شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

غلطة العمر حوارات جريئة ناطقة بالندم والاعتراف: محمد الكرتيلي (نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سابقا)

وزعت على لاعبي المنتخب المغربي ثلث الجائزة المالية نقدا وتركت الباقي للجامعة

هل اعتذرت للقطري بن همام جراء الخطأ المرتكب من طرف الجامعة؟

مقالات ذات صلة

كما قلت لك سابقا، فقد حدد معي موعدا بمجرد وصوله للدوحة، فعلا جمعنا لقاء عشاء، وأعطاني ضمانات في شأن دعمه للملف المغربي الذي كان حينها في مرحلة الترويج للظفر بتنظيم نهائيات كأس العالم 2010 والتي، للأسف، كانت من نصيب جنوب إفريقيا، وتلك حكاية أخرى.

 

ما الذي قدمته للمسؤول القطري لتبرير الخطأ الإداري؟

حين تكون مجتمعا حول وجبة عشاء، فإن الرسميات تزول، لهذا بكل روح دعابة قلت له إن الرسالة التي بعثها الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رافقها سوء فهم من كاتبها، قلنا له راسل الاتحاد الصيني واعتذر له عن مشاركة منتخبنا في دورة ببكين، فاختلطت عليه الأمور وأرسلها للاتحاد القطري.

 

لكن، لحد الآن، لم تكشف لنا عن قصة الـ500 مليون التي تسلمتها نقدا من القطريين..

بعد الندوة الصحافية ناديت على المدرب مصطفى مديح رحمه الله، وطلبت منه دعوة اللاعبين والأطقم لاجتماع طارئ بالفندق الذي نقيم فيه، قلت له إننا نخوض دوريا للكرة وللديبلوماسية الرياضية. تناولت الكلمة وقلت للاعبين والتقنيين والإداريين وكل أفراد البعثة إننا جئنا لقطر من أجل الترويج لملف المغرب وأكدت لهم أننا في حملة لدعم حق المغرب المشروع في تنظيم كأس العالم، وهذا لا يتحقق بالكلام وبالنوايا بل بتقديم كرة جميلة تجمع بين الفرجة والفاعلية، حتى يعرف بأننا شعب له امتداد عميق في تاريخ الكرة وأننا نلعبها بأخلاق، وشرعت في تهييج اللاعبين وحولتهم من مجرد عناصر تحمل قميص منتخب بلادها إلى كائنات في مهمة خاصة.

 

كل هذا الخطاب الحماسي لم يعط أكله، لأن المنتخب انهزم أمام كوريا الجنوبية بهدفين دون رد..

دعوت مصطفى مديح لعقد اجتماع في مساء اليوم ذاته، كان رحمه الله يعتقد أنني سأعاتب اللاعبين، لكن خطابي كان مختلفا. فقد قلت للاعبين إنكم قدمتم للجمهور كرة جميلة وكنتم في مستوى الحدث أخلاقيا ولم يسجل الحاضرون ضدكم أي انفلات، والتمست منهم مزج الروح الرياضية واللعب النظيف بالمردودية والفاعلية، وسألتهم: «ماذا لو زاوجتم بين الأداء الجميل والانتصار؟». لاحظت أن اللاعب مديحي كان ينظر لي وكأن لسان حاله يقول: «وما نصيبنا نحن من هذه الدورة؟». قلت له إنني أعلم نفسية اللاعبين الذين يحتاجون لخطاب تحفيزي مادي، قلت له، ومن خلاله وجهت كلامي لجميع الحاضرين، إنني ألتزم معكم بتخصيص ثلث المنحة المخصصة من طرف القطريين للاعبين والمؤطرين والثلث الثاني للمنتخب المغربي الأول الموجود في تونس حيث كان يخوض كأس أمم إفريقيا 2004، والثلث الأخير للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

 

هل صدق اللاعبون خطابك؟

عم صمت رهيب داخل القاعة، قبل أن يتدخل المدرب مديح ليطمئن اللاعبين ويقول لهم «إلا عطاكم الكرتيلي الكلمة صدقوه»، كان يعرف أنه تلقى وعدا بمنح دسمة للاعبين في كندا لكن الجامعة أخلت بوعدها، حينها سادت القاعة أجواء الثقة والفرح وتبين أنني شحنت معنويات العناصر الوطنية وأن القادم أفضل.

 

تغيرت نتائج المنتخب طبعا في المباريات الأخرى..

نعم تغيرت ملامح المنتخب، فقد انتصرنا في المباريات المتبقية من الدوري ووصلنا إلى المباراة النهائية، وحققنا نصرا أيضا على المنتخب الكوري الذي هزمنا في أول مواجهة.

 

توصلت بالقيمة المالية للجائزة نقدا من الجهة المنظمة، كيف وزعت «الغنيمة»؟

بعد انتهاء المباراة، سلمني المسؤول القطري كيسا ملفوفا في بلاستيك يحتوي على المبلغ المالي المخصص للفائز بالدورة، 500 مليون سنتيم بالعملة المغربية، سلمته للكاتب الإداري للمنتخب وطلبت منه الاحتفاظ به إلى أن نعقد اجتماعا لتوزيع المنح.

 

لماذا قررت توزيع المنح في الدوحة بدل توزيعها من طرف الجامعة على اللاعبين بواسطة شيكات بنكية؟

أنا قدمت وعدا في الدوحة وكانت علي مسؤولية تنفيذه في الدوحة وليس الرباط، لهذا طلبت من الإداري تقسيم المبلغ إلى ثلاث حصص، على أن نخصص الثلث الأول للاعبين والمؤطرين، وهذا ما حصل حيث وضعنا لائحة للمستفيدين من لاعبين ومدربين وإداريين وطاقم طبي والمكلف بالأمتعة أيضا، تقريبا خمسة ملايين لكل لاعب وهناك من كان يلتمس مني إضافة مبلغ آخر فألبي رغبته وحتى المدرب ساعدته على استكمال أقساط شقة، وحين سلمت المسؤول عن الأمتعة مبلغا يقدر بأربعة ملايين سنتيم شكرني بحرارة وقال لي إنه لم يحصل على مبلغ مماثل طيلة خرجاته مع المنتخبات. وطبعا خرج الجميع من الاجتماع فرحين وسعداء لأنني أوفيت بالوعد الذي قطعته على نفسي، ومنهم من تمنى أن أظل دائما موفدا من الجامعة في سفريات المنتخب لأنني رجل «كلمة».

 

بعد انتهاء حفل توزيع المحصول المالي، هل أشعرت الجامعة الملكية المغربية بهذه الوزيعة؟

مباشرة بعد انتهاء الاجتماع تلقيت مكالمة من أمين مال الجامعة في تلك الفترة سامحه الله، وطلب مني تحويل المبلغ المالي للجائزة الذي أخذناه نقدا إلى الحساب البنكي للجامعة، قال لي إن فوز المنتخب يضخ في خزينة الجامعة المبلغ بالكامل، قلت له بالحرف «ادخل لسوق راسك»، وحين ألح علي كان ردي عليه بعبارات قبيحة لأنه أغضبني وحول فرحة الفوز باللقب إلى قلق. كنت أنتظر منهم تهنئتي على الإنجاز أو يطلبون مني تبليغ اللاعبين تهاني الأعضاء الجامعيين، لكن هاجس أمين المال هو المال فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى