شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضةمجتمع

غلطة عمري أنني قضيت في شباب المحمدية عشرين عاما وصدقت وعود المسؤولين (2)

غلطة العمر:عبد اللطيف العراقي (حارس دولي سابق)

قلت إن غلطة عمرك هي بقاؤك في شباب المحمدية مدة عشرين سنة، لكن هناك عدة عروض طرقت بابك..

توصلت بعرض من فريق تونسي، بفضل تدخل المرحوم عبد الحق جدعي، كان بإمكاني أن أغير وجهتي وأدخل هذه التجربة الاحترافية، خاصة وأن العرض كان مغريا، لكن مجموعة من محبي شباب المحمدية زاروني في بيتي بحي الراشيدية والتمسوا مني عدم مغادرة الفريق، فلم أجد بدا من الاستجابة لرغبة هؤلاء المشجعين الذين كانوا يعتبرونني قطعة غيار أساسية في الفريق. لم أكتف بهذا بل التقيت بالحارس الثاني عزيز البوطي الذي كان نسخة مني وقدمت له العرض كي يخلفني في الفريق التونسي، وفعلا خاض هذه التجربة.

 

توصلت أيضا بعرضين مغريين من الرجاء والوداد، لكنك فضلت البقاء في المحمدية، مخلفا الوعد مع فرصة العمر..

لا بد من توضيح بعض المعطيات، العرض الذي توصلت به من الرجاء جاءني من عبد السلام حنات، الرئيس السابق للفريق الأخضر، حين التقينا في القصر الملكي أثناء استقبال الراحل الحسن الثاني لعناصر الفريق الوطني، وعرض علي الانضمام للرجاء، قلت له بالحرف سيكون شرفا لي أن أحمل قميص الرجاء، وطلبت منه مهلة لعرض الأمر على مسؤولي شباب المحمدية.

 

ماذا كان ردهم؟

في اجتماع لتدارس هذا العرض بحضور كل من بادو الزاكي الذي كان مدربا لشباب المحمدية، ومحمد الناصري الكاتب العام لشباب المحمدية، وعامل المحمدية محمد الحسني، طلبوا مني صرف النظر عن الصفقة مقابل تحسين وضعيتي، حيث قدم لي وعد بالحصول على مأذونية سيارة أجرة وعلى منصب شغل في عمالة المحمدية، وطلب مني الزاكي استكمال الموسم مع الفريق مقابل تسريحي بعد تأهيل الحارس البوطي، لكن لا شيء من هذا تحقق.

 

تلقيت أيضا عرضا من الوداد، لماذا كان مصيره مصير العرض الرجاوي؟

يرجع الفضل مرة أخرى في هذا العرض للمرحوم عبد الحق جدعي الذي ربط الاتصال بمدير النادي آنذاك بلحسن، هذا الأخير تمسك بي وأصر على ضمي للوداد بل وأقنع المدرب الفرنسي هوسن بالقيمة المضافة التي يمكن أن أقدمها للفريق، وقلت، في جلسة معهم بحضور لحسن أبرامي، إن شرطي الوحيد هو إعطائي فرصة خوض ثلاث مباريات رسمية متتالية مع الفريق، إذا اقتنعتم بأدائي نجلس حول طاولة التفاوض وشرطي المادي هو أن أتقاضى ما يتقاضاه نجوم الوداد في تلك الفترة كالنيبت وبنعبيشة والداودي وأبرامي وبويبوض وغيرهم من أعمدة الفريق.

 

لماذا لم تتم الصفقة؟

في تلك الفترة كان إدريس بنهيمة هو نائب الرئيس المسؤول الأول عن الانتدابات، ولأنه كان رئيسا سابقا لأولمبيك خريبكة فقد فضل استقطاب حارس لوصيكا السابق السينغالي ديالو، حينها قررت الانسحاب في صمت دون أن يعرف مسؤولو الوداد سر هذا الانسحاب، وبعدها قررت الرحيل إلى الاتحاد الزموري للخميسات بطلب من محمد الكرتيلي وقضيت في هذا الفريق ثلاث سنوات. أما ديالو السينغالي فلم ينل رضى المدرب هوسن وتم جلب حارس جزائري هو بنعبد الله، الحياة أرزاق.

 

من ورطك؟

الذي يريد أن يبيع مباراة يمكن أن يلجأ إلى هذا السلوك وهو شاب، كيف أبيع مباراة وأنا مدرب ولم أقدم على تفويت أي مباراة في مساري كحارس للشباب وللاتحاد والخميسات وسبورتينغ سلا والطاس وبرشيد وبوزنيقة وسطات وتيفلت والمنصورية، اسألوا مسؤولي هذه الفرق كيف كان مساري معهم وهل سجلت علي محاولة بيع مباراة؟ أنا لم أرتكب جرما هم الذين جرموني وغلطوني.

 

حين تضع رأسك على الوسادة قبل أن تخلد للنوم، هل يتراقص أمام عينك هذا الكابوس؟

كانت والدتي تقول لي إن ما يميزني هو قدرتي على النوم لمجرد وضع رأسي على الوسادة، أنام مرتاح الضمير لأنني أعرف بأنني لم أرتكب فعلا يغضب الله. سأقول كلمة للذين شردوا أسرتي وساهموا في هذا الوضع: الحساب يوم القيامة وليس أمام لجنة الأخلاقيات.

 

لماذا تأخر مسارك كمدرب؟

في حوزتي العديد من الشواهد وكان بودي الحصول على شهادة تدريب ألف لتدريب اللاعبين لأنني حاصل على شهادة باء، ولولا المبلغ المالي الذي يشترط دفعه لدخول هذا التكوين والذي يفوق المليون سنتيم، لنلت هذا الديبلوم، للأسف هذا المبلغ يمكنني من سد احتياجات أخرى تتعلق بمعيشة أسرتي وتعليم أبنائي، أما التدريب فكثير من المدربين الحاصلين على شواهد كبرى عاطلون عن العمل.

 

لكن تجربتك الدولية تفتح لك أبواب تدريب فرق من الدوري الاحترافي..

يا أخي أنا أدرب كي أعيش، لا يمكن أن أظل عاطلا أنتظر عروضا من الوداد والرجاء والجيش وطنجة، لقد اشتغلت مع الصغار في أكاديمية لانوريا، بدون أي حرج ومستعد للعمل مع الصغار والناشئين مادام العمل حلالا طيبا. هناك مدربون يشرفون اليوم على تدريب حراس مرمى فرق كبرى لم يسبق لهم أن حملوا القفاز، العراقي الماثل أمامكم خاض مباريات دولية ووطنية أمام 100 ألف متفرج، لكن الدنيا حظوظ.

 

على ذكر القفازات، عاتبك الرياضيون لعرضك بعض القفازات للبيع على صفحتك الفايسبوكية، واتهموك بالسعي نحو الإثارة؟

الله أكبر، يرفضون عرض قفازات للبيع ويرضيهم العيش في البطالة، المهم عندي من وراء بيع قفازات حراس المرمى ليس هو الإثارة بل البحث عن مورد رزق. ثم إن قناتي على اليوتوب لا يشترك فيها سوى 1500 شخص، أي أن عائدات القناة لا توفر لي حتى علكة. الذين يروجون هذا الكلام يريدون أن نعيش تحت رحمة الاستجداء وهذا أرفضه.

 

هل قامت هيئة من الهيئات بتكريمك؟

وعدني منصف بلخياط وسعيد بانخراطي في مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، لكن للأسف لا شيء تحقق، رغم أن المعايير المطلوبة تتوفر في شخصي، فقد كنت حارسا للمنتخب الأول وحارسا للمنتخب الشاطئي وشاركت مع هذا الأخير في نهائيات كأس أمم إفريقيا في جنوب إفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى