طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن عيوبا تقنية باتت تظهر في الصفقة الأخيرة المتعلقة بتهيئة واد بوحوت بمقاطعة بني مكادة بطنجة، بعدما انفجرت مياه الأمطار الأخيرة المتجمعة بإحدى نقاط هذا الوادي، ما أدى إلى توجهها لمنازل السكان حيث تسببت في إغلاق طرقات وأزقة بأكملها طيلة الأيام الماضية، واستنجد السكان بالمصالح الوصية التي تأخرت في الوصول لعين المكان لساعات ما تسبب بدخول المياه إلى منازل بعض السكان.
وحسب بعض المصادر، فإن من أسباب هذه العيوب هي التعثرات التي عرفها هذا الوادي سابقا عقب انسحاب شركات دون إتمام للأشغال، وتركها الوضع بشكل فوضوي، واستغرب الكل لهذا الانسحاب، مع العلم أن شركات كانت تشتغل، لمحاولة توسيع هذه الأودية، الغير قابلة لأي حل آخر، باستثناء التوسعة، وإزالة المنازل المحاذية لها، مع تعويض أصحابها، حتى يتسنى وضع دعامات أساسية وتغطية هذه الأودية، حتى يتم حماية قلب طنجة من خطر الفيضانات الذي يتهددها كل موسم. وعبر السكان المجاورون لهذا الوادي، عن امتعاضهم من الوضع القائم مباشرة بعد انسحاب الشركات دون إتمام الأشغال ناهيك عن ترك مخلفات البناء بجوانبها، مما يشكل خطرا إضافيا، كما أكدت مصادر من السكان، أنهم كانوا يركنون سياراتهم سابقا، قرب منازلهم، غير أن عدم اكتمال الأشغال بات معه من الصعب تقريب سياراتهم لمنازلهم، وبالتالي بات من اللازم على السلطات الوصية التدخل للحيلولة دون إفشال هذا المشروع الكبير وإتمامه. للإشارة، فقد سبق أن حلت لجنة ولائية حلت بشكل مفاجئ بعين المكان، وذلك لمراقبة مدى اشتغال المقاولات نائلة صفقة حماية طنجة من الفيضانات، بعدما تم تخصيص نحو ثلاثة ملايير سنتيم لوقف تدفق الفيضانات على مدينة طنجة، عبر مصب واد بوحوت الذي يصنف ضمن أخطر الأودية بالمدينة. وتلقت المقاولات تعليمات في وقت سابق، بغرض الإسراع في الأشغال بالقدر الممكن، وضمن التعليمات ضرورة الإسراع بتغطية الأودية المتواجدة بالأحياء الهامشية، وتوسعتها والعمل على إصدار قرارات متعلقة بتعويض القاطنين بجوارها في حال اقتضى الحال ذلك. ويندرج هذا الوادي ضمن مخطط حماية طنجة من الفيضانات، حيث بلغت كلفة المشروع 17 مليون درهم، وهو واحد من أهم المشاريع الموجودة على صعيد مدينة طنجة، وبالخصوص في حي بني مكادة. وتندرج هذه المشاريع ضمن اتفاقية تضم عدة مشاريع لحماية طنجة من الفيضانات والتي ستهم عددا من النقط السوداء المعرضة لهذا الخطر، وتشمل عددا من الوديان والشعاب المائية لاسيما بمناطق عين مشلاوة والحرارين وبوحوت والعوامة، غير أن العيوب التقنية التي باتت تظهر يستوجب التدخل لتصحيح الوضع.