في واقعة غير مسبوقة، استنفرت شكاية تقدمت بها شابة تبلغ من العمر 25 سنة المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، بعد تعرضها لمحاولة اغتصاب وهتك العرض بالقوة من طرف عون خدمة تابع لشركة مناولة خاصة، وذلك وسط مستشفى ابن سينا بالرباط، عقب خضوعها لعملية جراحية على الصدر.
وحسب التحريات الأولية التي باشرتها فرقة الأخلاق العامة بالمنطقة الأمنية الثانية السويسي أكدال، بناء على الشكاية الرسمية التي تقدمت بها أسرة الضحية المريضة معززة بتصريحات صادمة، كشفت وحشية المتهم الذي حاول اغتصابها، جرى اعتقال هذا الأخير ووضعه رهن الحراسة النظرية من أجل البحث الذي أشرفت عليه النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط، قبل عرضه عليها، صباح أول أمس الأربعاء، وإحالته على قاضي التحقيق في حالة اعتقال ملتمسة منه تعميق البحث معه حول التهمة الموجهة إليه وهي محاولة الاغتصاب وهتك العرض بالعنف.
وحسب معطيات حصرية حصلت عليها «الأخبار» فالمتهم البالغ من العمر 27 سنة، استغل هدوء الجناح الطبي الذي كانت تتواجد به الفتاة المزدادة سنة 1995، كي ينفذ محاولته الإجرامية، وقد طلب من الضحية أن ترافقه إلى إحدى الغرف الطبية حيث ينتظرها طبيب مختص من أجل حصة ترويض مرتبطة بأجندة علاجاتها بعد خضوعها للعملية الجراحية، وبعد إخراجها من غرفتها على متن العربة المخصصة لنقل المرضى وهي المهمة التي تدخل في اختصاصه، انعرج بها نحو غرفة صغيرة فارغة وحاول اغتصابها وهتك عرضها بالعنف، قبل أن تقاومه وتهدده بالصياح، رغم وضعها الصحي الحرج المترتب عن تداعيات العملية الجراحية الصعبة التي تكللت بالنجاح بفضل تدخل الطاقم الطبي والتمريضي بالمستشفى، قبل أن يخلي سبيلها ويختفي إلى حين استدعائه من طرف الشرطة واعتقاله.
وتفيد معطيات خاصة، أن المتهم وهو مستخدم لدى إحدى شركات المناولة، وجد نفسه محاصرا بتصريحات صادمة للفتاة الضحية، فضلا عن شهادات حية لبعض المرضى الذين كانوا يقتسمون غرفة التطبيب مع الضحية، كما أن تسجيلات الكاميرات التي تم إفراغها من طرف الشرطة القضائية، بأمر من النيابة العامة، لم تترك للمتهم فرصة إنكار التهمة الموجهة إليه، في انتظار تثبيت الكثير من تفاصيلها لدى قاضي التحقيق، الذي ينتظر أن يباشر معه تحقيقات تفصيلية في القريب العاجل حسب مصادر «الأخبار» دائما.
وارتباطا بهذه الواقعة، أكد مصدر مسؤول من إدارة السويسي للجريدة، أن هذا السلوك يبقى إجراميا وغير مسبوق بالنسبة لكل المستشفيات التابعة لمديرية المستشفى الجامعي ابن سينا، مضيفا أن الشخص المتهم تابع لإحدى شركات المناولة التي تعاقدت معها إدارة السويسي بخصوص خدمات خاصة مؤطرة بدفتر تحملات واضح، يقتضي الإدلاء بكل البيانات والسجلات العدلية للمستخدمين الشركة الذين تكلفوا بتقديم الخدمة بالمستشفى، تثبت بياض سجلهم العدلي وحسن أخلاقهم وكفاءتهم وتمثلهم للأدوار المنوطة بهم، التي تبين أنها منتفية في المتهم الذي أقدم على جريمة محاولة الاغتصاب في حق شابة مريضة، وهو ما سيعرض الشركة المعنية للمساءلة الإدارية وترتيب الجزاءات اللازمة المنصوص عليها في القانون يضيف متحدث «الاخبار».