شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

غزو النفايات البلاستيكية لغابة «لايبيكا» بالعرائش يصل إلى البرلمان

شهدت غابة لايبيكا، بضواحي مدينة العرائش، ما يشبه غزوة بالنفايات البلاستيكية ومخلفات الردم، حيث يقوم مجهولون برمي هذه النفايات وسط الغابة، دون الاكتراث بوضعها الحالي، رغم أنها تعتبر من الغابات التي نجت أخيرا من سلسلة حرائق هزت المناطق الشمالية. وتتجدد المطالب بضرورة وقف تدمير هذه الغابة وكافة أشغال تهديدها.

وأكدت تقارير، في الموضوع، أن هذه الغابة تعتبر مصدرا من مصادر تلطيف جو إقليم العرائش المشبع بالرطوبة، فضلا عن جماعات بطنجة، ومكانا للترفيه والترويح عن النفس. ففي عهد سلطات الحماية الإسبانية تم إنشاء مشتل بداخلها لتنبيت مجموعة من الأشجار الغابوية على غرار الصنوبر، وخلق متنفس رياضي لسكان المدينة يمارسون من خلاله لعبة كرة القدم والعدو الريفي، فضلا عن ملعب للفروسية ومكان لركوب الخيل، لكن الغابة شهدت، خلال الشهور الأخيرة، استمرار ظاهرة القطع اليومي للأشجار كذلك.

وأكدت التقارير أن هذه الأشجار يتم قطعها نهارا وتحملها العربات نحو الأفران التقليدية، في حين أن جحافل من العربات الأخرى والدراجات ثلاثية العجلات «تريبرتور» ترمي مخلفات البناء والأزبال داخل الغابة دون أي تدخل من طرف الجهات المعنية لإيقاف هذه الأفعال المشينة.

وتساءلت مصادر متتبعة عن مصير مشروع إعادة تهيئة غابة «لايبيكا» الذي تمت المصادقة عليه في وقت سابق، وأعلن وقتها عن تخصيص 30 مليون درهم في إطار اتفاقية شراكة بين عدة متدخلين، تتعلق بأشغال تهيئة المنتزهات الحضرية بإقليم العرائش، لكن، رغم مرور أكثر من سنة على هذا المشروع، لا زالت الغابة في وضعية إهمال، بل تحولت مساحات كبيرة منها إلى مزبلة، والكارثة أن بعض الأشخاص بنوا بها منازل قصديرية في انتظار تحويلها إلى حي عشوائي. وتساءلت تقارير برلمانية، موجهة للجهات الحكومية المختصة في الموضوع، عن التدابير المستعجلة التي ستتخذها المصالح الوصية بالإقليم لإعادة الاعتبار إلى غابة «لايبيكا» وإنقاذها من المستغلين لأشجارها.

وقالت المصادر إن هذه الغابة تعتبر من المتنفسات الخضراء المتبقية بالإقليم، لذا صار من الضروري الحفاظ عليها ومساءلة الجهات الوصية عن الدعم المخصص لها والأسباب الكامنة وراء إقباره في ظروف غامضة، سيما في إطار توجه الدولة لحماية المناخ والغابات في ظل الزحف الإسمنتي نحوها، وما يسببه من تدهور للمناخ كما هو الشأن بعدد من الغابات بطنجة التي أضحت السلطات تضرب عليها حراسة مشددة.

طنجة: محمد أبطاش

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى