشرفة. علينا أن نحافظ على قطبي الكرة المغربية بطرق علمية حديثة وليس بمنح من تحت الطاولة، لهذا كنت دائما أدافع عن التحفيز حسب الاستحقاق، طور نفسك وأداءك تكسب.

هناك حكاية تعود لسنة 2004، حين ذهبت إلى قطر على رأس المنتخب المحلي للمشاركة في دورة الصداقة الدولية، وبعد الظفر باللقب تسلمت، باعتبارك رئيس الوفد، القيمة المالية للجائزة ووزعت نسبة منها على اللاعبين والأطقم المساعدة، ثم احتفظت بالمبلغ الباقي في سيارتك، نريد منك الرواية الصحيحة لهذه القصة التي أثارت جدلا واسعا؟

شكرا جزيلا على هذا السؤال، لقد منحتني فرصة لتوضيح مجموعة من الأمور الغائبة عن الرأي العام، رغم مرور قرابة عشرين سنة على هذه الواقعة.

ما القيمة المالية للجائزة أولا؟

500 ألف أورو حوالي 500 مليون سنتيم.

ماذا وقع؟

ما وقع أن المغرب طلب من القطريين إشراك المغرب في دورة الصداقة الدولية، قام محمد بن همام، رئيس اللجنة المنظمة ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، باستبدال مصر بالمغرب نزولا عند رغبتنا، لأن الغاية من المشاركة في هذا الدوري أن جميع البلدان المشاركة ستصوت على ملف الترشيح لتنظيم كأس العالم وكنا من المرشحين ونعول على كسب أصوات لدعم موقفنا. لكن حين اقترب موعد دورة الصداقة حرر الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رسالة إلى رئيس الاتحاد القطري يعتذر فيها عن مشاركة المنتخب المغربي في هذه الدورة.

لا يمكن لكاتب عام أن يتخذ مثل هذا القرار من تلقاء نفسه، أكيد أن رئيس الجامعة هو من طلب منه كتابة رسالة اعتذار..

اتصل بن همام بسعد الكتاني الذي كان حينها رئيسا منتدبا للجنة المكلفة بتقديم ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2010، وعاتبه على هذا القرار، وقال له بالحرف «تصرفكم يفتقد للرجولة، لا يمكن بين عشية وضحاها تغيير جميع البرامج». كان بن همام متوترا وهو ينقل للمسؤول المغربي غضب القطريين، حينها اتصل الكتاني بالجنرال دوكور دارمي حسني بن سليمان، وبالفعل عقد اجتماع طارئ وتقرر مشاركة المنتخب المغربي المحلي في دورة الصداقة لإصلاح ما أفسدته رسالة الاعتذار.

ولكن كيف تم اختيارك على رأس البعثة المغربية إلى قطر؟

لست أنا من اختار هذه المهمة، ولم أقترح على رئيس الجامعة إسنادها لي، كل ما في الأمر أن الجنرال بن سليمان قال للكتاني إن رحلة قطر تحتاج إلى قائد يعرف كيف يدبر ليس فقط الجانب الرياضي بل الجانب الديبلوماسي أيضا، لأن رهاننا الأول من هذه المشاركة ليس هو الظفر باللقب بل هو جلب أصوات للملف المغربي والترويج له، وإصلاح ذات البين مع القطريين وبن همام على خلفية رسالة الاعتذار، وطبعا تمثيل الكرة المغربية أفضل تمثيل، وعلى الفور تم تكليفي برئاسة البعثة المغربية.

ما المهمة الأولى التي قمت بها في الدوحة؟ وكيف عالجت مشكل الرسالة المعلومة؟

بعد أن وصلنا إلى الدوحة بسلام، قررت عقد ندوة صحافية لتوضيح بعض الأمور، استدعينا الصحافيين الحاضرين في قطر لتغطية دورة الصداقة الدولية، تحدثنا معهم عن ملف الترشيح المغربي وعن دواعي وأهداف المشاركة المغربية في هذا الحدث الكروي، لكنني فوجئت بسؤال من صحافي مصري حاول استفزازي حين قال: السيد رئيس الوفد المغربي، كيف تثني على بن همام وتتحدث عن دوره في ملف الترشيح المغربي، وهو لم يمنح صوته للمغرب في آخر ترشيح للمونديال؟

ماذا عن رد فعلك أمام سؤال مباشر؟

شكرته على هذا السؤال الذي اعتبرته هاما وفي الصميم، ولسان حالي يقول له «جنت على نفسها براقش»، وقلت له إنك يا أخي لا تعرف قيمة بن همام وشخصيته، فهو لا يمثل قطر بل يمثل آسيا، وقراراته تحسب عليه، لهذا لم يكن هذا الرجل مخطئا في تقديره للأمور، أنا لو كنت مكان بن همام وكانت لي صلاحية التصويت لما منحت صوتي للملف المغربي، لأنه كان عبارة عن مجسمات مشاريع لا وجود لها على أرض الواقع. أنا أحيي فيه شجاعته حين اتخذ قرارا مثل هذا منسجما مع قناعاته وعلى صدق طويته.

هل كنت تقول هذا الكلام من باب مجاملة مستضيف الدورة أم عن قناعة؟

ليس من شيمي أن أجامل الناس، ما قلته كان كلاما صادرا عني يجسد قناعاتي ولا أسعى من خلاله لمحاباة بن همام.

ماذا حصل بعد الندوة؟

اتصل بي هاتفيا من سويسرا، وقال لي إن أحد الصحافيين أخبره بكل ما قلت في حقه من شهادات، وعلى الكلمات التي قلتها في حقه، ولأنه يعرفني من خلال الانتماء لمجلس الاتحاد العربي لكرة القدم، فقد طلب مني الجلوس معا حول مائدة عشاء مباشرة بعد وصوله للدوحة وهو ما حصل فعلا.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى