العيون: محمد سليماني
ما زالت تداعيات احتلال أكاديمية العيون المرتبة الأخيرة بين الأكاديميات الاثنتي عشرة على الصعيد الوطني في نتائج الباكالوريا تتفاعل يوما بعد يوم، وسط غضب متواصل بين عدد من المتدخلين في الشأن التربوي، ومن خارجه كذلك.
واستنادا إلى المصادر، فإن احتلال الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء المرتبة الأخيرة في نتائج الباكالوريا، وصل إلى البرلمان، حيث وجهت البرلمانية الاتحادية حياة لعرايش سؤالا كتابيا إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مستفسرة عن الأسباب التي جعلت أكاديمية العيون تتذيل الترتيب الوطني، كما استفسرت عن التدابير الجديدة المزمع اتخاذها لتجاوز هذا الترتيب.
وكشفت البرلمانية أن تذيل أكاديمية العيون لنتائج الباكالوريا وطنيا، منذ سنة 2018، يطرح أكثر من علامة استفهام، خصوصا وأن الإمكانيات الهائلة المرصودة لقطاع التعليم بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة العيون الساقية الحمراء، بفضل مساهمات عدد كبير من المتدخلين، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه ولاية الجهة عن طريق المبادرة الوطنية من أجل تنظيم حصص دعم تربوي بمركز الابتكار والتأهيل المهني، بالعيون، لم توازه نتائج مهمة، حيث جاءت النتائج مخيبة لآمال الأوساط التربوية والأسر.
وبحسب المعطيات، فقد حلت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للعيون الساقية الحمراء في المرتبة الأخيرة ما بين الأكاديميات الاثنتي عشرة بالمملكة، وذلك بنسبة نجاح لم تتجاوز 49,57 في المائة، وهي نسبة أقل من المعدل الوطني الذي وصل هذه السنة إلى 59,74 في المائة. كما أن نسبة النجاح بجهة العيون الساقية الحمراء تراجعت هذه السنة مقارنة بالموسم الدراسي الماضي، والذي بلغت فيه نسبة النجاح 72,09 في المائة.
واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن أكاديمية العيون دأبت على تذيل الترتيب بين باقي أكاديميات المملكة، منذ سنة 2018، وهو أمر يدعو للاستغراب، حيث إن الجهة لم تستطع القفز إلى مراتب متقدمة، رغم الإمكانيات الكبيرة المرصودة لقطاع التعليم بجهة العيون الساقية الحمراء من مجموعة من المجالس المنتخبة، وولاية الجهة، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومؤسسة فوسبوكراع، إضافة إلى توفير ظروف جيدة لاجتياز الامتحانات، منها تخصيص تعويضات «سمينة» لا مثيل لها على الصعيد الوطني لرؤساء مراكز الإجراء والملاحظين تحتسب بأيام الإجراء، وتوفير تعويضات مالية مهمة للدعم التربوي.
وبحسب المعلومات، فإن الأكاديمية الجهوية للتربية وللتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء دأبت على المكوث في المرتبة الأخيرة بين الأكاديميات الاثنتي عشرة بحسب نسب الناجحين في البكالوريا منذ خمس سنوات، ذلك أنها جاءت في الرتبة الأخيرة خلال مواسم 2018 و2019 و2021، فيما جاءت هذه الأكاديمية، في الموسمين 2020 و2022، في المرتبة ما قبل الأخيرة، لتعود في الموسم الحالي إلى الرتبة الأخيرة مجددا. ففي سنة 2019، لم تتجاوز نسبة النجاح بجهة العيون الساقية الحمراء 55,30 في المائة، وفي السنة الموالية قفزت النسبة إلى 58,81 في المائة، أما سنة 2021، فإن النسبة بالكاد وصلت إلى 59,78 في المائة، لتعود في الموسم الحالي إلى 49,57 في المائة، وهي أقل نسبة خلال السنوات الخمس الأخيرة. ورغم الإمكانيات المتاحة لأكاديمية العيون الساقية الحمراء في المجال التربوي والتعليمي من عدد كبير من المتدخلين، إلا أن النتائج، منذ حوالي خمس سنوات متتالية، تكون دائما مخيبة للآمال، حيث تأتي أكاديمية العيون في ذيل الأكاديميات، الأمر الذي يفتح أسئلة عريضة حول أسباب ذلك، خصوصا وأن ولاية الجهة تقدم دعما سخيا عن طريق المبادرة الوطنية على مدى ثلاث سنوات لجمعية أسسها عدد من الفاعلين في المجال التعليمي والمقربين من إدارة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وذلك من أجل تنظيم حصص دعم تربوي للتلاميذ والتلميذات، بمركز للابتكار بالعيون، إلا أنه ظهرت محدودية نتائج ذلك على أرض الواقع.