نود لو تقرب القراء من طفولتك في المدينة القديمة، وكيف عشت وسط أسرة متعددة الأفراد؟
أنا من مواليد حي عرصة بن سلامة، بحي بوسبير القديم بالمدينة القديمة للدار البيضاء، وتحديدا في دجنبر 1960، اختار لي الوالد اسم عزيز. كان والدي من الشرفاء السباعيين، لهذا تم تدوين اسمي الرباعي في الحالة المدنية على الشكل التالي «الإدريسي السباعي بودربالة مولاي عبد العزيز».
والدي عاش في فرنسا بحكم زواجه من سيدة فرنسية، ووالدتي هي الزوجة الثامنة في ترتيب زيجات أبي، الذي لم ينجب سوى ولدين اثنين من زوجته الفرنسية، لا أعرفهما لحد الساعة، لكنه أنجب من والدتي تسعة أبناء، خمسة أولاد وأربع بنات، فقدت قبلهم ولدين اثنين، وكنت أصغرهم سنا، وترتيبي هو الثامن بين إخوتي، ومن المصادفات العجيبة أن أحمل بعد ذلك رقم ثمانية في قميصي الرياضي.
قلت إن والدك كان من الشرفاء السباعيين، لكن كيف كان يوفر لقمة العيش لهذا العدد الكبير من الأبناء والزوجات؟
كانت «البركة» في تلك الحقبة التاريخية، والدي جاء إلى الدار البيضاء في ثلاثينات القرن الماضي، وكان يملك سبع عربات نقل «كواتشة»، واستقر في زنقة الطاهر العلوي بالمدينة القديمة، قبل أن ينتقل إلى عرصة بن سلام، ثم أصبحت لديه سيارة أجرة صغيرة، تعويضا له على عربات النقل التي كان يملك، وكان يعيل أسرة تتكون من أحد عشر فردا، عانوا كثيرا لكنهم كانوا يعيشون في جو حميمي. كانت الحياة جميلة جدا، رغم صعوبتها في حي شعبي رائع.
ولكن ما سر الاسم العائلي «بودربالة»؟
أصول هذا الاسم العائلي ترجع إلى زاوية في إقليم شيشاوة، في منطقة تعرف بلخناينك، مئة قبة وقبة، وهي معروفة جدا في المنطقة نظرا لوجود العديد من أضرحة أولياء الله الصالحين فيها. في قرية أيت هادي يوجد قبر جدي الخامس، وأيضا قبر الحاج عبد الله، الرجل الذي قدم من الشرق متخفيا، وهو رجل ميسور الحال يملك العديد من الأنعام، وكان قد لجأ إلى المنطقة لوفرة المياه فيها، وكان يرتدي لباسا رثا عبارة عن «درابل»، وحين تقدم لخطبة واحدة من بنات الأعيان بالمنطقة فرض عليه والدها بضعة شروط تعجيزية، لثنيه بطريقة أو بأخرى عن التقدم لخطبة الفتاة، ولكن الرجل لبى طلبات والد الفتاة وقدم مهرها كاملا، ومع توالي الأيام أصبحت هذه المنطقة أشبه بعائلة صغيرة، يملك أهلها نسبا واحدا بحكم قرابة المصاهرة، وهم جميعا يحملون لقب بودريبيلة، نسبة إلى الولي الصالح المدفون في المنطقة، الحاج عبد الله بودربالة، الرجل القادم من الشرق والذي توفي بالمنطقة وبني له ضريح بها بحكم ورعه وتقواه.
التحقت بالرجاء البيضاوي وأنت فتى، لكن سرعان ما عدلت عن الفكرة وغيرت الوجهة صوب الوداد، هل كانت أول غلطة في مسارك الكروي؟
كانت الكرة تشغل الجزء الأكبر من حياتي حيث كنت أداعبها في «لوسيعة»، في أزقة المدينة القديمة بمدينة الدار البيضاء، وفي الصيف نمارس الكرة في شاطئ البحر فضلا عن ممارسة السباحة في مريزيكة، لكن أحد أصدقائي، البشير السقاي، طلب مني المشاركة في اختبار كروي بملعب الرجاء البيضاوي رفقة شبان الرجاء، بكل صدق ذهبت تلبية لرغبته، تمرنت فتم انتقائي على الفور بالنظر لمهاراتي، وطلب مني التعجيل بتحضير وثائق التوقيع للرجاء، علما أنني نشأت في وسط يعشق الوداد ولا يتكلم إلا عن الفريق الأحمر.
لكن شقيقك الأكبر كان رجاويا..
كان محمد، شقيقي الأكبر، يلعب في شبان الرجاء البيضاوي، وكان من الصعب عليه الجمع بين الكرة والدراسة في مركز للتكوين المهني بعين الشق، لكنه، بكل أسف، لم يواصل اللعب فترة طويلة، وكان يشغل مركز ظهير أيسر.
نعود إلى انفصالك المبكر عن الرجاء، كيف حصل؟ ومن كان وراءه؟
أنا أنتمي لعمق المدينة القديمة معقل الوداديين، رغم ذلك لبيت رغبة صديقي والتحقت بالرجاء، لكن ما أن شاع خبر توقيعي لشبان الرجاء حتى عاتبني الجيران والأصدقاء على الاختيار، لأنهم يعتبرون المدينة القديمة معقلا للوداد ودرب السلطان معقلا للرجاء. ومن بين المعاتبين عبد الكريم كاباطاس رحمه الله، وهو أشهر مشجع في تاريخ الوداد، حيث طلب مني القيام بالمستحيل من أجل الانفصال عن الرجاء والالتحاق بالوداد. فعلا أمام إلحاحه أعطيته الضوء الأخضر وتوجه لإدارة الرجاء وقال للمدرب إنني مضطر للانتقال إلى مدينة أكادير لأن والدي تم تنقيله إلى هذه المدينة كأستاذ، وأضاف أنه يتحتم علي مغادرة الفريق. صدق مدرب الرجاء هذه الحكاية التي كانت من نسج خيال عبد الكريم، وسلمه وثائقي التي حملها على الفور إلى إدارة الوداد وفي اليوم الموالي أصبحت لاعبا ضمن شبان الفريق الذي قضيت فيه الجزء الأكبر من حياتي.
كيف كان موقفك حين واجهت شبان الرجاء بعد أسبوع؟
فعلا لعبت ضد شبان الرجاء وسجلت هدفين، تعرفت على الأستاذ غلام وكان مسؤولا في الرجاء، رغم ذلك ظل يتابع مباريات الوداد في ملعب الأب جيكو، ويسدي إلي نصائحه كأب عطوف ويقدم ملاحظاته، تصور رجاوي ينصح وداديا كان هذا في نهاية السبعينات.. اليوم من المستحيل أن ترى مثل هذا المشهد.
تلقيت عرضا مغريا من نادي إنتر ميلان الإيطالي، لكن الصفقة فشلت ولفها غموض كبير، هل أخطأت حين أسأت تدبير هذا العرض؟
لست أنا المخطئ ولكن الخطأ قائم دون قصد، كنا نمارس في إطار الهواية ولم يكن يجمعني مع الوداد عقد موقع ولا هم يحزنون، حتى طريقة تسيير الفرق المغربية في تلك الفترة لم تكن معقلنة بالرغم من ظهور نجوم وتألق عدد من الفرق. جاءني العرض الإيطالي بتدخل من الصحافي لينو باكو، لم يكن حينها صحافيا بل كان يشتغل في القنصلية الإيطالية بالدار البيضاء، اتصل به مسؤولو الإنتر وعبروا عن رغبتهم في ضمي للفريق الإيطالي.
متى كان ذلك؟
في بداية الثمانينات كنت في عقدي الثاني، لهذا تمسكت بهذا العرض، خاصة وأنه خلال الفترة التاريخية التي نتحدث عنها لم يكن انتقاء اللاعبين يتم من خلال معاينة أشرطة أو لقطات متلفزة، بل كان على اللاعب الحضور الميداني والمشاركة في مباراة. بالنسبة لمسؤولي الإنتر فقد ربطوا الاتصال بلينو الذي طلب مني الاستعداد للسفر إلى ميلانو للمشاركة في “موندياليتو”، وهو دوري سنوي عالمي كان الفريق الإيطالي ينظمه. تلقيت خبر السفر قبل 48 ساعة من موعد مباراة في الدوري المحلي، ولكنني لعبت مع الوداد مباراة قوية ضد المغرب الفاسي وخلالها تعرضت لإصابة في فخذي، لم يكن التمزق العضلي سهلا بل كان مؤلما في الحقيقة.
هل عدلت عن فكرة السفر؟
سافرت إلى ميلانو وقضيت ثلاثة أسابيع تحت العلاج على نفقة الفريق الإيطالي، كانت الإصابة خطيرة، وحين بدأت أتماثل للشفاء كان “الموندياليتو” على وشك الانتهاء. التحقت بتداريب الفريق وأصبحت جاهزا للمشاركة في مباراة بين إنتر ميلان وبينارول الأورغوياني، فعلا أقحمني المدرب في التشكيلة الرسمية على أمل مشاهدتي عن قرب، لكن ما حصل يوم المباراة هو أن أمطارا غزيرة تهاطلت وأصبحت أرضية الملعب ثقيلة، حينها تدخل طبيب الفريق وأخبر المدرب بإسقاطي من التشكيلة الرسمية حتى لا أتعرض لمضاعفات أخرى.
حين عدت للمغرب بعد فشل صفقة انتقال تاريخية عبرت للمكتب المسير للوداد عن سخطك..
طبيعي أن أغضب وأن أعاتب وأن ألوم المكتب المسير الذي لم يخبرني بالعرض بشكل مبكر، شيء عادي أن أغضب لأنني كنت شابا في العشرين من عمري وأحلم بالاحتراف وشعرت بأنهم نسفوا حلمي. وكأي لاعب شاب كانت تراتبية الأحلام على الشكل التالي: اللعب لفريق كبير في المغرب، حمل قميص المنتخب الوطني، ثم الاحتراف في دوري أوروبي، بل كنت سأدخل التاريخ كأول عربي يوقع لإنتر ميلان. ظلت العلاقات قائمة مع النادي الإيطالي حيث تلقيت دعوات من مسؤوليه وزرت النادي رفقة لينو باكو، بل وقع علي الاختيار سفيرا وممثلا لهذا الفريق في المغرب. ويبدو أن المسؤولين الإيطاليين وجدوا في شخصي المواصفات المطلوبة، والتي تعكس صورة الفريق الإيطالي في المغرب وشمال إفريقيا.
بعد فشل العرض الإيطالي اخترت الاحتراف في فريق سويسري بسيط اسمه «سيون»، هل كان غلطة مسار؟
لم يكن القرار بيدي، في تلك الفترة كان رئيس الفريق هو صاحب القرار الأول والأخير، لم يكن يربطني بالوداد سوى حب القميص، لم يكن لي مستشار أو وكيل أعمال يقرب لي الصورة ويحمي مصالحي. توقع عقدا في بداية مشوارك وتصبح لاعبا مدى الحياة للفريق. بعد خيبة أمل إنتر ميلان توصلت بعرض من ستراسبورغ ونانسي وإف سي سيون. هذا الأخير جاء للمغرب في الفترة الصيفية للقيام بمعسكر في الدار البيضاء، وكان يتمرن في ملعب الوداد، حيث سمع مسؤولوه عني فقرروا التفاوض مع الرئيس عبد الرزاق مكوار الذي استدعاني لمنزله حيث التقيت برئيس النادي السويسري الذي فاتحني مباشرة في الموضوع، لم يكن لي رأي سوى في اختيار النادي.
كيف عشت أيامك الأولى في مدينة جبلية وأنت القادم من دفء المدينة القديمة؟
سافرت إلى سيون بداية الدوري في شتنبر، كان الشتاء بدأ فجأة بدل فصل الخريف، شعرت بقساوة المناخ وقلت في قرارة نفسي لن أستطيع العيش في هذه المدينة، لكن القدر شاء أن أعيش في سيون أربعة وعشرين عاما.
في تلك الفترة كان حضور اللاعب المغربي في الملاعب السويسرية قليلا..
حين التحقت بالدوري السويسري بداية الثمانينات، كان سفير الكرة المغربية في هذا البلد هو مصطفى يغشا، اللاعب السابق للمنتخب الوطني والدفاع الحسني الجديدي، والذي خاض تجربة احترافية بالبطولة السويسرية دامت أكثر من 15 سنة، متنقلا بين الفرق السويسرية، أهمها إف سي زوريخ. وفي نفس سنة انتقالي إلى سيون رحل لاعب الوداد محمد رابح الملقب بـ”شيشا”، بعد واقعة ضياع ضربة جزاء في مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره الكاميروني، وبالمناسبة أنا من تسبب في تصيد ضربة الجزاء، لكن شيشا أهدرها وتحول الأمر إلى مأساة في حياته، بيد أنه سافر في الفترة نفسها إلى سويسرا وبدأ حياته من جديد حين انضم لنادي مارتيني الذي لا يبعد كثيرا عن سيون. الحمد لله رب ضارة نافعة.
في سيون قدر لك أن تتزوج نجلة مشجع للفريق السويسري، وكنت تقضي أربعا وعشرين سنة في هذه المدينة، كيف اخترت الزواج المختلط؟
كنت مرتاحا في سيون بدليل أنني لم أغادر هذه المدينة وظل سكني بها حتى وأنا ألعب للنادي الباريسي، بصراحة أعجبت بالمنطقة وسحرها واخترت الاستقرار بها. حين دخلت عالم الاحتراف تشبعت بحب هذا الفريق، فقررت الزواج باعتباره عنصر استقرار في حياة لاعب يعاني من الاغتراب أولا ومن المناخ البارد لهذه المدينة الجبلية. شاءت الصدف أن أتلقى دعوة استضافة من طرف أحد المشجعين الذين لا يخلفون الوعد مع مباريات سيون، وهو ما جعل الأسرة السويسرية تشكل ملاذا لي كلما شعرت بالعزلة، كانت هذه الأسرة السويسرية عاشقة لفريق سيون فالأب المنخرط وأبناؤه كلهم يحبون النادي وكانوا يتابعون مبارياته. أعجبت بابنة هذا المشجع والمنخرط في سيون، وفاتحت شقيقها الذي كان يتردد على شقتي في موضوع زواجي بشقيقته ناتالي التي كانت تصغرني بست سنوات فاستشارها في الموضوع وتلقى منها الموافقة فقررت الارتباط بها ودخول البيت من بابه.
كان شرطك اعتناقها الإسلام..
ناتالي اعتنقت الإسلام قبل أن نعقد قراننا، وكانت تدرس الديانة الإسلامية وتتعمق في فهمها عن اقتناع، علما أن مدينة سيون لا يوجد فيها عرب ولا مسلمون. أصبحت ناتالي قارئة للقرآن متابعة لسيرة الرسول صلوات الله عليه وصحابته، وهو المنحى الذي لم يعترض عليه والدها وشقيقها بل باركاه، لا تنس أن والدي كان متزوجا أيضا من فرنسية حين كان مقيما في فرنسا.
من الأخطاء التي سجلت في هذا الارتباط إصرارك على وقف مسار زوجتك في مجال الطب والاكتفاء بدور ربة بيت..
ناتالي كانت تتابع دراستها في كلية الطب بجنيف وتتابع مباريات الفريق بحكم عشق والديها وأشقائها للنادي. كانت ناتالي تتقاسم معي هواية العزف على الغيتار وحب الفن الموسيقي، وحين دخلنا تجربة الزواج قررت تمديد عقدي مع الفريق السويسري رغم أنني تلقيت عروضا أفضل ورغم أن راتبي كان بسيطا. لكن ناتالي قالت لي إنها تريد أن تتفرغ للبيت لتكوين أسرة، خاصة حين انتقلت للاحتراف في فرنسا. هذه ليست غلطة يمكن أن نعتبرها هفوة وسوء تقدير من جانبنا. الحمد لله كان الاختيار بمحض إرادتها وحين رزقت بابنها الأول زايد ازدادت اقتناعا بهذا الاختيار لأنه كان من الصعب عليها الجمع بين الدراسة الجامعية في مجال الطب وتربية الأبناء ورعاية زوج مهنته كرة القدم، ونظرا لتفرغها التام لتربية أبنائها والتكفل بهم في ظل غيابي المستمر عن البيت بسبب انشغالي بمباريات الأندية التي وقعت لها، وأيضا معسكرات المنتخب الوطني، قبل أن أنكب بعد اعتزالي على دراسة التدريب في سويسرا.
أنت أيضا قضيت وقتا طويلا في سويسرا مباشرة بعد اعتزالك، هل أخطأت في هذا القرار؟
بعد اعتزالي توصلت بعروض داخل المغرب وخارجه، كنت أفكر كثيرا في مستقبل أبنائي، من غير المنطقي أن أقضي أيامي في التجوال بين دول العالم دون أن أرافق أبنائي في نشأتهم.
لماذا لم يسر أبناؤك على نهجك ولم يتألقوا في مجال الكرة، ما السبب؟
زواجي أثمر ثلاثة أبناء وهم حنفي وياسين وكميل، كلهم لعبوا في الفئات الصغرى للفريق بمحض إرادتهم ودون تأثير مني أو من والدتهم، كان ابني ياسين حارسا للمرمى ولقد جاور ياسين بونو في الوداد، أما كميل الابن الأصغر فكان نسخة طبق الأصل مني، تقريبا بودربالة مصغر، لكن اكتشفوا أنه من الصعب بل من المستحيل الجمع بين الكرة والدراسة، الحمد لله الآن وضعيتهم الدراسية جيدة، خاصة وأنهم تابعوا تعليمهم العالي في أوربا. رغم ذلك فحنفي وكميل عاشقان لأولمبيك ليون ومنخرطان في هذا النادي الذي حملت قميصه، يمكن أن تصنفهما في خانة «الحياحة» وطبعا عشق الوداد ثابت.
من الأخطاء المسجلة في مشوارك الكروي، دخولك المحتشم لعالم التدريب وكأنك لم تستغل تجربتك الطويلة في الملاعب الرياضية..
أتفق معك، لقد دخلت عالم التدريب بشكل محتشم أو نسميه تردد، حين تعيش الاحتراف وتعود إلى الهواية يصعب الاندماج، ممكن أن أجد نفسي في الإدارة التقنية كما هو الحال الآن في الدفاع الحسني الجديدي.
والوداد؟
الوداد هو فريقي الأم اشتغلت في الإدارة التقنية في فترة مع الإطار الوطني المعروفي، لكن في عهد الرئيس الحالي سعيد الناصري، في بداية عهده، فضلت البقاء بعيدا عن محيد الوداد الساخن، لأنه حصل سوء فهم ذات يوم، حين اتصل بي الناصري وطلب مني أن أزوره في مركب محمد بن جلون، لم يخبرني بسبب اللقاء ولكنه ألح علي، فعلا توجهت إلى الملعب والتقيته في مكتبه تحدثنا عن أمور تتعلق بالتكوين والنادي بصفة عامة كان لقاء تشاوريا، في اليوم الموالي كتب موقع صحافي ما مفاده أن بودربالة حل بملعب الوداد رفقة ثلاثة لاعبين بغرض بيعهم للفريق، منذ ذلك الحين قررت الابتعاد، أنا من نوعية البشر الباحث عن الهدوء.
على ذكر الإشاعة، ظلت الإشاعات تطاردك خاصة كلما اقتربت من المحيط الفني، هل مجال الفن أكثر خطورة من المجال الرياضي؟
أعتقد أن الإشاعة الأكثر تداولا هي إشاعة زواج عزيز من الممثلة المغربية نجاة خير الله، الحمد لله زوجتي لم تغضب ربما لم تهتم بالموضوع، أعتقد أن الإشاعات تنشط أكثر في الوسط الفني، لا يمكن أن أرفض طلب شخص طلب مني صورة للذكرى. سأروي لك حدثا طريفا وقع لي حين كنت لاعبا للوداد والمنتخب، فقد كان أحد شبان المدينة القديمة بالدار البيضاء يشبهني بل يقلدني حتى في تسريحة شعري وهندامي، وكان يخطب الفتيات من أهاليهم باسمي، لقد قام بخطبة أربع فتيات لكن أمره انكشف أخيرا وتبين زيف ادعاءاته.