شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

غلطة العمر حوارات جريئة ناطقة بالندم والاعتراف:محمد الجامعي (مؤسس كرة القدم داخل الصالات)

هكذا وجدت نفسي متهما بالتزوير وانتحال صفة رئيس الفيدرالية والتهجير السري

حسن البصري:

اسمك الحقيقي محمد الجامعي، لكن الاسم المتداول في القنيطرة وخارجها هو «محمد النهيضة»، ما قصة هذا الاسم؟

النهيضة تصغير للنهضة القنيطرية، وهو الفريق الثاني في مدينة القنيطرة، لقد عشقت هذا الفريق وتعاطفت معه خاصة بعد صعوده لقسم الكبار، علما أنني لعبت في الفئات الصغرى بالنادي القنيطري، إلا أن حبي الكبير كان للنهضة، هذا الفريق الذي كان مقهورا مظلوما لا يمنح له ما يخصص للكاك وأنا كنت دوما نصيرا للفقراء، لذا كنت أسافر معه لأتابع مبارياته حتى خارج المدينة، وحين أعود مساء يقصدني الناس، وأنا صغير السن، ويسألونني عن النتيجة وكيف مرت المباراة، فيتحلقون حولي لأنقل لهم وقائعها، ومنذ تلك الفترة عرفت بلقب النهيضة أي الفتى الصغير العاشق للنهضة القنيطرية.

 

ما قصة كرة القدم المصغرة التي كانت سبب شهرتك وسبب تعاستك أيضا؟

أول خيوط هذه الحكاية بدأت من ميناء القنيطرة، حيث رست باخرة تجارية أجنبية وشرع طاقمها في ممارسة لعبة كرة القدم المصغرة في الميناء، ولأنني كنت لاعبا سابقا في النادي القنيطري ولي ميولات للكرة، فقد كنت أشاركهم اللعبة إلى أن طلبوا مني مساعدتهم على خوض مباراة مع فريق من القنيطرة، ما جعلني أهيئ مجموعة من اللاعبين وخضنا المباراة لأول مرة في نوع رياضي أشبه بلعبة «القويدسات» التي كنا نمارسها في ساحة الشهداء مسقط رأسي. فعلا اللعبة الجديدة استهوت شباب القنيطرة، فعملنا على نشرها وكانت النواة الأولى لتأسيس فريق رسمي سيحمل اسم أجاكس القنيطري.

 

بعد تأسيس هذا الفريق دخل عالم المنافسات على المستوى العالمي، وانضم لهيئة رياضية خاصة بكرة الصالات تدعى “فيفوزا”، من هنا بدأت متاعبك أليس كذلك؟

عندما أسسنا فريق أجاكس، لم يكن في المغرب جهاز تأطيري خاص بكرة الصالات، وحين نشارك في المسابقات الخارجية كان من اللازم الانخراط في هيئة عالمية لهذا النوع الرياضي.

 

لكن كانت جامعة لكرة القدم هي المشرفة على تنظيم جميع المسابقات الخاصة بهذه الرياضة..

نعم كانت هناك جامعة ولكن لا وجود لجهاز خاص بكرة القدم داخل الصالات، فهذا النوع الرياضي، بالنسبة للمسؤولين، مجرد لعبة للترفيه وتذويب الدهون يمارسها كبار السن ومعتزلو الكرة العادية. رغم ذلك حاولنا تنبيههم لهذا النقص في الهيكلة دون جدوى، وفي سنة 1994 توجهت بشكل شخصي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم وقدمت طلب انخراط أجاكس، فتم قبوله وأصبح المغرب ممثلا في المجلس التنفيذي لهذه اللعبة، وبشكل سريع شرعنا في تمثيل المغرب في كثير من المحطات العالمية، بدءا بكأس العالم في الأرجنتين في السنة نفسها، وفي سنة 1997 شاركنا في مونديال المكسيك وفي البطولة نفسها ببوليفيا سنة 2000. وبطلب من الاتحاد الأوربي نظمنا بطولة أوربا للأمم في المغرب بمشاركة 12 دولة أوربية، علما أننا الفريق الوحيد الذي كان يمارس هذا النوع الرياضي في القارة الإفريقية.

 

ما الغلطة التي ارتكبها الجامعي في بداية دخول فريق أجاكس للعالمية؟

لقد وصلنا إلى نصف قرن على ظهور هذه اللعبة في المغرب، هذا مكسب تاريخي يجب الوقوف عنده واستثماره، لكن الغلط الذي تم ارتكابه دون قصد طبعا، هو دخول المغرب طرفا في الصراع الذي كان قائما بين “الفيفوزا” باعتبارها أول هيئة عالمية تشرف على اللعبة وتنظمها، و”الفيفا” كمنظمة ساهرة على كرة القدم في ربوع العالم، وكانت هذه الأخيرة تحاول استقطاب مكونات خصمها “الفيفوزا” بغرض إضعافها. لقد تلقيت رسالة من “الفيفا” سنة 2000 يطالبني من خلالها الرئيس شخصيا بالانضمام لهم مع منحي حق الإشراف على كرة القدم الشاطئية في المغرب، رفضت الطلب لأنني كنت عضوا في اللجنة التنفيذية وكانت لي عدة مهام قيادية في “الفيفوزا”، ربما هذه هي نقطة التحول في حياتي وأصبحت في مواجهة أعداء النجاح.

 

لم تنته الحرب عند هذا الحد، بل تم الزج بك في السجن وأصبحت في مواجهة تهم التزوير والتهجير، كيف واجهت هذه العاصفة؟

لم يكن يخطر ببالي يوما أن هذا المجهود الذي أقوم به، وإصراري على تمثيل بلدي في أكبر المحافل الدولية، سيرمي بي في نفق مظلم، لكن والدتي، رحمها الله، التي كانت هي قارئة فنجاني، تنبأت لي بهذا المصير، رغم أنني لم أعر اهتماما لتحذيراتها.

 

لنبدأ القصة من أصل صك الاتهام..

بدأت القضية برسالة مجهولة كتبها أعضاء من داخل الجامعة ومن خارجها، موجهة لوكيل الملك، تحمل عدة اتهامات، أولها الهجرة السرية، أي أنني كنت، حسب الرسالة المجهولة، وراء تهجير عدد من المواطنين ضمن بعثات الفريق في رحلاتها الخارجية، كما اتهمت بالنصب والاحتيال على طالبي الهجرة. فعلا تم اعتقالي وشرع القضاء في التحقيق وحين طلبوا من السفارات توضيحات كان الجواب في صالحي.. لا وجود لعمليات تهجير، لا وجود لأي شكاية من متضرر، وكنت أطالب باسم شخص واحد نصبت عليه وسلبته ماله، بعد التحريات نلت براءتي من التهمتين، بينما ظلت تهمة التزوير تطاردني على اعتبار أن امتلاكي لأوراق تحمل شعار الفيدرالية التي كنت أنتمي إليها فاعتبروها وثيقة تخص الجامعة، وحين حكموا علي بسنة من أجل التزوير، تداركت محكمة الاستئناف خطأ القضاء الابتدائي وحكمت ببراءتي من تهمة التزوير، لكنها أضافت تهمة رابعة وهي انتحال صفة رئيس فيدرالية كرة القدم داخل الصالات وهي غير قائمة، وصدر حكم بحبسي سنة واحدة، رغم أنني قدمت وصل الإيداع الخاص بها إلا أنهم لم يضموه للملف، علما أنني شاركت في تظاهرات كبيرة باسم الفيدرالية في القدس الشريف وكندا وتوصلت بتنويه من الملك الحسن الثاني باسم هذا التنظيم. لو انخرطت مع “الفيفا” لما حصل ما حصل.

 

وجدت نفسك خلف القضبان، كيف كنت تقضي أيامك في الزنزانة؟

السجن كان مجرد هزيمة بالنقط وليس ضربة قاضية، كنت في أيامي الأولى بين الحيطان ووسط المعتقلين، أقضي أيامي في التفكير بمن يقف وراء هذه المؤامرة، وفي الأشخاص الذين استفادوا من اعتقالي، حتى اهتديت إلى خيوط القضية، خاصة وأن القاضي الذي حكم علي اعتذر لي حين غادرت الزنزانة، ومع مرور الأيام تبين لي أن وراء هذه المؤامرة أعداء النجاح الذين يغضبهم صعود نجم مغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى